أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - قصرٌ طائرٌ || سامي عوض الله














المزيد.....

قصرٌ طائرٌ || سامي عوض الله


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 08:00
المحور: الادب والفن
    


"نُهديكَ قصراً طائرا "

و قد أتيتَ فاتحاً ، لا زائرا

فأنت من فتحتَ القدس َ

و اهديتَ ( يوشعَ بن نونَ)

مفاتيحها

و أنت من أهديت َ

طائراتِ الموت

و أنت من أهدتك َ

زوجةُ ( بنيامينَ) ثديها !

"نهديك قصراً طائرا "

له نوافذُ اوسعُ من نوافذ السماءِ

كي ترى أعلامهم

على سورٍ

بناهُ الفاتحُ العربي !

على مدينة قديمةٍ

هجرها الحمام

على كنيسةٍ و مسجدٍ

تلاصقا من خوف .

و قد تلاصقا بالأمس ِ

في سلام

"نهديك قصراً طائراً "

لكي ترى جحيمك الذي وعدت.

قيامة جديدةً

دماؤها النبيذ ُ

و الركامُ ساحلٌ للعاج و الأبراج!

….

(نهديك قصراً طائرا )؟

لم أعدْ أفهمكم!

في أيِّ صَفٍّ تقفون؟

و أيِّ لُغةٍ تكتبون َ

ملِكاً و شاعرا ؟؟

و اسأل العرافةَ التي

تفسّر الظواهر الغريبة:

ما الفارقِ الذي

يفصلُ الأغرابَ و الأعراب

و سيفاً و دفّاً

و عاهلاً و عاهرا ؟!




@سامي البيتجالي@

|||||||||||||||||||||

إنها قصيدة قوية ومثيرة للتساؤلات، تحمل في طياتها الكثير من الرمزية والنقد. الشاعر سامي البيتجالي يستخدم صورًا جريئة ومفارقات صادمة ليعبر عن رسالته.

تتضح هنا عدة محاور:

نقد الواقع و التاريخ
"نُهديكَ قصراً طائرا": هذه العبارة تتكرر، وتوحي بأن هناك من يقدم شيئًا جميلًا أو عظيمًا، لكن السياق يقلب المعنى ليصبح ساخرًا أو مؤلمًا.
"و قد أتيتَ فاتحاً ، لا زائرا": إشارة إلى الفاتحين الذين يدخلون المدن، ولكن هنا يُطرح تساؤل عن طبيعة هذا الفتح.
ربط التاريخ بالواقع المؤلم: يمزج الشاعر بين أحداث تاريخية (يوشع بن نون وفتح القدس) وواقع مؤلم (طائرات الموت، زوجة بنيامين). هذا الربط يعكس رؤية الشاعر للصراع التاريخي والراهن، وربما يشير إلى أن بعض الفتوحات التاريخية قد تحولت إلى مآسٍ في العصر الحديث.
"أعلامهم على سورٍ بناهُ الفاتحُ العربي": تعبير عن السيطرة على أماكن ذات تاريخ عربي أصيل.
"مدينة قديمةٍ هجرها الحمام / على كنيسةٍ و مسجدٍ تلاصقا من خوف": صورة حزينة لواقع المدينة التي فقدت سلامها وأمنها، وأصبح التعايش فيها مبنيًا على الخوف بدلًا من السلام.
جحيم الواقع و التساؤل المُرّ
"لكي ترى جحيمك الذي وعدت. قيامة جديدةً دماؤها النبيذ ُ و الركامُ ساحلٌ للعاج و الأبراج!": وصف قاسٍ للدمار والخراب، حيث الدماء كالنبيذ في وفرتها، والركام يصبح "ساحلًا للعاج والأبراج" في إشارة ربما إلى تجارة الدمار أو الربح من الخراب.
"لم أعدْ أفهمكم! في أيِّ صَفٍّ تقفون؟ و أيِّ لُغةٍ تكتبون َ ملِكاً و شاعرا ؟؟": سؤال مباشر ومؤلم عن الهوية والانتماء والمواقف. الشاعر هنا يضع نفسه في موقع التائه، الذي لم يعد يفهم تناقضات الواقع ومن يدعم من.
"ما الفارقِ الذي يفصلُ الأغرابَ و الأعراب و سيفاً و دفّاً و عاهلاً و عاهرا ؟!": هذا السطر هو ذروة القصيدة في التساؤل المرير. يمحو الشاعر الحدود بين المتناقضات، مشيرًا إلى أن الواقع قد خلط الأوراق لدرجة أن الفروقات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية أصبحت غير واضحة أو معدومة.
القصيدة تعكس حسًا نقديًا عميقًا للواقع السياسي والاجتماعي، وتطرح تساؤلات مؤلمة عن الهوية، التاريخ، والسلام، والدمار. إنها تدعو القارئ إلى التأمل في المعاني الخفية وراء الكلمات والبحث عن الإجابات لهذه التساؤلات الصعبة.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اِرْتَدِي هَالَاتِكِ أَيَّتُهَا الْمُفْرَدَاتُ
- غزَّة... جرحٌ يُنادي
- يا ليلُ غزَّةَ
- لو أدركَ الحجرُ...!
- هل صَمَتَ الشُّعراءُ..؟!
- لا تُصَدِّقُوا أَنَّهَا أَرْضٌ بِلَا شَعْبٍ
- شاعر وقصيدة || يوسف ناجي / الأردن
- شاعر وقصيدة|| اياد شماسنة
- اِشْرَبُوا دَمَنَا أَيُّهَا الْعَرَبُ!
- مَقْبَرَةُ الْخَوَنَة
- لا... لسنا بخير!
- الشِّرِّيرُ عِنْدَمَا يَمُوتُ
- يَا أَشْقِيَاءَ الْعَالَمِ اِتَّحِدُوا
- ((فكِّر بغزَّ. ة))
- هل يخلعُ المَلِكُ تاجَهُ..؟!
- يا وَرَثَةَ الخِزْيِ..!
- كُنْتُ امْرَأَةً فَصِرْتُ شَجَرَةً
- لَسْتُ رَقَمًا
- يَا أَهْلَنَا فِي غَ زَّةَ، سَامِحُونَا
- أَيَّتُهَا الْحَرْبُ: أَرْفُضُ أنا أَنْ أَمُوتَ.


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - قصرٌ طائرٌ || سامي عوض الله