أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - تركيا ... وزعامة الشرق الأوسط















المزيد.....

تركيا ... وزعامة الشرق الأوسط


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحتـل تركيـا منـاطق واسعة من مساحـة الشرق الأوسط بفعل موقعهـا الإستراتيجي وإمتـداد أراضيهـا من سواحـل البحر الأبيـض المتوسط غربـاً الى حـدودهـا الشرقيـة مع روسيـا وتعتبـر ممراً بريـاً يربـط قـارة أسيــا بقـارة أوربـا وتمتـاز بإطلالـة واسعة على البحر الأبيض المتوسط الـذي يسمح لهـا بالإنـطلاق نحو دول العـالم لهـا جو معتـدل طيلـة العـام وهي صاحبـة إرث عريق في مواجهـة الرومـان لسنوات طويلـة قبـل قيـام الدولـة العثمانيـة التي امتـدت حدودهـا من بـلاد فـارس الى بـلاد الفراعنـة وتتمتع في الوقت الحـاضر بنظـام علمـاني منفتـح على الإتحـاد الأوربي الذي يرفض إنضمـام تركيـا برغم جميع محـاولات أنقرة التي بـاءت بـالفشل ...
في تركيـا عـدة أحزاب منهـا حزب الديمقراطيـة والتقـدم حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالـة والتنميـة يقوده الرئـيس التركي أردوغـان الذي تـولى زمام السلطـة عام 2014 وقـاد تغيـير سيـاسي عقب الإنقـلاب الفـاشل الذي حدث عام 2016 حيث أستغـل الرئيس التـركي ظروف الإنقـلاب وقيامـه بـأحداث بعض التغييرات في صلاحيـات الرئيس وتحويـل النظـام من برلمـاني الى رئـاسي من خـلال إستفتـاء عام 2017 مـا سمح للرئيس التركي بتغيـير السيـاسة التركيـة في المنطقـة وفـق أحـلام الرئيس أردوغـان الذي قـام بتصفيـة جميع معارضيـه وأقصى جميع رفاقـه في حزب العدالـة والتنميـة الذي يمثـل تيـار الأخوان المسلمين في تركيـا وقد أتبع سيـاسة توسعيـة عدائيـة مع دول المحيط الإقـليمي من خلال أنتهـاج سيـاسة دعم الجماعـات المتطرفـة في سوريـا حيث قدمت تركيـا كافـة التسهيـلات للعصابـات المسلحـة وسهلت مرورهـا الى بـلاد الشـام والعراق بعـد تشكيـل فريق متخصص في شـراء النفـط المهرب من تـلك العصابـات وهو مـا عـزز الإقتصـاد التركي طيلـة سنـوات بسبب تـدني أسعار الـنفط المهرب من سوريـا والعراق وقـامت بعد إنتهـاء الحرب في سوريـا بشن هجمـات عسكريـة على الحـدود الغربيـة السوريـة والدخول بمسافـة أكثـر من (30) كم على طول الحـدود معهـا ودخول منطقـة عفرين الكرديـة القريبـة من مدينـة أدلـب وإقامـة نقـاط عسكريـة قريبـة من أبـار النفط السوري بحجـة حمايـة الأمن القومي التـركي ومحاربـة وحدات حمايـة الشعب قوات سوريـة الديمقراطيـة (قسـد) التابعـة لحزب الاتحـاد الديـمقراطي ...
تقوم القوات التركيـة بـإستمرار بمطـاردة قوات (PKK) في شمـال العراق وتـشن غـارات جويـة بين فترة وأخرى وتوغلت مؤخراً بعمق أكثـر من 100 كم دمرت خلالهـا عـدداً من القرى في محافظـة دهوك ونـزوح ألاف الأكراد تـاركين منـازلهم بسبب الغزو التـركي لشمـال العراق وتـم أستـدعـاء السفير التركي في بغـداد من قبل الحكومـة العراقيـة مرتين وتسليمـه بيـان شديـد اللهجـة الى الحكومـة التركيـة فيمـا تـبقى حرب الميـاه هي حربهـاً المؤجلـة مع العراق بعد أعلانهـا المبـاشرة بمـلئ سـد ألـيسـو الذي شـيـد على نهر دجلـة ويبعـد مسـافـة (40) كم عن الحـدود الشماليـة للعراق .
ولم يكتـفي أردوغـان بـذلك بـل ذهب أبعـد من الحـدود التركيـة بعد تدخلـه بالشـأن الليبـي وإرسالـه قوات تركيـة معززة بألاف المرتزقـة السورييـن وإنتـزاع قـاعـدة ( الوطيـة ) غربي لـيبيـا من قوات حفتـر المدعومـة من مصر والأمـارات وروسيـا مع أستمرار تركيـا بجـلب المزيـد من المعـدات العسكريـة وإنـشاء مصنع للطـائرات المسيـرة في لـيبيـا بمساعـدة الأموال القطريـة التي تبـنت دعم تركيـا في بنـاء قـاعدة عسكريـة تركيـة في الصومال أقصى جنوب البحر الأحمر ومن المؤمل أرسال مرتزقة صومـاليـين الى لـيبيـا الى جانب أستخدام سفن تركيـة لـلتنقيب عن الـنفط أمـام السواحل اللـيبيـة ممـا أثـار حفيظـة دول الإتحـاد الأوربي كفرنـسا واليونـان ومصر التي قامت على أثـرها بمنـاورات عسكريـة في البـحر المتـوسط مع الأسطول الفرنسي بمشاركـة مختـلف صنوف قوات الجـيش المصري .
قامت الولايات المتحدة بإرسال رسائـل تهديـد الى حكومة أردوغـان بإلغـاء مشاركـة تركيـا بصنع الطائرة ( F16) بعد توقيـع أنـقرة إتـفاقيـة شراء صواريخ (ss400) من روسيـا وطالبت أنقرة واشنطن تزويدهـا بطـائرة (F35) المتطورة مقابـل التخـلي عن الصفقـة الروسيـة ولكن إسرائيل حالـت دون ذلك لتضمن تفوقهـا على دول منطقـة الشرق الأوسط فيمـا أدى نزاع قبـل ذلك الى توتـر العلاقـات الأمريكيـة التركيـة عند فشل محاولـة الإنقـلاب التي حصلت عـام( 2016 ) عندمـا طالبت أنقرة الحكومة الأمريكيـة بتسليمهـا المعـارض التركي (فتـح الله كولـن) الذي أتهمـه أردوغـان بتـدبير محاولـة الانقـلاب مع بعض المعـارضين وكانـت العلاقـات التركيـة الإسرائيليـة قد تـأزمت في عـام ( 2008 ) عقب العـملية الإسرائيـلية على غزة وساءت أكثـر عند إعتـراض البحريـة الإسرائيليـة السفينـة التركيـة ( مرمرة ) عندمـا قتـل عشرة نـاشطين أتـراك كـانوا على متـن السفينـة حيث كشفت دائـرة الاستخبـارات الإسرائيليـة (أمـان) أن تركيـا تمـارس أعمـال عدائيـة ضد مصالح إسرائيل الإقتصاديـة بعد تصريحـات أردوغـان المعاديـة لإسرائيـل وتضامنـه مع الشعب الفـلسطيني ودعمـه ماليـاً وتصـاعد خطورة الـنشاط التركي في البحر المتوسط على مشروع خط أنـابيب (East Med) الإسرائيـلي لنقـل الغـاز الطبيعي من البحر المتوسط إلى دول أوربـا بعد أن أقتـرحت أنقرة إنـشاء خط أنـابيب غـاز الى لـيبيـا ..
واشنـطن هل أعطت أردوغـان بعد تراجع العلاقـات التركيـة الأمريكيـة وتـأزم العلاقـات مع إسرائيـل الضوء الأخضر بـدخول الأراضي اللـيبيـة وزج الجيش التركي في مستنقع الصراع الـليبي بعد دخولـه الأراضي السوريـة وشمال العراق كسينـاريو إسقـاط نظـام صدام حسيـن عندمـا سمحت لـه بـإحتلال الكويـت لإستنـزاف قدرات تركيـا العسكريـة والماليـة أم أن تلك رسالـة لدول الإتحـاد الأوربي بعد تصريحـات الرئـيس الفرنسي بإمكانيـة التخلي عن الحمايـة الأمريكيـة وشيطنـة الـدور التركي أمـام أوربـا ورغم كل ذلك يبقى الصراع التركي السـعودي حول زعامـة العـالم الإسلامي أشد وطـأة بين تلـك الأزمـات بعد صعود حزب العدالـة والتنميـة الى سـدة الحكم في تركيـا وبـروز أردوغان كعميـد لجماعـة الأخوان المسلمين والوقوف بـالضد من الـدور السعودي في الخليـج العربي بعـد تطور العلاقـات التركيـة الإيرانيـة ولا يمكن التغـاضي عن دور الأحزاب المعارضة لسياسة أردوغان في زعزعة الأمن الأقليمي وعدم أقامة علاقات حسن الجوار مع الدول المجـاورة وقيـام رفيقـه أحمد داوود أوغلو بتـأسـيس ( حزب المستقبـل ) المعـارض الذي من الممكن أن يتـولى الإطاحـة بحكومة أردوغـان في حال تردي الأوضاع التركية أو حصول إنـقلاب عسكري جميع الاحتمـالات واردة في التنـبؤ بمستقبـل تركيـا وهي تتـأرجح كسفينـة تتلاطمهـا الأمواج في ظل تخبـط سياسـة أردوغان الراميـة الى تغيـير خارطـة الشرق الأوسط وقواعـد الأشتبـاك مع الدول المحيطـة بتركيـا بعد التصريحـات التي صدرت مؤخراً من بعض السيـاسين الأتـراك حول عائديـة الموصل ومدن سوريـة لتركيـا وهو ما يمثـل أحلام تركيـة بعودة الدولـة العثمانيـة التي قضت عليهـا معـاهدة لـوزان .



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما العراقية بين المدح والقدح
- قصيدة وحوار
- حروب تركيا وصرعة عام (2023)
- الأحزاب بين حقيقة التظاهرات وغبارها
- تيار الحكمة وحكومة الظل
- المخدرات بين السياسة والتجارة
- المعارضة وكرة الثلج
- ميلاد نبي القلوب
- عيد اللغة العربية
- كبر لفكم
- شذرات في نفوس بريئة
- كرنفال النقل البري ودار الايتام
- الى / وزارة النقل مع التحية م / قطار النقل البري
- عندما يعلن العمال الثورة على الفساد النقل البري أنموذجا
- بغداد وبربري الثقافة
- لن نستطيع الحج الى كربلاء بعد اليوم ... العراق مضيف الحسين
- الطفوف
- موسكو تبيع اليمن بشراء الاسد كما تشتري ايران ببيع العراق
- أزمة داعش والنووي الإيراني وانهيار اقتصاد العراق وتقسيمه
- ما بين الورد والرصاص


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - تركيا ... وزعامة الشرق الأوسط