سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 14:14
المحور:
الادب والفن
(أ) وجعُ العين والقلب
1
شَفَتُكِ تَوْمِضُ،
عَيْنُكِ تَهْمِسُ،
نَبْضُكِ يَرْقُصُ...
قُولِيهَا:
– هِيتْ، هَاكْ، هِيكْ...
2
النَّافُورَةُ حَزِينَةٌ،
مَا عَادَتْ ثَمَّ يَمَامَاتٌ.
3
بَيْنَ ظِلِّهَا وَظِلِّهِ
رَمَادِيَّةٌ...
الصُّورَةُ تَجْلِسُ القُرْفُصَاءَ،
صَدًى خَرِيفِيٌّ...
(ب) غيابٌ عند شرفة الفجر
4
يَتَثَاءَبُ النَّوَّارُ،
النَّهْرُ يَجْرِي عَلَى عَادَتِهِ...
أُلَمْلِمُ أَوْرِدَتِي،
لأَتْرُكَ شُبَّاكَ العَتْمَةِ
قَبْلَ الفَجْرِ.
5
أَنَاخَتْ رِحَالَ السِّنِينَ...
أَغْرِزِي بِقَلْبِي
خَنْجَرَ الشَّهْقَةِ،
عَلَّ الثَّمَاءَ يَلْفِظُ أَنْفَاسَهُ...
6
شَحَّ العِطْرُ في الحَدَائِقِ،
ذَبَلَ الوَرْدُ،
الغَنَّامُ رَفَعَ مِظَلَّاتِ الفَرَاشَاتِ...
7
يَا قُبْطَانُ، أَعِدْنِي لِلْمَرْسَى،
نَسِيَتْنِي قَارُورَةُ عِطْرٍ
فِي حَقِيبَةِ يَدِ حَبِيبَتِي.
8
قَطَعْتُ الرِّحْلَةَ
دُونَ خَرِيطَةٍ،
مُتَّبِعًا عِطْرَكِ...
(ج) حدائقُ الجسد والنار
9
أَبْشِرُ لِحَاءَ الأَجْسَادِ البِضَّة،
أَشْتُلُ لَمَسَاتِ الوَرْدِ النَّدِيِّ،
فَيَشْتَعِلُ بُسْتَانُ التُّفَّاحِ،
يُرْسِلُ جَوْقَ اللَّوْزِ...
10
أَزْرَعُ فِي المِرْآةِ شَجَرَةَ عَطَشٍ،
لِيَجِفَّ البَحْرُ،
تَنْكَسِرَ المَسَافَةُ،
تَسْقُطِي بَيْنَ ذِرَاعَيَّ...
غَيْمَةَ تُفَّاحٍ مَالِحٍ.
11
رَائِحَةُ صَدَى شِتَاءٍ...
رَأَيْتُكِ دِفْئًا،
اِسْتَلَذَذْتُكِ...
بَرْدَانٌ أَنَا.
12
أَحْتَسِي وَهْجَ الثَّمَالَةِ،
وأَنَا أَشُمُّ مَسَاءَ عِطْرِ
طَيْفِكِ.
13
أَنْتِ...
مَنْ أَشْعَلَ بِي النَّارَ،
وَجْهُكِ
لَا يُفَارِقُ مِرْآتِي...
(د) الوطن الطيف
14
كَانَ لِي وَطَنٌ...
ضَاعَ.
هَا أَنَا أُطَالِعُ
عَلَى الحِيطَانِ الرِّيحَ،
رَوَاقِمَ،
رَسْمَ طَيْفِهِ البَاهِتِ...
(ه) سَدَنَةُ الغُميضة
15
سَادِنٌ يَرْنُو لِلدَّرْوِيشِ،
سَادِنٌ يَسْرِقُ الدَّرْوِيشَ،
سَادِنٌ يُعَاقِبُ الدَّرْوِيشَ،
فِي الأَرْضِ...
فِي الجَحِيمِ...
السَّدَنَةُ مُوَكَّلُونَ بِالدَّرَاوِيشِ.
16
تَعَالَيْ، نَلْعَبْ غُمَيْضَةً:
أَنْتِ بِحِضْنِي،
رَأْسِي فِي جَيْبِكِ،
نَلْحَقُ عَنْ بَعْضٍ،
نَنْسَى بُهَاظَ الزَّمَانِ...
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟