للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 09:35
المحور:
قضايا ثقافية
المال، تلك الوسيلة التي يسعى إليها الكثيرون، يحمل في طياته سراب السعادة إن لم يُحسن استخدامه. ما قيمة المال إذا لم يصنع السعادة؟ فهو ليس غاية بحد ذاته، بل وسيلة لتحقيق الطمأنينة والراحة. قد يمتلك الإنسان كنوز الدنيا، لكنه يظل فقير الروح إذا لم يوظف ثروته في سبيل الخير، في مساعدة المحتاجين، في إحياء قلب منكسر، في إسعاد روح عطشى للحب والعطاء. المال الذي يُكنز ويتراكم دون هدف نبيل، يتحول إلى عبء على القلب وضياع للإنسانية.
والدنيا، هذه المساحة الزمنية القصيرة، ماذا تعني إذا لم تكن دنيا؟ إنها فرصة لاختبار الروح ومدى نقائها، لاختبار القلوب ومدى قدرتها على الحب. الدنيا ليست مجرد سنوات نعيشها، بل هي مواقف وتصرفات ومعانٍ تُبنى بالصدق والإخلاص. هي رحلة نحو الأبدية، حيث يزول المال وتبقى الأعمال.
أما الصحة، فهي نعمة لا تُقدّر بثمن. ولكن ما فائدتها إن لم تكن في سبيل الله؟ أن يكون الجسد قويًا لا يعني شيئًا إن لم يستخدم في الطاعات، في العطاء، في خدمة الضعفاء. الصحة التي تُهدر في اللهو والتباهي، تذبل سريعًا وتضيع في زحمة الزمن. أما الصحة التي تُستثمر في الخير، في النهوض بالأمة، في كسب رضا الله، فإنها تُثمر سعادة دائمة، حتى وإن فقد الجسد قوته يومًا.
إن السعادة الحقيقية ليست في المال، بل في القلب الذي يعي معاني الرحمة والإحسان. والدنيا لا تساوي شيئًا دون هدف يسمو بالنفس. والصحة لا تُمنح إلا لتكون سبيلاً للطاعة. علينا أن نتذكر دومًا أن الحياة قصيرة، وأن قيمتها تُقاس بما نتركه من أثر طيب، وما نحققه من خير في سبيل الله.
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟