أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة














المزيد.....

كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعود الصراع بين الهند وباكستان إلى جذور تاريخية عميقة، ترتبط بشكل مباشر بتقسيم الهند البريطانية عام 1947، حين نشأت دولتان مستقلتان: الهند ذات الغالبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. ومنذ ذلك التاريخ، بقيت كشمير – الإقليم الجبلي الواقع شمال الهضبة الهندية – نقطة النزاع الأكثر تعقيداً بين الجارتين النوويتين.

رغم مرور أكثر من سبعة عقود، لم تهدأ هذه الجبهة المتوترة. فقد اندلعت ثلاث حروب كبرى بين الطرفين في الأعوام 1947، 1965 و1971، كما شهدت العلاقة بينهما فصولاً متكررة من التوتر والاشتباكات الحدودية. وتُعد حرب عام 1971، التي انتهت بانفصال باكستان الشرقية وقيام دولة بنغلاديش، إحدى المحطات التي زادت من تعقيد المشهد الاستراتيجي في جنوب آسيا.

واليوم، تعود كشمير لتتصدر المشهد من جديد، مع تصاعد التوتر عقب هجوم دموي وقع في أبريل 2025 في منطقة باهالجام، وأودى بحياة 26 شخصاً. ورداً على ذلك، شنت الهند هجمات جوية على ما وصفته بـ"بنية تحتية إرهابية" داخل مناطق تخضع لإدارة باكستان، مما استدعى رداً عسكرياً باكستانياً شمل إسقاط مقاتلتين هنديتين وسقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وفي ظل هذا التصعيد، أُغلقت الحدود البرية وأُعلنت حالة الطوارئ في مناطق التماس، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الصراع إلى مستويات أكثر خطورة.

سيناريوهات مفتوحة على المجهول

تتعدد التقديرات حول مآلات هذا التصعيد، ويمكن إجمال السيناريوهات المحتملة في ثلاثة مسارات رئيسية:

1. حرب استنزاف طويلة الأمد
وهو السيناريو الأقرب إلى الواقع الحالي، حيث يستمر التوتر في صورة اشتباكات متقطعة وتعبئة أمنية مستمرة، دون انزلاق إلى حرب شاملة. هذا الوضع من شأنه أن يستنزف الموارد الاقتصادية للطرفين، ويؤثر سلباً على الأمن الغذائي والمائي، خاصة في باكستان، بينما يعطل طموحات الهند التنموية والإقليمية.


2. تصعيد محدود يتبعه تهدئة نسبية
تفيد بعض التحليلات بأن الهند قد تسعى إلى تصعيد محسوب لإرسال رسالة ردع قوية، دون تجاوز العتبة النووية. في المقابل، قد ترد باكستان بعمليات محدودة للدفاع عن موقعها، خاصة في ما يتعلق بإدارة الموارد المائية الحيوية. وفي هذه الحال، يبرز دور القوى الكبرى (الولايات المتحدة، الصين، والاتحاد الأوروبي) في الدفع نحو خفض التصعيد وتفعيل قنوات الوساطة.


3. احتمال التصعيد النووي
وهو أسوأ السيناريوهات وأقلها احتمالاً، لكنه يبقى وارداً في حال انزلق النزاع إلى حرب شاملة. وقد حذرت الأمم المتحدة ودول عديدة من أن أي مواجهة نووية بين الهند وباكستان ستمثل كارثة إنسانية وجيوسياسية، تتجاوز حدود جنوب آسيا إلى الأمن العالمي برمّته.



وساطات دولية وحدود التأثير

الوساطة الدولية حاضرة لكن فعّاليتها محدودة. فبينما تدعو الولايات المتحدة إلى حل داخلي يُراعي مصالح الطرفين، فإن موقفها المتحالف استراتيجياً مع الهند يحد من حياديتها. من جهتها، تقف الصين إلى جانب باكستان، ما يجعل النزاع الكشميري امتداداً لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي.

إن الأزمة بين الهند وباكستان حول كشمير لا تُختزل في حدث عابر أو أزمة طارئة، بل تمثل بنية صدام مستمرة تتغذى من الذاكرة التاريخية والتوترات الدينية والسياسية. وفي ظل المستجدات الأخيرة، يبدو أن المنطقة مقبلة إما على تهدئة مؤقتة أو على جولات إضافية من التصعيد المحدود، في انتظار حل سياسي لا يزال بعيد المنال، بينما يظل شبح الحرب النووية قائماً كتحذير دائم لما يمكن أن تؤول إليه الأمور إن انفلتت من عقالها.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتوحش الإنسان من فرط القهر
- الصهيونية ذات انياب فاحذروها...زيف حماية الأقليات
- تحالف الأقليات: كيف تستخدم إسرائيل الهويات الطائفية لتفكيك ل ...
- شعب خروفي وساسة ذئبيون...الفساد أزمة وطن
- لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصه ...
- السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة
- الصهيونية الأصيلة ورديفتها العربية الألعن
- من فلسطين الى الوطن الأكبر
- جفن قد غفا...
- عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد
- انطلقوا في مشروعم وانطلقنا في انتحارنا
- حكومة تنظيم الإنهيار وإدارة الفوضى والإنتخابات النيابية
- ذئاب السلطة والقطيع المطيع
- كأننا نطف خرجت من بين الذل والرذائل
- أين الغرباء؟؟؟
- نص عربي مشوه لزمن مشوه
- لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)
- حسن مراد من البقاع إلى كل لبنان...(غد أفضل يتوهج) حضورا
- اﻹستسلام ليس قدرا وأمريكا ليست قضاء والمقاومة حبل الل ...


المزيد.....




- قبل زفافهما المُرتقب.. من هي لورين سانشيز خطيبة جيف بيزوس؟
- رأي.. بشار جرار يكتب عن اعتداء كنيسة مار الياس الإرهابي: -لا ...
- -نصرٌ عظيمٌ للجميع-.. شاهد كيف علق ترامب على قصف منشآت إيران ...
- من هو زهران ممداني، المسلم المرشح لعمدة نيويورك؟
- الناتو يستجيب لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، والأخير يُ ...
- ما أبرز ما جاء من تصريحات عن إيران في لقاء ترامب وروته؟
- أضرار أم تدمير لمنشآت إيران النووية.. هل تستأنف إسرائيل الحر ...
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- تعرف من خلال الخريطة التفاعلية على كمين القسام ضد جنود إسرائ ...
- هل يصمد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وإيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة