ناضل حسنين
الكاتب الصحفي
(Nadel Hasanain)
الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 18:14
المحور:
كتابات ساخرة
نحن نقدس النوم...ونحميه بكل ما لدينا من أدوات. النوم في مفاهيمنا الاجتماعية، ينقذنا من كثير من الورطات ويكون مبررا لكثير من الأخطاء والاخفاق وحتى انه يكون مبرراً للكسل في كثير من الحالات.
لقد ورد النوم في النصوص الدينية المقدسة، ومجد اهل الكهف الذين ناموا 309 سنين، وبدت حكايتهم منسجمة مع الادراك ولم تقابل بالرفض أو الاستهجان بل بدا اهل الكهف ابطال حكاية شيقة وهم يحاولون التغلب على تقلبات الزمن التي حدثت اثناء نومهم.
حين يعاتبك أحدهم بأنك لم ترد على اتصاله الهاتفي، فيكفي ان تقول له: "كنت نايم"... وحين يعاتبك آخر بأنك تأخرت عن الموعد المحدد، فإنك تبرر ذلك بالقول المقنع: "اخذتني نومة"... وكثيرا ما نسمع الام تنهر أولادها: "اسكتوا ابوكم نايم"... وبين هذا وذاك نؤجل حلول مشاكلنا الى ما بعد النوم فنردد: "روح نام والصباح رباح".
ننام في الطريق إلى العمل عند الفجر، وننام في طريق العودة من العمل بعد الظهر. ننام في المسجد بين صلاة وصلاة، وننام أينما وجدنا عشبا اخضر في حديقة عامة...
النوم مقدس وننام بلا حساب لأنه ما من أحد يجرؤ ان يحاسبنا على شيء اهدرناه بسبب نومنا...انه العذر الأمثل والمبرر الأمثل، ولهذا فنحن امة تحب النوم المتواصل... من هنا، فحين نشطت الدعوة الإسلامية في السبعينيات أطلق عليها "الصحوة" ... ولم يطلق عليها "النهضة" او "العودة" او حتى "تجديد الدعوة".
حان موعد الاستفاقة فقد توسط قرص الشمس سماءنا!
#ناضل_حسنين (هاشتاغ)
Nadel_Hasanain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟