أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - رحلة مع بيغاسوس














المزيد.....

رحلة مع بيغاسوس


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


في لحظة غروب الشمس، عندما تحولت السماء إلى لوحات برتقالية ذهبية، كانت "ليلى" جالسة في حديقة قريتها الهادئة، تحلم بمغامرات بعيدة عن عالمها العادي. ولكن حلمها كان أكبر بكثير من أي مغامرة قد تتخيلها.

فجأة، ووسط سكون المساء، ظهر أمامها شيء غريب. طار طائر ضخم نحو السماء، ليشكل أمامها أبراجًا من غيوم بيضاء لامعة. كان الحصان المجنح، "بيغاسوس"، بجناحيه الواسعين المضيئين، يرفرف في الأفق وكأنه يلامس السماء نفسها.

"هل أنتِ مستعدة لرحلة لا تُنسى؟" جاء صوته، ناعمًا ولكنه مليء بالقوة، كأنه يرقص مع الرياح.

نظرت ليلى بدهشة، ونهضت ببطء، وسألت بصوت مرتجف: "هل هذا أنت، بيغاسوس؟"

"نعم، أنا بيغاسوس، وجئت لأخذكِ في رحلة عبر السماوات، حيث توجد أماكن لم تطأها قدم بشرية، وأسرار تنتظر من يكشفها. هل أنتي جاهزة لاستكشاف عالم لا حدود له من العجائب؟" أجاب بصوت يملؤه الغموض.

فكرت ليلى للحظة، ثم اتخذت قرارها. تركت كل شيء وراءها وصعدت على ظهر بيغاسوس، لتبدأ مغامرة استثنائية. حلقت مع الرياح، تتنقل بين الغيوم، فوق البحر الأزرق الذي لا نهاية له. كانت المسافة بين الأرض والسماء تتقلص مع كل رفرفة من جناحيه، وكان شعور الفضاء اللامتناهي يحيط بها. كانت تشعر وكأنهاعلى حافة الزمن، وأنها تغادر حدود الواقع لتدخل في عالم من الأفكار والإلهام.

بيغاسوس قادها إلى جزيرة عائمة في السماء، حيث الأشجار الذهبية والأزهار المتوهجة تتناثر. وكانت هناك مخلوقات غريبة تحمل أسرارًا فريدة. لكن الرحلة لم تتوقف عند هذا الحد؛ فقد كشف لها بيغاسوس عن قوة قديمة مدفونة في أعماق السماوات.

"كيف لي أن أصف هذه الرحلة بشعر؟" تساءلت ليلى في نفسها. ولكن سرعان ما أدركت أن الشعر لا يحتاج فقط إلى الكلمات، بل يحتاج إلى لحظات سحرية كهذه. كان بيغاسوس ليس مجرد حصان مجنح يحلق في السماء، بل كان ينبوعًا حياً للإلهام، وكان كل رفرفة من جناحيه تفتح أمامها أبوابًا جديدة من الإبداع.

خلال رحلتهما عبر الكون اللامتناهي، اكتشفت ليلى أن بيغاسوس ليس فقط مطية للأدب والشعر، بل هو مصدر لا محدود للأفكار واللحظات الإبداعية التي تلامس أعماق الروح. وفي كل لحظة، كان العالم من حولهما يغني، والنجوم تتلألأ وكأنها تراقب خطواتهما، والأرض تبتعد خلفهما كلما اقتربا من حدود الخيال.
ثم، عندما وصلا إلى نقطة غير محددة، كانت الهمسات من أعمق أعماق الكون تملأ أذن ليلى، كل همسة تحمل فكرة جديدة، ورؤية لم يسبق لها أن تخيلتها. كان بيغاسوس، في تلك اللحظة، أكثر من مجرد مخلوق؛ كان هو الرابط بين الأرض والعوالم العليا، حيث تُزرع الأفكار وتنبت الإلهام.

وفي تلك اللحظة، فهمت ليلى ما يعني أن تكون مع بيغاسوس. لم يكن مجرد كائن يحلق في السماء، بل كان هو روح الشعر الحية التي لا تموت، المصدر الذي يعيد تشكيل الأفكار ويمنحها الحياة. كانت الرحلة أكثر من مغامرة، كانت دعوة للاستكشاف الداخلي، لاكتشاف الإبداع الذي يكمن خلف كل حدود.

في كل زاوية من السماء كانت هناك قصة مختلفة، مليئة بالغموض والعجائب. كانت الرحلة أكثر من مجرد مرور عبر السماء. كانت درسًا في كيفية اكتشاف الذات، وفهم ما يعنيه أن تكون مُلهماً، وأن تدع أفكارك تُحلّق بحرية، تماماً كما يفعل بيغاسوس في السماء.

كل زاوية من زوايا السماء كانت تروي قصة مليئة بالغموض والعجائب. لكن، كما هي العادة في المغامرات الكبرى، بدأ الظلام يتسلل شيئًا فشيئًا إلى الأفق، وحينها ظهرت تهديدات قد تغير مجرى الرحلة إلى الأبد...



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبض الحياة
- حلم أخضر
- حماة الوطن
- كيفما تكونوا يولى عليكم
- أرض جديدة
- بردى
- ممزّق بين امرأتين
- ماركس وإليانور: بين التنصل والفخر
- هذا كل ما كتبته منذ لحظة سقوط الوحش 5 والأخيرة.
- هذا كل ما كتبته منذ لحظة سقوط الوحش ـ4ـ
- هذا كل ما كتبته منذ لحظة سقوط الوحش 3
- هذا كل ما كتبته منذ لحظة سقوط الوحش ـ2ـ
- هذا كل ما كتبته منذ لحظة سقوط الوحش ـ1ـ
- الطيور والنمل
- أطفال للبيع
- المبادرة التصويبية الثورية لمحاربة الجوع السوري
- حكاية الولد الذي بال على قبر العائلة
- الزمن العكسي
- المجداف والجولاني
- أعشاب جولانية لمعالجة البطالة المقنعة


المزيد.....




- نتاج أسئلة معلقة في هواءٍ مثقلٍ بالتحديات
- إدانة الفنان السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء ...
- وزيرة الثقافة الفرنسية تدافع عن نجوم السينما المنددين بـ-الإ ...
- أفغانستان.. السلطات تلغي استوديو السينما الوطني -أفغان فيلم- ...
- مهرجان كان السينمائي يمنع -العري- .. فما الأسباب وراء القرار ...
- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...
- مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات ...
- فيلم -ثاندربولتس-.. هل ينقذ سلسلة مارفل من الركود؟
- بعد جدل ومنع.. مؤرخ إيطالي يدخل -الشوك والقرنفل- لجامعة لا س ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - رحلة مع بيغاسوس