أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(2)














المزيد.....

رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(2)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 09:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


أشباح التحرير: سيرك الأوهام وسجن الحروف
في سيرك الإعلام المُعلَّق بين سماء الحرّية وفسحة الصحافة والتعبير وأرض التكفير والتشهير والحضر والمنع والحصار ، يتحوَّل رئيس التحرير إلى "بهلوان أيديولوجي ومنفعي " يرتدي قناع المدنية بينما يخفي في جعبته سكاكين الرقابة الذاتية ... ؛ إنه ليس مجرد حارسٍ للبوابة، بل ساحرٌ يستحضر الأوهام من قبعته؛ يُحوِّل الحروف إلى سرابٍ إن لم ترقص على إيقاع طبوله البرجماتية وانغام موسيقاه الأيديولوجية .
هنا، في مملكة الورق المُزوَّرة، تُصبح الأيديولوجيا والبرجماتية والدوغمائية والعقد الاجتماعية والامراض النفسية داءً مُزمناً يتحكَّم بشرايين النشر، بينما يُختزل الكاتب إلى بهلوانٍ آخر في سيرك المؤدلجين والمأجورين والمرتبطين والسطحيين والمكررين ، يُطلَق سراحه فقط إن أجاد تقليد حركات السيد واصبح صدى لأصوات الجهات التي تحرك هيئة التحرير !
المفارقة السريالية تكمن في أن "اللامنتمي" – بحسب منطقهم – مؤدلجٌ أيضاً، لكنه مؤدلجٌ لعدم انتمائه!
فالإيمان بأي فكرة – مهما كانت – هو حقٌّ طبيعي كحقّ الشجرة في النمو، لكن المرض يبدأ حين يتحوَّل رئيس التحرير إلى "حدّاد أيديولوجي" يصهر أقلام الكتّاب في أفران آرائه وارتباطاته ... ؛ اذ يُرفَع شعار الحرية كشماعةٍ لتعليق الأكاذيب والافتراءات ولتمرير الآراء والمخططات ، بينما تُختنق الأصوات في دهاليز "مصح التحرير" النفسي، حيث يُشخِّص رئيس التحرير كل معارضٍ بـ"جنون الاختلاف" ويصف له جرعات الصمت والحضر!
اللغة هنا ليست وسيلة تواصل، بل ساحة حرب... ؛ فـ"الطائفية" و"العنف" – في قاموس هؤلاء – مجرَّد طُعمٍ لاصطياد الكلمات التي تُزعج أحلامهم النرجسية... ؛ ويا للعجب!
فهم يبنون جداراً منيعاً ضدَّ "الآخر" باسم حمايته، كالطبيب الذي يقتل المريض لإنقاذه من المرض!
بل إن بعضهم – كالدمى المتحركة – يتحوَّل إلى "ناقل عدوى" يوصي زملاءه من شلة رؤساء التحرير الاخرين بتحويل الكاتب الفلاني إلى "شخصٍ غير مرغوب فيه"، وكأن الأفكار فيروساتٌ يجب عزلُها في مختبرات الرقابة...!!

وفي هذا المشهد الكابوسي، يصبح رئيس التحرير "قاضياً في محكمة المومياء"؛ يحكم على نصوصٍ لم يقرأها، وكتّابٍ لم يرهم، مستخدماً "مِجهرَ الشك" لتضخيم الهفوات واختراع العيوب... ؛ إنه يشبه رساماً يرسم البحر ثم يمنع الماء من البلل!
فكيف يدَّعي حماية الجمهور وهو يسرق منهم حقَّ الغوص في بحر الأفكار المختلفة والرؤى المتعددة ؟!
أليس الأجدر – إن كانت الكتابات "سخيفة او سطحية او طائفية او عنصرية ... الخ " – أن يتركها تموت تحت أشعة النقد بدل دفنها في قبور المسودات؟
الغريب أن هؤلاء "الحراس" يصدقون أكاذيبهم لدرجة أنهم يرون أنفسهم قديسي الإعلام!
فبينما يرفعون لافتة "نحن حراس الحقيقة"، يدفنونها تحت ركام التحيزات... ؛ إنهم كمن يُشعل عود ثقابٍ في منزل من القش ؛ ثم يصرخون "أنقذوا المنزل !" بينما هم الوقود!
أما الكاتب المُحاصر، فيتحوَّل إلى شبحٍ يطوف بين المنصات كحامل شمعة في عاصفة، يبحث عن فجوةٍ في جدار الرقابة ليهرب منها حرفُه المكسور... ؛ إنه يعلم أن المنصة الحقيقية ليست مجرد "ميناء"، بل محطةٌ كونيةٌ حيث تتحرَّر الكلمات من جاذبية الأيديولوجيا والارتباطات والتوجيهات المشبوهة ، لكن السؤال السريالي الأخطر : مَن يملك مفتاح هذه المحطة؟
هل هو رئيس التحرير أم القارئ الذي حوَّلوه إلى سجينٍ في زنزانة التلقين؟!
وزبدة القول : الصراع هنا ليس بين قلمٍ ومدير، بل بين منطقين:
الأول يرى الفكرَ حديقةً عامةً تزدهر بتنوع أزهارها،
والآخر يحوِّلها إلى حديقة حيوانات تُقيَّد الأفكار بأغلال "الصواب المُطلق".
فمتى ندرك أن المفتاح الوحيد لتحرير الإعلام هو تحطيم مرايا الأنا التي يُشوِّهها غرورُ المؤدلجين؟
وللحديث بقية ...



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتب ...
- عقد في جَوْفِ الجحيم البيروقراطي والدهاليز الورقية المتعفنة
- الحريات المنفلتة والتدخلات الخارجية : تحديات المرحلة الانتقا ...
- حَفْريَّاتُ الوَهْمِ في صَحْراءِ الوَعْي المُعَلَّب: سُريالي ...
- اعداد ضحايا الارهاب والعمليات العسكرية بين المبالغة والتضليل
- طفولة تحت الأنقاض.. جراح الطفولة تُلقي بظلالها على مراحل الع ...
- تحليل ظاهرة -الزَّعْل- في المجتمع العراقي: جذورها، تجلياتها، ...
- لقاء العيون في زمن متشظٍّ : سردية سريالية للالتقاء العابر وا ...
- التنكر للطائفية : إشكالية الإنكار وتضليل الممارسات الطائفية
- الأصدقاء: عائلة الروح ومرآة الذات
- الابتسامة المزيَّفة: قناعٌ من ذهب وحقدٌ من نار
- التشويه الديموغرافي وصراع الهوية: جرائم الاحتلال العثماني وا ...
- النزاعات العائلية والعشائرية في العراق: جذور التمزق الاجتماع ...
- العراق العلوي يدفع الجزية للحكومة الاموية في سوريا ؟!
- العراق وتنازلات السياسة الخارجية... بين الواقع والمأمول
- التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِ ...
- السياسة بين فن الممكن وواجب الدفاع عن الأرض: خور عبد الله ال ...
- التيه القيادي: أزمة الهوية والتبعية في الواقع الشيعي العراقي
- مليشيا حرس نينوى والتآمر التركي القديم المتجدد
- ظاهرة الجُعْصُ : حين تتحوَّلُ السجونُ من مراكزَ إصلاحٍ إلى و ...


المزيد.....




- صانعة المحتوى اللبنانية عبير الصغير تحتفل بخطوبتها في أجواء ...
- صانعة المحتوى عبير الصغير تحتفل بخطوبتها.. تفاصيل حصريّة عن ...
- -بخطوة نادرة-.. مسؤول يكشف لـCNN: وزير الخارجية السعودي سيزو ...
- ترامب: بكين -انتهكت بالكامل- الاتفاق مع واشنطن بشأن الخفض ال ...
- -برا وبحرا وجوا-.. -نيويورك تايمز- تكشف بنودا من مذكرة أوكرا ...
- الولايات المتحدة.. سحب طماطم ملوثة بالسالمونيلا قد تفتك بالم ...
- السيسي يتلقى اتصالا من رئيس وزراء اليونان بعد أزمة دير سانت ...
- تحذيرات من -أسلوب جديد- لسرقة أموال المصريين عبر الهواتف
- -سبيس إكس- تخطط لإرسال روبوتات إلى المريخ
- كاتس يهاجم ماكرون: اعترافكم بفلسطين مجرد ورق يلقى بمزبلة الت ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - رئيس التحرير واليات الهيمنة الاعلامية والعقد النفسية والارتباطات السياسية(2)