فتحي مهذب
الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 09:54
المحور:
الادب والفن
دعاء غير مستجاب.
-هبني قدرتك الخارقة يا رب
لأطرد الشيخوخة من كهف الجسد
لأزجر ثيران الهواجس بعصاي
أستدرج الموت المختبىء
تحت جلدي المغضن
هبني سيفك يا رب
لأقطع مثانة اللاشيء
فأنا أسد عجوز متداع
يحفر الفراغ ضريحه
بنيوبه البارزة
تهاجمه ضباع العادة السرية
يهاجمه زهاء ستين مترا
من الجنون الخالص
هبني روحك الفذة
روحك المبثوثة في أوساع الغمر
وأقاليم النور
في العناصر الأثيرة
لأقاوم العتمة المتفشية في تضاعيفي
لأقاوم مساتير الزمان والمكان
وجنازير ما وراء الطبيعة
هبني عيونك العميقة يا رب
لأرى نهاية العالم
سقوط التراجيديات الكبرى
أتملى الحقيقة في ثوبها الفلسفي
أهتك مساتير الجسد
هبني جنودك الأشاوس
لأقاتل خوارج متناقضاتي
الناس الذين خذلوني في المبغى
ملأوا فمي بالقش والضباب
وحياتي بالصدأ والحصرم والغيوم
داسوا مؤخرات صوتي بجزماتهم
هبني قلمك الباهر
لأدبج مقولتي الشهيرة
-الإنسان شر محض-
الوجود غير جدير بتصفيق جماعي
هبني خاتمك السحري
كرسيك الأبدي
لأجلس مأخوذا بجلالة عرشي
أحيي جميع الأموات
بإشارة واحدة
ولجبر خواطرهم
أهديهم عربات ليموزين
وملابس من القز الفاخر
أموالا لا تحصى
لارتياد صالونات الشاي
والحانات المكيفة
هبني يا رب دراجتك الصيفية
لأجوب المرتفعات الوعرة
وأصطاد نساء مطلقات من الجنة
أنا قلق للغاية يا رب
مستاء جدا من سخرية الليل والنهار
من مطر التوابيت
في عز الشتاء
من طلاسم النوم المكرور
من كثافة الميتافيزيق اليومي
من فهارس الطبيعة المطولة
هبني يا رب نظاراتك الجميلة
لأرى جحيم الحروب القادمة
هبني شرايينك أيها الرعد
لأزعج مخلوقات الفراغ
هبني روحك أيها المطر
لأسافر في الجذور والأغوار
وأفجر الجواهر الملغزة
هبني مسدسك أيها النسيان
لأفتح النار باتجاه ذكرياتي المريرة
هبني حنجرتك أيها الديك
لأنادي أسلافي المنكسرين
لأغني مقلوبا على رأسي
لإيقاظ سكان المستقبل
القمر الذي يقترب من برج الكنيسة
الفراشة المندسة في عروق الكلمات
الشجر المليء بالفطنة والعذوبة
هبني مزمارك أيها الراعي
النهار في حاجة إلى الرقص
العميان في حاجة إلى قوارب المخيلة
المسلمات في حاحة إلى فأس
الجنازة في حاجة إلى الضحك
القبار في حاجة إلى طبيعة كنغر
والآخرون في حاجة إلى انتحار جماعي
الأرض في حاجة إلى ممحاة.
#فتحي_مهذب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟