أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآفاق المستقبل















المزيد.....

السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآفاق المستقبل


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 10:33
المحور: الصحافة والاعلام
    


في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يواجهه العراق، بدأت السيارات الهجينة (الهيبرد) الكهربائية تَجد طريقها إلى الأسواق المحلية كبديل واعد يُوازن بين الكفاءة والاستدامة... ؛ اذ تُعد هذه السيارات مزيجًا بين محرك احتراق داخلي تقليدي ومحرك كهربائي، مما يمنحها ميزات فريدة، وبسبب الاعلانات التجارية التي تؤكد متانة السيارات الكهربائية وبكونها صديقة للبيئة واقتصادية ؛ لأنها تعتمد على الطاقة الكهربائية مما يوفر الوقت والمال للمستهلك , ازدادت رغبة المواطنين بشراء سيارات (الهيبرد) على امل تقليل المصاريف واختصار الوقت ... ؛ الا ان المواطنين والمستهلكين في العراق صدموا بتلك السيارات ؛ لأنها لا تخلو من عيوب، خاصة في البيئة العراقية .
فيما يلي تحليل مُفصل لإيجابياتها وسلبياتها :
الميزات الرئيسية :
1.ترشيد استهلاك الوقود: تتميز السيارات الهجينة بتقنية تسمح بتحويل الطاقة الحركية إلى كهرباء مخزنة في البطاريات أثناء الكبح أو التباطؤ، مما يقلل الاعتماد على الوقود بنسبة تصل إلى 30-40% مقارنة بالسيارات التقليدية... ؛ في بلد يعاني من أزمات وقود متكررة، اذ يُمكن لهذه الميزة أن تُخفف العبء على المالكين والمستهلكين العراقيين , وادعى احد المواطنين انه قام بتعبئة الوقود ( البنزين المحسن ) لسيارته الكهربائية لمرة واحدة وطوال شهر كامل .
2.تقليل الانبعاثات الضارة: تُساهم هذه السيارات في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة، مما يُحسن جودة الهواء في المدن العراقية المزدحمة، مثل بغداد والبصرة، والتي تُصنف بين أكثر المدن تلوثًا عالميًا.
3.الدعم الحكومي المقدم للمواطن : مع اتجاه عالمي لفرض ضرائب على المركبات الملوثة... ؛ قد تُقدمت الحكومة العراقية بخطوة ايجابية تصب في هذا الجانب : اذ قامت بإعفاءات جمركية و حوافز ضريبية لشراء السيارات الهجينة، كما هو الحل في دول عربية كالأردن والإمارات.
4.التكنولوجيا المتطورة: تأتي هذه السيارات بأنظمة ذكية مثل شاشات التحكم التفاعلية، وأنظمة السلامة المتكاملة، وتجربة قيادة أكثر هدوءًا بفضل الاعتماد الجزئي على المحرك الكهربائي.
التحديات والعيوب :
1.التكلفة المرتفعة: يظل سعر شراء السيارات الهجينة أعلى بنسبة 20-30% من نظيرتها التقليدية، مما يُحد من انتشارها في سوق يهتم بأسعار الشراء المنخفضة، خاصة مع عدم وجود خطط تمويل مرنة من البنوك العراقية.
2.نقص البنية التحتية : يعاني العراق من شح محطات الشحن الكهربائي، كما أن انقطاع الكهرباء المتكرر يُصعب شحن البطاريات في المنازل...؛ وهذا الوضع يجعل الاعتماد الكامل على الجانب الكهربائي تحديًا عمليًا.
3.صعوبة الصيانة: ندرة الورش المتخصصة في صيانة المحركات الهجينة يرفع تكاليف الإصلاح، ويُطيل فترة الانتظار للحصول على قطع الغيار المستوردة، مما يزيد إحباط المالكين... ؛ اذ لا يوجد في بغداد اية شركات متخصصة بتصليح السيارات الكهربائية , وعدد المختصين والفنيين والمهندسين الكهربائيين الذين يتقنون تصليح السيارات (الهيبرد) لا يتجاوز عددهم اصابع اليد واغلبهم في جانب الكرخ , واسعار التصليح مرتفعة جدا , وتضاهي اسعار تصليح السيارات الحديثة باهظة الثمن ك ( الجكسارة والتاهو والمرسيدس ) احيانا .
4.ندرة الادوات الاحتياطية وارتفاع اسعارها : لا تتوفر ادوات احتياطية لأغلب سيارات (الهيبرد ) وان توفرت فهي غير اصلية ( تقليد ) ولا يوجد اي ضمان فيها , واسعارها مرتفعة جدا مقارنة بالأدوات الاحتياطية للسيارات العادية , ويتم احتكارها من قبل البعض في منطقة الكرادة والطالبية وغيرها , واليكم مثالا واحدا : فقد اشترى احدهم سيارة ( النترا هايبرد ) موديل 2023 , وفي الامطار الاخيرة عطلت السيارة بسبب وصول الماء الى (طرمبه الكير والفيشه ) , بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي , والعناء والبحث الطويل ؛ استطاع الحصول على (طرمبه كير ) مستعملة بسعر 500 دولار مع اجور (الفيتر ) او الكهربائي , وعند شدها , تبين انها لا تعمل ... , وعندما اراد شراء واحدة اخرى جديدة , وجدها موجودة لدى شخص واحد يمتلك وكالة في الكرادة وقد احتكر اغلب ادواتها , اذ عرضها بسعر 750 دولار ومع هذا السعر الباهض هي تقليد وغير اصلية ولا يوجد ضمان فيها بحجة انها كهربائية , يعني اذا خرجت من المحل ولم تعمل تلك الحاجة الكهربائية فهو غير ملزم بإرجاعها واموالك تذهب سدى , مما اضطره للتوصية عليها من الاردن وسعرها مع النقل ايضا مكلف وباهض الثمن .
5. الاعطال المصنعية : البعض من هذه السيارات الكهربائية تأتي بعطل مصنعي مثل سيارة ( التنرا الهايبرد 23 ) فعيبها الدائم في البطارية اذ تستهلك البطارية بصورة ملفتة للنظر علما ان سعرها 600 دولار , واذا اردت شراء واحدة تصنيع محلي تقليد ب 100 دولار ولا ضمان فيها وفي كل الحالات تسهلك البطارية خلال اقل السنة وهذا عمرها الافتراضي وقد تستهلك خلال 3 اشهر , والمشكلة انها موجودة ضمن منظومة كاملة وليست كبطارية السيارة العادية معزولة عن بقية المحرك والاجزاء ...؛ وعليه هذه السيارة لا تناسب محدودي الدخل ولا تصلح لأجواء العراق وبناه التحتية المتهالكة .
6 0 تأثير المناخ العراقي عليها : قد تؤدي درجات الحرارة العالية في العراق (التي تتجاوز 50°مئوية صيفًا) إلى تقليل كفاءة البطاريات الهجينة وعمرها الافتراضي، وفقًا لدراسات أجرتها شركات مثل "تويوتا" على سياراتها في المناخات الصحراوية , وقد تتأثر كفاءة الادوات والاجزاء الكهربائية للسيارة بالأجواء والرياح المحملة بالرمال والاتربة ؛ اما في حال هطول الامطار الغزيرة وفيضان الشوارع فأنها تتعطل بصورة مباشرة وسريعة هذا بخصوص السيارات الهجينة , واما بخصوص السيارات الكهربائية والتي تعتمد على الطاقة الكهربائية فقط , فأنها تصبح خطرة نتيجة سريان التيار الكهربائي فيها مما يعرض السائق والملامس لها للخطر في بعض الاحيان .
خلاصة وتوصيات :
رغم أن السيارات الهجينة تُقدم حلاً جزئيًا لأزمتي الوقود والتلوث في العراق، إلا أن انتشارها الواسع يتطلب تحسين البنية التحتية وتقديم دعم حكومي ملموس وعلى مختلف الاصعدة فيما يخص هذا الملف الحيوي , كما يُنصح المستهلكون باختيار طرازات ذات بطاريات مُصممة لتحمل الحرارة، والاستفادة من الضمانات الطويلة التي تقدمها بعض الشركات... ؛ و في النهاية، قد تكون هذه السيارات جسرًا نحو تبني السيارات الكهربائية بالكامل حين تنضج الظروف المحلية.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثة المهندس بشير خالد: قراءة في الأبعاد المؤسسية والتداعيا ...
- الازدواجية الرقمية: بين المجاملة الاجتماعية والحقيقة الخفية ...
- الافسد يطالب بمحاسبة الفاسد ؟!
- الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!
- 9 نيسان يوم سقوط الصنم الاكبر والاخطر والاحقر
- الولاء للأغلبية العراقية : بين مسؤولية التمثيل وخيانة الانتم ...
- الوفيات تحت التعذيب : جرائم تخفيها الاجهزة الامنية ويكشفها ا ...
- سوريا تحت نير الحركات متعددة الجنسيات والعصابات الدولية
- من يوقف شلال الدم العلوي في سوريا ؟!
- قتلوا الطفولة العلوية في العيد !
- ثلاثة ايام من الالام والمعاناة في مديرية مكافحة المخدرات
- ثاني اوكسيد الكذب
- ترنح الأمة العراقية بين الأصالة والانحراف
- العراقي بين نعمة الحرية ومسؤولية الحفاظ عليها
- تدهور المحتوى الديني وانتشار الدجل والتفاهة
- الشر قائم و قادم لا محالة
- الطائفي يتنصل من الخيانة والمسؤولية ويتباكى على صدام ونظامه ...
- استحالة العيش مع التكفيريين والطائفيين
- لا مناص لنا من الايمان بالأمة العراقية وتعزيز دولة المواطنة ...
- تنهدات الاحرار لما سيؤول اليه امر العراق في المستقبل القريب ...


المزيد.....




- حدث غريب في أمريكا.. يتجمع حشد سنويًا لمشاهدة بري قلم عملاق ...
- CNN بالموقع.. دمار مربع سكني كامل بإسرائيل بضربة إيرانية فجر ...
- خريطة تفصّل موقع الضربات الإيرانية في إسرائيل
- -مستذكرا الحرب مع صدام-.. مسؤول إيراني: يجب استخدام الأنفاق ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: حرب إيران وإسرائيل.. تجسس ورقص فوق سطو ...
- إعلام إيراني: تسريب معلومات 40 طيارا إسرائيليا شاركوا في اله ...
- إسرائيل تحذر مواطنيها: تجنبوا العودة عبر الأردن أو سيناء!
- شركة -العال- تلغي رحلاتها من وإلى إسرائيل
- -أُغلق الباب في وجوههم ظلماً-: كيف بدّد الحظر الأمريكي أحلام ...
- ترامب يتوعّد إيران بـ -قوة غير مسبوقة- وطهران تُحدّد شرطاً ل ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآفاق المستقبل