المبادرة التصويبية الثورية لمحاربة الجوع السوري

علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 20:05
المحور: المجتمع المدني
    

"للفقير حق في مال الغني فما اغتنى غني إلا بفقر فقير". كما قال أول اشتراكي في العالم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه.
هذه المقولة التاريخية هي اليوم بديهية اقتصادية أخلاقية قائمة على توضيح الاستغلال والفساد والسرقة.
إذن، لتحقيق العدالة، يجب أن يكون هناك توازن بين حقوق الأغنياء وحقوق الفقراء، ويجب أن تكون هناك آليات قانونية وأخلاقية تضمن أن الفقراء يحصلون على نصيبهم العادل من الثروات التي يتم جمعها في المجتمع.

الوضع في سوريا يُعتبر مأساويًا، والفقر والجوع يمثلان تحديات كبيرة تحتاج إلى استجابة عاجلة وفعالة. من الضروري اتخاذ خطوات سريعة وعملية للحد من معاناة الشعب السوري. ولهذا يخطر اليوم في ذهني تطبيق ما يمكن لنا تسميته "المبادرة التصويبية الثورية". والتي تقضي استرجاع / بمصادرة الأصول المالية والأصول غير المالية والمدخرات التي تفيض عن الحاجة المنطقية ـ بالمعني الاقتصادي ـ لاستهلاك الأسر والأفراد الذين ينتمون لطبقات وشرائح المجتمع السوري، وتوزيعها تحت إشراف الدولة الثورية بقيادة "الرفيق الجولاني" على أبناء الطبقة الفقيرة في المجتمع السوري، رغم العواقب السلبية والمعقدة التي تنتج عن تطبيق هذه الفكرة، سواء على المستوى الاجتماعي أو القانوني.

والآن يأتي السؤال الجوهري وهو متى نقول أن هناك فائض من الأصول المالية وغير المالية لدى فلان من الناس؟
كل أسرة سورية مكونة من زوجين وأطفال لا يحق لها أن تملك ـ في هذه الظروف ـ من الثروة أكثر من 200.000 دولار.
كل من يمتلك أكثر من هذا المقدار ـ الذي لا يمتلكه حتى الألماني الذي يعيش في أغنى بلدان العالم ـ هو شخص فاسد بامتياز، ويجب على الدولة الثورية في هذه الحالة استرجاع / مصادرة الأموال والعقارات الزائدة.

ولكي نفهم ماذا يعني مبلغ 200000 دولار، سأكتب لكم عن طبقات المجتمع الألماني باختصار شديد:

يمكن تقسيم المجتمع الألماني إلى عدة طبقات اجتماعية واقتصادية بناءً على الدخل، الثروة، ومستوى المعيشة. أي بناء على ملكية أفراده وأسره للأصول المالية وغير المالية. الأصول المالية تعني: النقد في الحسابات المصرفية، الأسهم والسندات، الصناديق الاستثمارية. وأي استثمارات أخرى والمدخرات في شكل ودائع أو استثمارات طويلة الأجل. أما الأصول غير المالية فتشمل: الممتلكات العقارية (مثل المنازل والأراضي)، سيارات والممتلكات الفاخرة، والأعمال التجارية (إذا كان الشخص يمتلكها). وللوصول إلى صافي الثروة، يتم خصم أي التزامات مالية مثل: القروض (العقارية، الاستهلاكية، الطلابية) والديون الشخصية.
وبناء على هذا يشمل التصنيف التقليدي للمجتمع الألماني:

الطبقة الدنيا (أو الطبقة الفقيرة):
تشير البيانات الرسمية إلى أن نسبة الأفراد المنتمين للطبقة الفقيرة في ألمانيا قد تصل إلى حوالي 18%. ما يعادل حوالي 15 مليون شخص. هذا يعني أن الفرد الذي يحصل على أقل من 1,148 يورو صافي شهريًا يُعتبر تحت خط الفقر، بينما الأسرة المكونة من شخصين بالغين وطفلين دون سن 14 عامًا تُعتبر تحت خط الفقر إذا كان دخلها أقل من 2,410 يورو شهريًا. لا يمتلكون على أصول مالية أوغير مالية.

الطبقة العاملة:
تشكل حوالي 25% من سكان ألمانيا. غالبًا ما تشمل هذه الطبقة العمال اليدويين، الحرفيين، والموظفين في القطاعات منخفضة الأجر. لديهم دخل يغطي الاحتياجات الأساسية مع هامش محدود للادخار. يمتلكون أصولًا بسيطة (مثل سيارة قديمة أو أثاث منزلي).

الطبقة الوسطى:
تبلغ نسبة الأفراد المنتمين إلى الطبقة الوسطى في ألمانيا حوالي 65%. تشمل العاملين في المهن المتخصصة، المعلمين، والموظفين الحكوميين. تمتلك أصولًا مثل منزل متوسط الحجم أو مدخرات للتقاعد. تتراوح الثروة الصافية (القيمة الإجمالية للأصول بعد خصم الديون) لأفراد الطبقة الوسطى بين 30.000 و200.000 يورو. وتتراوح الثروة الصافية للأسرة المكونة من زوجين وأطفال بين 50.000 و 500.000 يورو.

الطبقة الغنية (أو الطبقة العليا):
تتسم هذه الطبقة بدخل مرتفع جدًا (أكثر من 7,000 يورو للفرد شهريًا). تمتلك ثروات كبيرة (مثل العقارات والاستثمارات). تشمل رجال الأعمال، المديرين التنفيذيين، والأفراد ذوي الدخل العالي جدًا. وتبلغ نسبتها حوالي 10% من السكان الألمان.
يصل العدد الإجمالي للأفراد الذين يمتلكون ثروة تعادل مليون يورو فأكثر حوالي 555 ألف شخص. أي حوالي 0.65% من عدد السكان.

شريحة فاحشي الثراء:
هؤلاء يمتلكون ثروات هائلة (أكثر من 100 مليون يورو). غالبًا ما يكونون في المراكز القيادية للشركات أو ورثة ثروات عائلية. يشكلون النسبة الأقل ضمن الطبقة العليا. تبلغ نسبتهم أقل من 0.1 % من السكان. ويبلغ عدد هؤلاء حوالي 3300 شخصا، يستحوذون على ما يقرب من 23% من إجمالي الثروات المالية في البلاد.

والله ولي التوفيق

#علي_دريوسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل