أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - العراق العلوي يدفع الجزية للحكومة الاموية في سوريا ؟!














المزيد.....

العراق العلوي يدفع الجزية للحكومة الاموية في سوريا ؟!


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يُنكر مُتابع أن ردود الفعل المُتصاعدة من بعض الأطراف السورية، سواءً عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الإعلام المحلي، تُقدِّم قراءةً مثيرةً للجدل حول طبيعة التبرعات العراقية الأخيرة لسوريا... ؛ فبدلًا من اعتبارها خطوةً إنسانيةً لمساعدة شعبٍ يعاني ويلات الحرب، سارع بعض الناشطين السُّنة، واغلبية عناصر الحركات الارهابية والفصائل المسلحة التابعة للجولاني ، إلى تصوير هذه المساعدات على أنها «جزية» يُجبر العراقيون على دفعها، بل ذهبوا إلى وصفها بـ«الخاوة والاتاوة» التي تُؤخذ رغم أنوفهم!
جدلية «الجزية»... بين التاريخ والسياسة:
لا يخفى أن مصطلح «الجزية» يحمل دلالاتٍ تاريخيةً مرتبطةً بالعهود الإسلامية الأولى، حيث كانت تُفرض على غير المسلمين مقابل حمايتهم او عدم قتلهم والبطش بهم ... ؛ لكن استخدام هذا المصطلح اليوم في سياقٍ سياسيٍ معاصر يُشير إلى محاولةٍ لـتجييش الرأي السني العام عبر استدعاء رموز الماضي لتبرير صراعات الحاضر... ؛ والأخطر من ذلك، أن هذا الخطاب لم يقتصر على الأوساط المُتطرفة، بل امتد إلى بعض الشخصيات العامة والقواعد الشعبية والتجمعات الجماهيرية ... ؛ اذ تُكثِّف الجماعات الإرهابية والطائفية وحساباتها الوهمية على منصات التواصل من حملاتها لـتشويه صورة العراق، عبر خلط الأوراق بين الموقف السياسي والعمل الإنساني... ؛ فبدلًا من مناقشة شرعية الحكومات أو فاعلية السياسات، يتم اختزال العلاقة بين البلدين في سرديةٍ طائفيةٍ ضيقة، تُحوِّل القمح إلى «سلاح إيديولوجي»، والمساعدات إلى «مهانةٍ وطنية»!
نعم يُظهر هذا الطرح تشويهًا مُتعمدًا لمفهوم الجزية الشرعي، الذي ارتبط في التاريخ الإسلامي بضمان حقوق غير المسلمين تحت الحماية الإسلامية، وتحويله إلى أداةٍ لتحقير الخصوم... ؛ والأخطر من ذلك كما قلنا انفا ، أن هذه الجماعات تسعى إلى تجييش العواطف الدينية عبر وصف المساعدات بـ«الخاوة والاتاوة والجزية »، في محاولة لطمس الطبيعة الإنسانية للدعم العراقي ، وتصوير العراق كـ«دولة مهزومة» تدفع إتاوات لقوى منتصرة!
لا يُمكن فهم ردود الفعل العنيفة التي أطلقتها فصائل «هيئة تحرير الشام» (المعروفة إعلاميًا بجماعات الجولاني) وغيرها , ووسائل إعلامها التابعة، إثر تقديم العراق مساعدات إنسانية إلى سوريا، إلا في إطار الخطاب الإقصائي الذي تتبناه هذه الجماعات، والذي يحوِّل أي فعل إنساني إلى ذريعة للصراع المذهبي والايديولوجية الطائفية ؛ فبدلًا من اعتبار الدعم العراقي محاولة لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، سارعَت آلةُ هذه الجماعات الإعلامية إلى تصويره على أنه «جزية» يدفعها «المشركون العراقيون» عن يد وهم صاغرون !
مما دفع الناشط السوري المعارض صفوك الشيخ الى الاعتراض على ابناء شعبه وتسفيه حملاتهم الاعلامية ، فقد شنَّ هجومًا لاذعًا على الجماعات السورية السنية ؛ وشكر العراق على تلك التبرعات العراقية، واعتبر هذه الشراذم السنية السورية شاذة عن جادة الدين والعروبة والانسانية ؛ اذ ان من عادة العرب وعقلاء الناس مقابلة البر بالشكر , وجزاء الاحسان بالإحسان وليس بالنكران والاساءة .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وتنازلات السياسة الخارجية... بين الواقع والمأمول
- التعاون مع الإرهاب لمُكافحة الإرهاب : مُناقضة عَقَليّة أم خِ ...
- السياسة بين فن الممكن وواجب الدفاع عن الأرض: خور عبد الله ال ...
- التيه القيادي: أزمة الهوية والتبعية في الواقع الشيعي العراقي
- مليشيا حرس نينوى والتآمر التركي القديم المتجدد
- ظاهرة الجُعْصُ : حين تتحوَّلُ السجونُ من مراكزَ إصلاحٍ إلى و ...
- سوريا : من الربيع المزيف إلى مملكة الإرهاب
- متى تتعلم ( دونية ) الاغلبية العراقية من تجربة الدرزي قاسم ا ...
- احذروا من السوريين المتطرفين في كل مكان
- بين شَفرتَيْ المَصلحةِ والشيطانِ: السِّيَاسَةُ حِينَ تَرْقُص ...
- الماضي الدموي والحاضر المُنتج : قراءة نقدية في خطاب الكراهية ...
- النبط: أسلافنا المؤسسون
- السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآ ...
- حادثة المهندس بشير خالد: قراءة في الأبعاد المؤسسية والتداعيا ...
- الازدواجية الرقمية: بين المجاملة الاجتماعية والحقيقة الخفية ...
- الافسد يطالب بمحاسبة الفاسد ؟!
- الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!
- 9 نيسان يوم سقوط الصنم الاكبر والاخطر والاحقر
- الولاء للأغلبية العراقية : بين مسؤولية التمثيل وخيانة الانتم ...
- الوفيات تحت التعذيب : جرائم تخفيها الاجهزة الامنية ويكشفها ا ...


المزيد.....




- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- المبادرة المصرية تطالب وزارة الداخلية بتمكين محمد عادل من حق ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري
- -فضيحة تجسس- جديدة... برلين تتهم وبكين تنفي!
- الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة ...
- شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم ...
- بيسكوف يعلق على إمكانية الاتصال المباشر بين بوتين وترامب
- دبلوماسي أمريكي يرجح إعلان واشنطن عن اتفاق المعادن مع أوكران ...
- -رويترز-: الأردن نجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - العراق العلوي يدفع الجزية للحكومة الاموية في سوريا ؟!