فتحي مهذب
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 23:37
المحور:
الادب والفن
حبيبنا ومولانا الشاعر التونسي الأثيل سي منصف المزغني.
أعتز كثيرا بهذه الكلمات الصادقة والخالية من بصمات البراقماتيزم .
ماذا يمكن ان اقول لك يا فتحي مهذّب ؟ ،
انت تكتب منذ زمن طويل ، وانا اطالعك باستمتاع استثنائي ، فانت لم تقلد احدا ،
انت هو انت تصغي الى روحك طبعا بعد الاستنجاد بشياطين الاخيلة والنثر ،
وتكتب غير منتبه الى الاعجابات،
انت تكتب ، وتشطح بخيال قراء تعرفوا عليك ، وصاروا في ألفة مع ما تكتب وترسم من صور المعقول اللامعقول ، لتروي به قارئا جفّ خياله ، وانت تدعوه الى ربط علاقات غير ملائكية بين اشياء الوجود التي تدعوها الى علاقات غريبة ، ولكنها تصير أليفة بعد قراءات متواترة لما تكتبه ، ،،
واتصوّر ان سلاحك الاقوى هو ارغام القارئ الجاد على ان يكون مفتوح الذهن لاستقبال كائناتك الشعرية وكانها واقعية ، لانها ، في الواقع ، واقعية وان بدت للقارئ الكريم عنيفة ولطيفة في آن ،،،
والقارئ غير المعتاد على نصوصك النثرية ، يريد ان يمشي معك ، واذا بك ترقص به ، تأخذ القارئ ، والقارئة في حديقة من زهور الورطة الممكنة
وتطير به الى دهاليز لا تبعث الرعب لانها مضاءة بأنوار الدهشة وموغلة في صمت القراءة ،،،
نصوصك تتكتم وتصرخ في آن ،
وتشير الى عطب ما في هذا العالم ،
ثمة
شيء يجب اصلاحه لانه يتهاوى باستمرار
وثمة
خيال لا بد ان يكون معطوب العلاقات في الظاهر ،
ولكن
كل مناخات صورك متكاملة في دورة هذا التشظي الذي يهشّ على طمأنينة قارئ مفرط في حمل الادب على محمل الجد ،،،
ويا فتحي ، ان قارئا لا يمزح ، لا يمكن الثقة فيه
ونصوصك تتوجه الى قارئ عاقل ملّ من قبول المعقول ،
وليكن اللامعقول في نصوصك مقبولا بشكل دافيء وحاد ، وساخر وجادّ ، ،،، فالادب عموما لم يولد لاصلاح عطب أصيل في العالم ،
ولعل الادب هو انتاج لمهرجان من صور معلقة في كلمات شبيهة بضوء يرى ولكن لا يمكن القبض عليه ، والقارئ المحافظ لا يخط على بالك
فهو يخاف على باقة من كوابيس نائمة
، ونصوصك تحقق بالكلمات كل هذا العالم الذي يضج بالمرح ويبدد العنف الذي يعبر مثل غمامة على ارض البشر ،،، .
ولك تحيات منصف المزغنّي ،
في تونس في ١٨ماي ٢٠٢٥&
#فتحي_مهذب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟