التناحر السياسي بين الحكومة والأحزاب

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تدور رحى الصراع السياسي في الآونة الأخيرة بين بعض القوى السياسية والحكومة بعد تأكيد الكاظمي على موعد إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد في السادس من حزيران القادم برغم الإحتدام الذي تشهده ساحات التظاهر في عدداً من المحافظات الجنوبية وبعض العمليات الإرهابية التي تحدث هنا وهناك في المحافظات الشمالية والغربية وتصريحات الحكومة حول الأزمة المالية وإحتمال عدم قدرتها على توزيع رواتب الموظفين في العام القادم وتراجع مستوى الخدمات التي تقدمها الحكومة بسبب قلة الأموال المرصودة لتلك الخدمات وأزمة مشروع ميناء الفاو الكبير مع وجود بعض الأزمات السياسية التي تتعلق بشأن السياسة الخارجية ومنها الإتفاقيـة الثلاثية مع مصر والأردن وإتفاقيـة الصين وخروج القوات الأمريكية .
يسعى الكاظمي الى الحد من هيمنة الأحزاب الموالية لإيران على السلطة وكسب بعض الشخصيات السياسة المستقلة التي لا شائبة في سيرتها الذاتية ولم تتسنم سابقاً منصب رسمي لتقديم قائمة إنتخابية لا غبار عليها ولا تحمل في جعبتها ملفات فساد مالي وأداري ولا تعمل بأجندة خارجية أقليمية مع تحشيد أكبر عدداً من الأنصار خلال الإنتخابات القادمة بعد السماح لبعض القوى السياسية الدخول الى ساحات التظاهر والتصادم مع المتظاهرين لخلق بون شاسع بين الناخبين والأحزاب السياسية وحركة تسقيـط سياسي مبكرة فيما يعمل على تنصيب نفسه رائد أصلاح ذات البين من خلال رسائل صوتية وزيارات ميدانية بعد كل حادثة او حالة تصادم تحصل بين المتظاهرين والأحزاب .
تعمل بعض الأحزاب السياسية على خلق أرباك متعمد لسير عمل الحكومة من خلال عناصرها الموالية في المؤسسات والشركات الحكومية ووضع العراقيل أمام أي نشاط حكومي كما في رفض الأستثمار السعودي والإتفاقيـة الثلاثية والدفع ببعض التظاهرات الحزبية أمام أبواب الحكومة كالخريجين والمهندسين وغيرهم من أصحاب الشهادات العليـا وعمليات القصف المستمر للسفارة الأمريكية وأزمة رواتب موظفي الأقليمِ فيما تعمل حكومة الكاظمي بالضد من توجهات بعض الأحزاب كما في عدم التنديد دبلوماسيـاً عند طرد الحكومة الإماراتية لبعض العراقيين ومنع دخولهم للإمارات وكذلك تنـديـد الحكومة بالقصف الحوثي لمصافي النفط السعودية وعدم أستنكـار حادثـة أغتيـال محسن فخري زاده العالم النـووي الإيـراني الذي إغتالتـه المخابرات الإسرائيلية مؤخراً .
وبرغم كل ما يعتري العملية السياسية من أرباك واضح وفشل الحكومة في إنقاذ البلد من السقوط في هاوية الإفلاس بسبب تدني أسعار النفط وتقليص كميات النفط المصدرة حسب أتفاق أوبك والعمل على إيقاف الإنحدار في مجال الخدمات والطاقة وتحسين مستوى الدخل لبعض شرائح المجتمع من خلال تنويع مصادر الدخل وفتح باب الأستثمار الخارجي والداخلي من خلال أصدار بعض التشريعات القانونية التي تدعم عمل شركات القطاع الخاص في مجال الصناعة والزراعة والحد من تهريب الدولار عبر بعض المصارف الأهلية الحزبية التي تمتهن التزوير في معاملات شراء الدولار نرى ذهاب الجميع من حكومة وأحزاب الى التناحر السياسي من أجل مثالب شخصية وحزبية دولارية ومنصبية ونحن قاب قوسين أو أدنئ من عاصفة الإفلاس العاتية التي لا تبقي ولا تذر وهي تقترب من شواطئ البلد وحينها سنذهب الى الهاوية .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل