أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - مقاربات هايكوية














المزيد.....

مقاربات هايكوية


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


قراءة الأستاذ عبد الحابر حبيب.



-مرة أخرى
سيعود الربيع
ليس هرماً مثلي.
نص ذهني أحادي المشهد إتشيبوتسوجيتاته ولد هذا المشهد العميق في بؤرة الحياة المظلمة بكل قساوتها، رغم أن الحياة بريئة من كل ذلك، فمن خلال السطر الأول /مرة أخرى/
يوحي الكاتب إلى إمكانية ورود الاحتمالات العديدة التي صادفته في الماضي، ولكنه لم يفقد الأمل من أن يعود الربيع الذي يحمل معه كل ماهو جميل، هكذا هو قانون الطبيعة لا يمكن للربيع إلا أن يكون جميلاً، وقبل عودة الربيع يلجأ الهايجن إلى آماله المؤجلة، يبني أحلامه من جديد، و بغض النظر عن كيفية الحياة التي عاشها الكاتب بحلوها ومرها،
ولكن هذا الجمال البسيط، والعميق في وقت واحد. كما لو أنه يقول للقارئ: إن الربيع سيظهر من جديد بعد فترة الانتظار الطويلة، وبمقارنة الشاعر بين الربيع، ونفسه من حيث الشكل الخارجي، والهيئة التي يبدو عليها في الوقت الحاضر حيث تبدو الطبيعة من حوله بائسة، وكأنه يرى صورته فيما حوله، لذلك يشير في س2 /سيعود الربيع/ بكل جماله و رونقه، و إن دلّ السطر الثاني على شيء إنما يدلّ على أن الشاعر يرغب في التعبير عن تفاؤله وثقته في عودة الحياة، والجمال بشكل جميل رغم التحديات، والتغيرات التي قد تحدث، كما يشير الهايجن إلى أن كل شيء يعود ويتجدد في النهاية، ولكن بطرق مختلفة، ومتنوعة عن السابق. ولكنه يدرك تماماً مدى حجم الألم في لحظة اللاعودة إلى أيام عنفوان شبابه، هكذا هو قدر الإنسان يصبح مثل ورقة صفراء في مهب خريف العمر هشاً مكسوراً في أعماق نفسه قبل شعوره بالانكسار في عيون الآخرين ، ولكن نرى أن روح الشاعر ماتزال مفعمة بالنظرة الجمالية إلى الأشياء، هذه النظرة التي تشير بدون شك إلى التجديد والتغيير بدلاً من السكون والموت البطيء، والتكرار. هذه النظرة التي أن الربيع سيعود بشكل مختلف عن السنوات السابقة، ذلك للربيع أمّا عن خريف العمر، نجد ان ذلك ظهر بشكل جلي في تقنية السابي من خلال تأثير الزمن على الشكل الخارجي للشاعر، وما فعله الدهر به، وبتقنية الوابي التي وحدت ذاتية الشاعر مع الطبيعة حينما يرى الهايجن في شكله فصل الخريف الأكثر قرباً إلى الحزن الذي ينشأ كزوبعة مرعبة في نفس الإنسان عند رؤيته تساقط أوراق الشجر، ومن ثم تحملها الرياح المغبرة إلى دون وجهة، و ما يؤول إليه العشب الأخضر وكأن الخريف له سيميائية دالة على سيمفونية الحزن التي تعزفها روح الإنسان رغماً عنه، ويذكرني هذا النص بأحد نصوص العراب باشو
في أول أيام
أظل افكر
في نهاية الخريف
ولكن مع فارق تأرجح لغة التشاؤم في نص باشو حيث نستشف تلك النبرة التشاؤمية في تفكيره الدائم في نهاية الخريف، مما يوحي بعدم قدرته على الاستمتاع بفصل الربيع بعكس
الهايجن فتحي المهذبي الذي يظهر قدراً كبيراً من التفاؤل بالمستقبل، وعودة الحياة الجميلة بكل بهائها في س1+س2 /مرة أخرى سيعود الربيع/
نص بسيط بكلماته عميق بـمدلولاته.هذا هو الهايكو الذي يبحث عن الفرح والجمال عبر مناخ شاعري يدعو إلى الفرح في وسط ضباب الحزن.

... عبد الجابر حبيب...



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغيوم ترمي شباكها في الجو
- إلى أطفال غزة
- أطفال غزة
- إلى ملكة
- قراءة الشاعر منصف المزغني
- معركة الروبوتات الكبرى
- دم الفلسطيني أقحوانات ومصابيح
- لماذا حليبك أسود أيتها الحرب
- ما وراء المحدود في نصوص الشاعر فتحي مهذب
- الثلاجة رقم 9
- شذرات من كتاب الشمس
- المجد لتفاحة صوتك الأزرق
- رباعيات
- سكان روحي
- عذابات فان غوغ
- النظر إلى العالم بعين ثالثة
- روائح مزعجة
- البستاني
- بعد الستين
- البواق


المزيد.....




- بخلاف القوانين..نجمات ارتدين فساتين جريئة في مهرجان كان السي ...
- مسقط تحتضن معرضا لأسلحة القياصرة الروس
- المؤرخ حسام أبو النصر يشارك في ندوة حول إبادة التاريخ والآثا ...
- القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية -بين أوسلو وعدوان أ ...
- مهرجان كان.. فيلم إسرائيلي -صادم- بشأن حرب غزة
- هجوم واشنطن.. هل يصنع نتنياهو رواية جديدة عن معاداة السامية؟ ...
- مصر.. محمد رمضان يعلن تسديد عشرات ملايين الجنيهات تنفيذا لحك ...
- -عرس الجن-.. فنان كويتي شهير يدعو الأهالي لتجنب اصطحاب أطفال ...
- بعد أكثر من 14 عاما من الغياب .. مسرح الغرفة إلى الواجهة مجد ...
- أفلام صيف 2025.. منافسة ساخنة بين توم كروز وبراد بيت وسوبرما ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - مقاربات هايكوية