أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد الجوهري - الاشتراكية لا تولد من رحم السلطة: رد تحرري على الاشتراكية والثورة: هل يمكن التحرر دون سلطة؟ لعلى طبله














المزيد.....

الاشتراكية لا تولد من رحم السلطة: رد تحرري على الاشتراكية والثورة: هل يمكن التحرر دون سلطة؟ لعلى طبله


أحمد الجوهري
مهندس مدني *مهندس تصميم انشائي* ماركسي-تشومسكي|اشتراكي تحرري

(Ahmed El Gohary)


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 04:55
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


**الاشتراكية لا تمر عبر الدولة – مجددًا:

رد تحرري على مقال "هل يمكن التحرر دون سلطة؟" للدكتور علي طبله :


https://www.ahewar.net/debat/show.art.asp?aid=868554

مقدمة: السلطة ليست وعاءً محايدًا بل علاقة اجتماعية يجب كسرها

أكتب هذا الرد ليس بدافع النقاش الجدلي المجرد، بل بدافع الحقيقة. المقال الذي كتبه الدكتور علي طبلة يعيد إنتاج جوهر الطرح السلطوي، مع تغليفه بعبارات “مرحلية” و"تنظيم طبقي واعٍ". ومرة أخرى، نواجه دفاعًا عن الدولة والحزب والانضباط المركزي، لا باعتبارها أدوات رأسمالية، بل كوسائل يُزعم أنها قابلة للتطويع في مشروع تحرري.

لكن السلطة ليست وعاءً ننقل فيه الخير من الطبقة العاملة إلى الدولة، بل هي علاقة اجتماعية طبقية قائمة على الهيمنة، لا يمكن تحويلها بل يجب تفكيكها جذريًا. هذا هو جوهر الخلاف.

١. الدولة الثورية؟ محاولة تجميل جهاز السيطرة باسم الديمقراطية

يقول الكاتب إن الدولة التي تنتزعها البروليتاريا ليست استمرارًا للدولة البرجوازية، بل جهاز ديمقراطي مؤقت.
لكن ماذا نسمّي جهازًا يحتكر العنف ويُشرف على “المرحلة الانتقالية” ويُمارس الرقابة والانضباط باسم الجماهير؟ أليست هذه سمات الدولة البرجوازية نفسها، حتى لو تغيّر اسمها أو شعارها؟

ماركس لم يقل إننا نُبقي على الدولة، بل نُحطّمها ونستبدلها بأشكال مباشرة من سلطة الجماهير. كومونة باريس لم تسقط بسبب غياب الدولة، بل بسبب غياب الأممية الثورية والدعم المادي. وتجربة روسيا أثبتت أن بناء دولة جديدة، حتى إن بدأت بتفويض، تنتهي دائمًا بإعادة إنتاج الاستبداد.

كما قال تشومسكي:

"إذا كانت هناك علاقة بين ما حدث في الاتحاد السوفييتي والاشتراكية، فهي علاقة تناقض."

٢. الحزب الطليعي: من “التنظيم الطبقي” إلى وصاية بيروقراطية

يزعم الكاتب أن الانحراف البيروقراطي ليس قدرًا محتومًا، وأنه يمكن بناء حزب "ديمقراطي، قاعدي، منضبط".
لكن ما لا يريد أن يراه هو أن البنية تنتج الوظيفة. لا يمكن لحزب هرمي أن يولّد ديمقراطية من داخله، ولا يمكن لوصاية تُسمى “تنظيمًا” أن تنتج تحررًا.

كل تجارب الأحزاب "الطليعية" انتهت إلى سحق القواعد باسم الانضباط، من ستالين إلى تروتسكي نفسه الذي دعا إلى "الرقابة من فوق" حتى على الحزب.
كما قال روزا لوكسمبورغ:

"الحرية هي دومًا حرية من يفكر بشكل مختلف."

أي حزب يُنصّب نفسه مُمثّلًا عن الطبقة هو بالضرورة في موقع فوقها، لا داخلها.

٣. في دلالة التجربة: التلاعب بتراث الثوار لتبرير جهاز قمع

الكاتب يتهمني بـ"الانتقائية" في استدعاء تروتسكي وروزا وبانيكوك وتشومسكي. لكن دعونا نضع الأمور في نصابها:

تروتسكي: لم يرفض الحزب، نعم، لكنه انتهى إلى الدفاع عن مركزية خانقة، وأسس جهازًا هو الذي فتح الباب لستالين، كما قالها بنفسه في الثورة المغدورة.

روزا: رفضت ديكتاتورية الحزب، ودافعت عن المجالس، وقالت إن الحزب يجب أن يكون أداة للوعي لا أداة للحكم.

بانيكوك: قدم بوضوح تصورًا شاملاً للمجالس العمالية ضد كل أشكال الحزب والدولة، حتى لو لم يكن "براغماتيًا" كفاية لإرضاء الواقعية السلطوية.

تشومسكي: لم يقدّم “بديلًا ناجزًا” لأنه ليس ستالينًا ليكتب خريطة العالم. بل قال بوضوح إن الاشتراكية هي تحرر المنتجين أنفسهم لا عبر قيادة ولا دولة.
اقرأ مقاله The Soviet ---union--- Versus Socialism، وسترى كيف وصف ما حدث في روسيا بأنه

"استيلاء كهنة الدولة على اسم الاشتراكية لهدمها من الداخل."

٤. التنظيم: التنظيم ليس ضد الأفقية بل معها

يتساءل الكاتب بسخرية: "كيف تُنسّق نضالات دون مركز؟"
والإجابة ببساطة: كما نُسّقت كل الثورات الحقيقية – من إسبانيا 1936 إلى الأرجنتين 2001 إلى روج آفا اليوم.
التنظيم لا يعني المركزية، ولا التنسيق يعني الطاعة. التنظيم الحقيقي هو ما ينبع من التفويض القاعدي، القابل للعزل، المتعدد المراكز، الأفقي.

لسنا ضد التنظيم، بل ضد احتكاره.
لسنا ضد التخطيط، بل ضد تسليم القرار لقيادة فوقية تقول إنها "من الطبقة".
نحن مع المجالس، الشبكات، النقابات، الفيدراليات، التفاعل، التعدد، المساءلة، والإلغاء الفوري لكل من يتحول من خادم للناس إلى سيّد عليهم.

٥. عن التجديد الحقيقي: لا جدلية في إعادة إنتاج السلطة

الكاتب يطرح نفسه مجددًا، لكنه يعيد كل أدوات القديم: الدولة، الحزب، الانضباط، المركز، القيادة، ثم يقول "نحن نفكك لا نكرر".

أي تفكيك هذا؟ هل يُفكك السجن بإعادة طلائه؟ هل يُفكك القمع بانتخابات حزبية داخل جهاز مركزي؟ هل الديمقراطية هي “انضباط طبقي” و"تنظيم طليعي"؟

التجديد لا يعني تجميل الماضي، بل تجاوزه فعليًا.
الاشتراكية ليست ترويضًا للسلطة، بل نفيًا لها.
هي ليست هندسة سلطوية محكومة بالنية الطيبة، بل انبثاق ديمقراطي جذري، من الأسفل، لا يدّعي احتكار التاريخ ولا الطبقة ولا الوعي.

الخاتمة: لا سلطة تحرر، ولا اشتراكية تنشأ من فوق

ما طُرح في هذا المقال هو محاولة دؤوبة لحماية السلطة باسم الثورة، ومصالحة الدولة باسم البروليتاريا، وتبرير الحزب باسم التنظيم.
لكننا نقولها بوضوح:

لا دولة تقود للتحرر،
ولا حزب يمثّل الشعب،
ولا انضباط يصنع الوعي.

التحرر الحقيقي هو أن تبني الجماهير أدواتها بنفسها، وتُسقط كل وسيط يدّعي تمثيلها.
وهذا ما لن تسمح به أبدًا لا الدولة، ولا الحزب، ولا المركز.



#أحمد_الجوهري (هاشتاغ)       Ahmed_El_Gohary#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض وحرية: صرخة من القبر لا تزال تتردد
- الاشتراكية لا تمر عبر الدولة: نقد تحرري لمقال من الدولة إلى ...
- نقد جذري لمقال -نحو تجديد ماركسي-لينيني يتجاوز المأزق اللاسل ...
- البجعة السوداء – مأساة السعي نحو الكمال
- توليف اشتراكي تحرري: نقد لكتاب جيرالد كوهين نظرية ماركس للتا ...
- نقد اشتراكي ليبرتاري لإعادة البناء التحليلية للمادية التاريخ ...
- البحث عن الإله في أدبيات نجيب محفوظ – الحلقة الثانية: ثلاثية ...
- البحث عن الإله في أدبيات نجيب محفوظ – الحلقة الأولى: أولاد ح ...
- من الإقطاع إلى النيوليبرالية: قراءة مادية جدلية في “حديث الص ...
- من الوهم إلى الواقع: قراءة ماركسية تحليلية لتحولات السلطة في ...
- نقد التجارب الاشتراكية الزائفة -رأسمالية الدولة- بين فؤاد زك ...
- من الوهم إلى الحقيقة: عبد الناصر لم يكن يسارياً ومصر لم تكن ...
- يزيد المصري: ثنائية الخالق والمادة في حديث الصباح والمساء — ...
- نقد الظاهرة الدينية: دراسة حول النبوة والإله الإبراهيمي من م ...
- في العالم الكمومي، حتى وجهات النظر غير مؤكدة (ترجمة إلى العر ...
- من الوهم إلى الواقع: إلغاء الدولة كشرط لتحرير الإنسان وبناء ...
- من الوهم إلى الواقع: نقد آليات النيوليبرالية في توزيع الثروة ...
- إيلون ماسك: ادعاءات الابتكار وتركيز السلطة – قراءة نقدية لاس ...
- الحوسبة الكمومية: تحليل شامل للمبادئ والتطور التاريخي والتطب ...
- الاقتصاد العالمي الناشئ (مترجم الي العربية)


المزيد.....




- حصلا على قطعة منها.. صائدا نيازك يبحثان عن شظايا بعد سقوط إح ...
- شاهد.. دبان تسلّلا خارج حظيرتهما للاستمتاع بالعسل ووجبات خفي ...
- رحلات -اليوم الواحد الفائقة-.. صيحة سفر ذكية أم مغامرة مرهقة ...
- -ما الجملة الأخيرة التي قالها لك قبل أن يستشهد-؟ غزيون يستحض ...
- مقتل خمسة فلسطينيين أثناء انتظار المساعدات، وترامب يحث الطرف ...
- نتنياهو يشكر ترامب: معًا سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا من جديد.. ...
- استمر ثلاثة أيام وقوبل باحتجاجات... حفل زفاف باذخ لمؤسس أماز ...
- -وحدة سهم- قوة أمنية غزية تلاحق عملاء الاحتلال الإسرائيلي
- تعرف على الآلية الأميركية الإسرائيلية في توزيع المساعدات على ...
- أميركا وإيران.. اتهامات متبادلة يتخللها حديث عن مباحثات بينه ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد الجوهري - الاشتراكية لا تولد من رحم السلطة: رد تحرري على الاشتراكية والثورة: هل يمكن التحرر دون سلطة؟ لعلى طبله