أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المعانيد الشرقي ناجي - شجون الليل














المزيد.....

شجون الليل


المعانيد الشرقي ناجي
كاتب و باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 21:04
المحور: الادب والفن
    


يحمل الليل مفاجآت جمة وفيه تنطوي أسرار كثيرة ومتنوعة لا يفهمها إلا من سكنه جنون السهر والتفكير، في نفس الوقت الليل كتوم لمآسينا وخبايا ما تحمله نفوسنا العطشى للبوح تارة والإبداع والتفكير تارة أخرى، هو أيضا خير من يجيد الإنصات إلينا في سكون تام.. يسكنه كل من عانى ويعاني مآسي الحياة وصروف الدهر، وبالمقابل، يركبه السهارى في الحانات والعلب الليلية وتلك قصص أخرى لا تنتهي..
لولا الليل الذي نسكن إليه بعد عمل يومي رتيب وجهد جهيد، لما ارتاحت النفوس وسكنت إلي بعضها بعضا، ولما ركبنا عوالم الجنون والإبداع، ولما تجاوزنا صخب النهار وضجيجه المدوي. فلما يسدل الليل خيوطه، يروح الإنسان إلى بيته وقد سكنه هوس البوح واشتاق إلى أنس النساء وحديثهن الذي يخفف وطأة الرتابة التي يعيشها كل فرد على اختلاف النشاط الذي يزاوله..
إن الليل يقترن بزمن خاص، زمن ينفلت من قبضة الوعي كما ينفلت الماء من بين أصابع اليد. الليل أيضا زمن مختلف يختلي فيه المبدعون مع ذواتهم ويسكنونها بمعنى من المعاني، وليس ذلك إلا لإخراج ما استقر في اللاشعور من مكنونات في شكل رغبات تم رفضها من قبل الواقع نظرا لتعارضها معه بكيفيات مختلفة، ووفق طبيعة الثقافة التي ينتمي إليها الفرد. فهذا فنان تشكيلي لازم مرسمه، وذاك شاعر وجد ذاته داخل القوافي وبحور الشعر، وهذا فيلسوف يزرع الرعب ويصفع هجعات الليل كما كان يحلو لنيتشه أن يقول. لذا، فكل يغني على شاكلته، ويعزف سيمفونيته بالطريقة التي يحقق معها التخارج؛ ( Exteriorisation )، وتعني هذه العملية عند أغلب الفلاسفة الوعي بالذات وبالعالم الخارجي.
هكذا، يطوي الليل النهار ويطوي النهار الليل وتتعاقب لحظات الزمن، ويبقى الزمن السيكولوجي خير لصيق بشخصياتنا وما تحمل من عصاب ورهاب وقلق إضطهادي ووسواس قهري، إلى أن يبلغ الإنسان مراتب متقدمة من العمر، ويقترب إلى العدم، ليفارق هذا الوجود بما حمل إليه من تجارب وتضحيات جِسام.. ولن يبرح كل منا مكانه حتى يلج عوالم أخرى لم تكن مبرمجة من ذي قبل.
وأخيرا، يبقى الليل وعتماته مأوى للباحثين عن السكون والإستقرار النفسي والبيولوجي، وهناك من يرى بأن الليل وقت القراءة والبحث الدؤوب عن تفاصيل المعرفة والكتابة بما هي حياة أخرى تنسينا المآسي وتغذي شغفنا الشديد بإخراج ما استقر في اللاشعور الزاخر بذكريات الطفولة..



#المعانيد_الشرقي_ناجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفشات بن كيران وتبعاتها
- حلقات التنوير مع ابن رشد من النقد إلى التنوير الجزء الثالث.
- المراهقة
- مكر التاريخ عند هيجل
- غلاء الأسعار بالمغرب والسكوت المُطبق
- الجسد في فلسفة نيتشه. الجزء الثاني
- الجسد في فلسفة نيتشه. الجزء الأول
- حلقات التنوير مع ابن رشد من النقد إلى التنوير/ الجزء 2
- حلقات التنوير مع ابن رشد من النقد إلى التنوير/ الجزء الأول.
- التربية على أسس علمية
- الفلسفة و العلم المعاصر؛ أية علاقة؟
- قضية المهدي بوكيو باتت قضية رأي عام دولي / الحرية هنا و الآن ...
- في أفق معانقة الحرية / الجزء الأول قضية الشاب المغربي / المه ...
- حكومة الذل و الهوان / المغرب نموذجا
- زمن التفاهات
- همس الصباح
- قضية المهدي بوكيو المعتقل على خلفية إرهابية تهمة ملفقة خالية ...
- الحرية للشاب المغربي المهدي بوكيو / تلفيق التهم عنوان الاعتق ...
- أخلاقيات مهنة التدريس بين التنظير و الواقع
- القيم رافعة أساسية لمواجهة التخلف - فكر المهدي المنجرة نموذج ...


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المعانيد الشرقي ناجي - شجون الليل