هل تدعم أمريكا الكاظمي ضد خصومه

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منـذ تسلم الكـاظمي منصب رئيس الوزراء بعد تظـاهرات تشريـن التي أعـد سينــاريو أخراجهـا وكالـة المخـابرات الأمريكيـة في مقر سفارتهم في المنطقـة الخضراء وأمريكـا تعمل على تغييـر قواعـد الاشتبـاك مع إيـران بعد تصاعـد وتيـرة الصراع الأمريكي الإيـراني على الحلبـة العراقيـة وحرق بـاب السفارة الأمريكيـة في بغداد رغم الحماية الأمنية المشددة للمنطقـة الخضراء بسبب قصف مواقع عسكريـة لكتـائب حزب الله أعقبهـا الهجوم الأمريكي بطـائرة مسيرة على مطـار بغداد وإستـشهاد المقاتـل أبو مهدي المهنـدس والجنرال قاسم سليمـاني ، ويعمل الأمريكـان بكل قوة على أضعـاف أذرع إيران في العراق على جميع الصعـد وجبهـات المواجهـة مع التصدي لكل قوة داعمـة لتـلك الجماعـات المسلحـة التي ترفض وجود القواعـد الأمريكيـة في العراق وتـقوم بقصفهـا بين فتـرة وأخرى وفق سيـاسة الحرب الناعمـة والتنحي عن المواجهـة مع فصائـل مسلحـة مستـعدة للقتـال مع الأمريكـان دون مواجهـة عبر صواريـخ بعيـدة المدى مما يضعها في مواجهة خصم غير واضح المعـالم ...
تسليـم أرشيـف حزب البعث لحكومـة الكـاظمي فيـه أبعـاد سياسيـة متعـددة تنـم عن سلوك أمريكي لتعزيـز سلطـة الكاظمي في مواجهـة خصومـه بما يحتويـه ذلك الأرشيـف من معلومات أمنيـة وإستخباريـة عن طبيعـة الحراك السيـاسي لأحزاب السلطـة أبـان معارضتهـا للنظـام السابـق وكيفيـة تسريـب إجتماعـات المعـارضة العراقيـة الإسلاميـة في إيـران وسوريـا وكشف الكثير من الحقـائق عن طبيعـة الخرق الذي كان يعتمـده النظـام لتـلك الأحزاب وبعض المعلومات عن شخصيـات سياسيـة مشاركة في المعـارضة ضد النظـام ...
تقديـم الحكومة الأمريكيـة مبالغ ماليـة لدعم حملـة الكاظمي الإنتخابيـة خلال زيارتـه الأخيرة لواشنـطن ولقـاءه بـالرئيس ترامب مع تقديـم المشورة وبعض المستـشارين الأمريكان عند الانتخابـات البرلمانيـة المقبلـة في أشارة الى رغبـة الولايـات المتحدة الأمريكيـة بفوز الكـاظمي في الـدورة البرلمانيـة القادمة لتعزيـز نفوذهـا وتواجد بعض قواعدهـا في العراق برغم خفض عديـد قواتهـا العسكرية المتواجدة في العراق الى ألفي جنـدي أمريكي وضمـان أستـمرار جدوى فرض العقوبـات الإقتصاديـة على إيران ومنع حصولهـا على أي دعم من جارتهـا العراق ...
إيجـاد دعم دولي عبر زيـارات مكوكيـة قـام بهـا بعض زعمـاء الدول الكبرى كالرئيس الفرنـسي ماكرون وتوجيـه بعض الدول العربيـة بتحسين مستـوى علاقاتهـا مع الحكومـة العراقيـة ومنها الأردن ومصرالسعوديـة وإيجاـد أرضيـة مشتركـة لعلاقتات اقتصاديـة وتجاريـة تخدم جميع الأطراف لتنحيـة العراق عن المشروع الصيني في المنطقـة ...
السعي لتحسين صورة الكـاظمي مع بقيـة شرائح المجتمع من خلال إيجـاد برنـامج متكامـل لزيـارات الكـاظمي لبعض المحافظـات المتضررة من داعش عبر زيـارة السجون ومراكز إيـواء المهجرين والنـازحين مع التـأكيد على دعم حقوق شهـداء تظـاهرات تشريـن وضمـان حقوقهم والوقوف مع مطـالب المتظـاهرين من العـاطلين عن العمل ...
توفير الدعم المـالي لحكومـة الكاظمي من خلال تسهيـلات بقروض ماليـة من صنـدوق النقـد الـدولي بقيمة خمسة مليـارات دولار لدعم الإستـقرار الإقتصـادي بعد أنخفـاض أسعار النفـط ومضاعفـات جـائحة كورونـا والتحديـات الأمنيـة التي شهدهـا البـلد بما يضمن بقـاء القرض في حـدود الإستـمرار في تحملهـا لفترة طويلـة ...
وجود دعوات لتظاهرات تنطلق تزامناً مع ذكرى إنطلاق تظـاهرات تشريـن تدعوا الى تغييـر شكل النظـام في الدستـور من برلمـاني الى رئـاسي في خطوة تمهـد لتعزيـز سلطـات الكـاظمي فيمـا بعد مع أجراء بعض التعديـلات على قانـون الإنتخابـات للحد من التـلاعب بنتـائج التصويت وهيمنـة الأحزاب على صنـاديق الإقتـراع وضمان استقلاليـة الهيئـة العليـا المستقلـة للإنتخابـات التي تعـاني من وجود أعضاء ينتمون لأحزاب السلطـة ...
العمل على تعزيز قدرات الكاظمي العسكرية من خلال تسليم بعض القوات العسكرية الخاصة لضباط لـيس لهم ولاء للأحزاب وليس لهم علاقـات شخصية مع الجـانب الإيراني مع الأخذ بعين الإعتبـار التعـامل بحذر مع الحشـد الشعـبي والعبث بملفـات قادتـه وتصفيتـه لحين التمكن من القبض بقوة على السلطـة وتعزيـز قوة نفوذه في الدولـة بمعاونـة واشنـطن وبعض أعوانهـا من الأحزاب والقنوات الفضائيـة المعـاديـة لإيـران في العراق .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل