أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خالد محمود خدر - كن بابا للضوء ، وإن ضاق بك الطريق














المزيد.....

كن بابا للضوء ، وإن ضاق بك الطريق


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 09:44
المحور: قضايا ثقافية
    


كم من الجميل أن يكون كلٌّ منا بابا يدخل منه السلام والخير إلى الناس ، وإن لم يستطع، فليكن نافذة ينفذ منها الضوء لينير دروب الآخرين. وإن عجز عن ذلك أيضا، فليكن جدارا يسند رؤوسا أرهقها عناء الدنيا، التي لم تبخل على الكل في هذا العصر بالأوجاع والآلام
كم هو جميل ان يفتح أحدنا بابا اوصدته الظروف ، أو يضيء دربا منعه قطاع الطرق ، أو يسند قلبا ارهقه الزمان ،
وكم هو جميل ألا ينسى أحدنا، قبل كل شيء، أن يحمل معه ابتسامته؛ يوزعها بسخاء على القلوب المتعبة، في هذا الزمن العسير، الذي طال فيه الشقاء، وخيّبت فيه الآمال. ابتسامة تُزرع في الطريق، على وجوه أنهكها الانتظار، ويئست من لحظة فرح في كل اتجاه ، لتكون بمواقفه مع الناس هذه فرحة له لا تنسى ،كما قال جبران خليل جبران: إنكم لا تضحكون من قلوبكم إلا بعد أن تفيض الدموع من عيونكم.
لكن، ورغم هذا النبل، لا تأتي الحياة دائما بما يتمناه أصحاب النوايا الطيبة، والقلوب الرقيقة، الخيّرة والمتسامحة. أولئك الذين حين تلتقيهم، تشعر بأنك التقيت جزءا من ذاتك، لما يتركونه في روحك من أثر لا يُنسى، وعبقٍ لا يُمحى. نعم ليس كل من لمس قلبك أحبك؛ فبعضهم مرّ كنسمة عابرة، وبعضهم ترك خلفه إعصارا.
فكثيرا ما يقابل الإنسان بدلا عن هولاء على الضفة الأخرى من البشر، من لا يخلّف سوى جراح لا تندمل، من يخذلك ولو بعد حين، ولو بعد مرارة الخبرة. فمن الناس من يُخفي خلف ابتسامته خنجرًا، وخلف مديحه حسدا، وخلف وعوده طعنا.
كم من مرة صفعَتنا الحياة بوجوه ظنناها مأوى، فكانت خيبة، وبأناسٍ وثقنا بهم فخذلونا من أول الطريق، رغم ما رسمناه لهم بصفاء نية، وما منَحناه من محبةٍ لا تطلب جزاء. فإذا بهم، وبدم بارد، يبادلون الصفاء بالخديعة، ويقابلون الوفاء بالجحود، ويفتحون علينا دروبا وعرة، لا تعكس إلا وعورة قلوبهم وقسوتها، بمكر الذئاب، أو بتدبير لئيم. ولكن تبقى مواقفهم معك امتحان لقيمك وصبرك على تحملها وقبلها معيار لقيمك واصالتك، كما قال المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأني كامل
هكذا تصفعنا الحياة ببعض من منحناهم ثقتنا، صفعات قاسية، لكنها تبقى صفعات مُعلمة، تُهذّب أرواحنا، وتضيء لنا طريق الحذر بعد غفلة.
صحيح أن ما بين القسوة والنسيان والتسامح، ليس سوى طيّ صفحة من كتاب العمر. وصحيح أن البعض يظنه أمرا يسيرا، لكن ما يعيشه الإنسان من خذلان مرير، لا يُقتلع بسهولة من داخله. سيبقى يعثر عليه بين فصول حياته، حتى وإن أوجعه، فالإنسان لا يُهزم إلا بالأشياء التي أحبها حقًا. وقد يجد الإنسان ذلك حتى في الحب الذي قد لا يحمي احيانا من الخذلان، بل قد يكون أحيانا بابه.
هكذا قد تكسر مواقف الآخرين شيئا في النفس ، لا يجبره ألف اعتذار، ولا يبرّره أي تفسير، مهما كانت العناوين. ومع ذلك، يبقى على كلٍّ منا أن يتعلم، من دروس الحياة وتجاربها، كيف ينهض بنفسه، وبما تبقى من روحه، وأن يحذر غدر الزمان. فمن لا يُجيد قراءة الماضي، يُعاد عليه بكل وجعه. وكما في المثل:
العاقل من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو صاير شيوعي كبل عشر سنين ما جان انطوج فصلية، هكذا قالها اب ...
- سيرة وآراء عالم الفيزياء ستيفن هوكينج في الكون والحياة
- ماذا لو اجتمع الضمير الإنساني للفرد والمجموع بوجود القانون ا ...
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السابع والأخير
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء السادس
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب/الجزء الخامس
- عندما يكون الحب في غير زمانه / الجزء الرابع
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب /الجزء الثالث
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الثاني
- عندما يكون الحب في الزمن الصعب / الجزء الاول
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثالث
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الثاني
- خواطر في محطات دروب الحياة / الجزء الاول
- حقا ان الفساد ان دخل في مفاصل الدولة والمجتمع أصبح عار ʌ ...
- بمناسبة احتفال ابناء المكون الآشوري الكلداني السرياني بعيد ا ...
- أوجه التشابه بين تاملات جبران خليل جبران وعبدالرزاق الجبران ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١ سنه &# ...
- موقع الانسان وتأملاته بين صورتين لمركبه فويجر ١------- ...
- تأملات في الكون ومسيرة الانسان فيه:
- جانب من حياة الرحاله العراقي يونس بحري ومذكراته في سجن ابو غ ...


المزيد.....




- هل تعتقد أن بوتين يريد السلام مع أوكرانيا؟.. ترامب يجيب لـCN ...
- لندن وبروكسل توقعان اتفاقية دفاعية
- صحيفة: القادة الأوروبيون استغربوا عدم رغبة ترامب في فرض عقوب ...
- اتفاقيات ثنائية تشهدها قمة بريطانية أوروبية هي الأولى بعد -ب ...
- من باريس إلى ستوكهولم ـ حزب -البديل- وأشقاؤه في أوروبا
- ترامب: روسيا وأوكرانيا ستبدآن محادثات وقف إطلاق النار -فورا- ...
- -مصر أم قطر؟-.. مشروع قانون في إسرائيل لحظر وساطة دولة عربية ...
- ضجة في الجزائر وفتح تحقيق عاجل بسبب سؤال عن -قيام إسرائيل-
- اتصال بوتين وترامب.. تمهيد لحل بأوكرانيا
- أسباب جفاف الشفاه


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خالد محمود خدر - كن بابا للضوء ، وإن ضاق بك الطريق