أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - تركيا والكورد في مفترق الطرق














المزيد.....

تركيا والكورد في مفترق الطرق


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 03:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في ظل الرياح المتقلبة للسياسة الإقليمية، يعيدنا الحديث عن الوضع التركي الكوردي إلى نقطةٍ حرجة تلتقي فيها المصالح والأزمات. كانت المفاوضات بين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني، وكذلك مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تمضي في مسار شبه متفق عليه، يهدف إلى حل المسائل العالقة مع الكورد من جهة، وفي الوقت ذاته تحقيق مصالح تركيا الاستراتيجية في سوريا. لكن، كما هو الحال في كل تجاذب سياسي، ما يلبث أن تنقضّ فجأة عناصر جديدة تعكر صفو التفاهمات وتعيد توازنات القوى إلى نقطة البداية.

بدأت الأمور تسير في اتجاه إيجابي حينما تم التوصل إلى تفاهمات حول حزب العمال الكوردستاني، والتي بموجبها كان من المتوقع أن ينهي الحزب وجوده المسلح، مقابل ضمانات تركية بعدم التدخل في الشؤون السورية للكورد، وتقديم حكم ذاتي لهم في شمال شرق سوريا. لكن في الأيام الأخيرة، ومع عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قمة الدول التركية في المجر، هبت رياح التوترات مجددًا، حينما أعلن عن موقفه الحاد، مطالبًا دمشق بتنفيذ الاتفاق مع مظلوم عبدي قائد قسد، في ظل تهديدات بتدخل الجيش السوري. تصريحات أردوغان كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت الجدل حول إمكانية استمرار هذه الاتفاقات، وهو ما يعكس، كالعادة، عدم التزامه بتعهداته.

ما يثير القلق بالنسبة لتركيا هو أن حزب العمال الكوردستاني لم يلقِ سلاحه، بل نقل مقاتليه من جبال قنديل إلى شمال سوريا، حيث انضموا إلى وحدات الحماية الكوردية (YPG). هذا التحول يعني أن حزب العمال الكوردستاني لم يلتزم بالحل، بل غيّر مكانه وأسلوبه، مما يعزز المخاوف التركية من تصعيد جديد قد يعيدهم إلى المربع الأول بعد عقود من الصراع.

في المقابل، يتهم حزب العمال الكوردستاني تركيا بتعطيل الحلول، ويؤكد أن أنقرة لم تلتزم بتعهداتها بالإفراج عن عبد الله أوجلان، زعيم الحزب المعتقل. هذا الانسداد في المفاوضات يزيد من تعقيد الأمور ويزيد من حالة الشك المتبادل بين الأطراف، إذ تتنقل التقارير التركية والسورية عن خيبة أمل أردوغان من المماطلة السورية في تنفيذ الاتفاقات.

إضافة إلى ذلك، فإن المفاوضات الإسرائيلية التركية حول التنسيق في سوريا بدت أقل تطورًا مما كان مأمولًا. العلاقة بين أنقرة وتل أبيب تزداد تعقيدًا، خصوصًا في ظل التقارب السريع بين دمشق وتل أبيب، وهو ما يجعل أنقرة تشعر بالعزلة في المعادلة السورية. التطبيع بين دمشق وتل أبيب، على الرغم من أنه لم يُعلن رسميًا، يثير قلقًا في تركيا، التي ترى أن إسرائيل هي الحليف الرئيس لقسد، والتقارب بين إسرائيل ودمشق قد يفتح المجال لتوسيع النفوذ الإسرائيلي في شرق الفرات.

أما في سوريا، فالمشاهد تتعدد. الرئيس السوري أحمد الشرع يواصل فرض شروطه، ولكن هناك من يرى أن المفاوضات مع قسد ربما تحتوي على بنود سرية قد تضر بمصالح دمشق، خصوصًا فيما يتعلق بمطالب واشنطن. وقد سعى أردوغان إلى استخدام هذه الأزمة لإثبات موقفه، بل وتهديده بإنشاء قواعد عسكرية تركية في سوريا لضمان حماية مصالح بلاده، وهو ما يعكس مدى قلقه من احتمال تدهور الوضع.

أما المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا، توماس باراك، فتصريحاته الأخيرة حول سايكس بيكو وحدود المنطقة تثير تساؤلات عميقة. باراك يشير إلى أن الدول في المنطقة هي من سيتخذ قراراتها، وهو ما قد يعني دعوة ضمنية لإعادة رسم خرائط المنطقة، دون أن تقتصر الجغرافيا على المواقف السياسية التقليدية. هذا التصريح يحمل في طياته تساؤلات عن احتمال تغيير التحالفات وتقسيم المنطقة بين القوى السنية والشيعية، وهو ما يعزز من مخاوف الجميع حول مستقبل المنطقة.

وفيما يتواصل هذا التحول، تبقى الأسئلة قائمة: هل ستتمكن تركيا من تجاوز هذه العقبات وفرض إرادتها في سوريا؟ وهل ستنجح المفاوضات مع الكورد في خلق أرضية مشتركة بعد هذا التوتر؟ أم أن هناك تطورات أخرى على الأفق، حيث يستمر كل طرف في تعزيز مواقعه، سواء من خلال الحوار أو المواجهة؟ ما يبدو واضحًا هو أن السياسة الإقليمية تتسم بالمفاجآت، وأن أي خطوة خاطئة قد تقلب الطاولة بالكامل.

النقاش حول مستقبل العلاقات التركية الكوردية، وما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة في سوريا، يظل مفتوحًا، في انتظار الأفق القادم الذي سيحدده التحالفات المتغيرة على الأرض.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفصال المعنى عن الفعل الإنساني: المأساة الصامتة للمجتمع الح ...
- رحلة الكُرد نحو الذات السياسية
- بين سُحب التقسيم ووهج الاتفاق: رقصة الأضداد في ظل الشرق المض ...
- أقنعة الاستبداد: سوريا بين مطرقة التقديس وسندان التماثل الخف ...
- لعبة التوازن بين الحوار والقمع في الملف الكوردي التركي
- انفتاح الغرب... نافذة خلاص أم قيد ناعم؟
- شاطئ الخوف: تأملات في ظل صمت البنادق
- حين تتكلم الجبال ويسكت العالم
- على درب السلام، أين تقف الوعود؟
- رمادٌ لم يُدفن: كيف يُعاد تدوير الجريمة في ذاكرة الأمم؟
- تأمل في مشهدٍ يتدحرج من السلة إلى السلطة
- حين تتهامس الجغرافيا بالعقل: التأمل في مصير وطن تحكمه الأطيا ...
- تحت ظلال قامشلو: أنشودة الكورد في خريف العصور
- أغاني التراب: حين تسافر الأمم في ليلها الطويل
- المتاهة السورية: بين سراب السيادة وظلال الأطياف الإقليمية
- نسيج الأقطار: سيمفونية الصراع ورنين الأمل
- أردوغان في متاهة السياسة: بين سندان الداخل ومطرقة الخارج.. ه ...
- العاصفة الصامتة: كيف حوّلت الصين ساحة الحرب الاقتصادية إلى ر ...
- أطياف النفوذ وسراب القوة: إيران والعراق في متاهة التحولات ال ...
- لعبة المصالح: الدبلوماسية بين الوهم والواقع في ظل صراع الأجن ...


المزيد.....




- -لم أتحمّل الحلم الأمريكي-: محارب متقاعد ينتقل للعيش في البر ...
- عُثر عليه على بُعد 300 قدم داخل غابة.. ممثل أمريكي يصف نجاته ...
- لأول مرة.. -داعش- يتبنى هجومين ضد قوات موالية للحكومة الجديد ...
- الخارجية الروسية: بكين تتفهم موقف موسكو بخصوص الأزمة الأوكرا ...
- فضيحة طبية تهز أوروبا: متبرع دنماركي أنجب 67 طفلًا ونقل جينً ...
- ماكرون يحذر من تركيز واشنطن على الصين على حساب أوكرانيا
- بعد عرقلة إسرائيلية.. وزراء عرب يؤجلون زيارتهم لرام الله
- بيان مصري تونسي جزائري مشترك حول ليبيا
- رئيس جورجيا يتحدث عن مطالبة دول غربية لبلاده بالانخراط في ال ...
- مصادر تركية تنفي نية لقاء أحد قيادات تنظيم -بي كي كي-


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - تركيا والكورد في مفترق الطرق