أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - واقعيَّة بو رقيبة وتسريبات عبد الناصر














المزيد.....

واقعيَّة بو رقيبة وتسريبات عبد الناصر


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من استمع إلى تسريبات حديث الرئيس المصري جمال عبد الناصر مع الرئيس الليبي معمر القذافي في شهر آب 1970 يجد ثمة واقعية كبيرة في الحديث حول الصراع العربي – الصهيوني، وهذه الواقعية كانت سرية أكثر مما هي علنية، ما يعني أن الزعماء العرب آنذاك كانوا مكبلين بشعارات رفعوها وأقنعوا الشارع العربي بها، ما جعلهم في مأزق كبير في تحويل هذه الشعارات إلى واقع يلمسه المواطن العربي في مصر وليبيا وسوريا والعراق،

 وغيرها من البلدان التي شكلت أنظمتها محور الصمود والتصدي عبر رفعها لشعارات كبيرة ألهبت الشارع العربي وجعلته ينتظر لحظة تحقيقها. والحديث المشار إليه جاء بعد نكسة الخامس من حزيران 1967 التي شكلت نقطة تحول كبيرة في الصراع العربي- الصهيوني عبر احتلال سيناء والجولان وأجزاء من الأردن. لهذا كان صوت عبد الناصر مقنعا للمتلقي وهو القذافي فماذا لو كان المتلقي هنا هو الشارع العربي؟ هل عبد الناصر كان خائفا من مصارحة الجماهير العربية وهو القادر على إقناعها؟ أم أنه أراد الاحتفاظ بصورته أمامها؟ أم يا ترى أراد من يأتي من بعده أن ينجز المهمة؟ هذه الأسئلة راودتني وأنا أنصت له وإجابتها ربما تتلخص في أن الرجل قال كلمته هذه قبل شهر من وفاته وكأنه رسم خارطة طريق لخلفه الرئيس السادات، الذي سعى للحرب من أجل تحرير سيناء المصرية وتفاوض على ما تبقى منها وفتح الباب للفلسطينيين والسوريين والأردنيين للتفاوض لاسترجاع حقوقهم، وبالتالي فإنه كرئيس ومصر كدولة ونظام سياسي لم يسمح لنفسه أن يتحدث نيابة عن الآخرين وعليهم أن يفعلوا ما يجدونه مناسبا لهم. بالمقابل كان هنالك الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة الذي دعا العرب صراحة وأمام الجميع في آذار 1965 إلى قبول قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين معللا ذلك بمبدأ (خذ ثم طالب)، وبالتأكيد واقعية بورقيبة واجهت رفض الشارع العربي، التي كانت شعارات الحكام العرب القوميين تثيره أكثر، وتجعل كل من يخالف تلك الشعارات في خانة (الخائن).

ما بين تسريبات حديث عبد الناصر وصراحة وواقعية بورقيبة ظلت القضية الفلسطينية تعيش تحت الشعارات، التي ظلت مرفوعة دون أن تعلم الجماهير العربية إن من أطلق هذه الشعارات علنا له رأي آخر يهمس به للقادة العرب وبالتأكيد ما سمعه القذافي من عبد الناصر سمعه غيره من حكام تلك المرحلة في لقاء آخر وربما أكثر صراحة. من هنا كان للزعماء العرب آنذاك وربما في مراحل لاحقة أكثر من وجه يظهرون به، هنالك خطاب للجماهير يحمل مشاعر وعواطف تريدها هذه الجموع، وهمس فيما بينهم فيه من الواقعية ما يجعلهم يقولون الكلام الذي سمعه الجميع في التسريبات التي ظهرت بتوقيت خاص وفي فترة يُراد منها أن يتأكد الجميع إن هؤلاء الزعماء كانوا يعيشون بين أحلامهم وطموحاتهم، التي تحولت لشعارات (مركزية) وبين الواقع الذي تعيشه دولهم وشعوبهم ولم يمتلكوا من الشجاعة ما يكفي، لأن يصارحوا شعوبهم أو يكونوا أكثر صراحة مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية، كما كان بورقيبة صريحا معهم وهو الأقل تأثيرا عليهم من قادة مصر وسوريا والعراق وليبيا، التي كانت تدعمهم بالمال والسلاح والمعسكرات مضافا لذلك الدعم الإعلامي والسياسي.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نريد من الانتخابات ؟
- إكمال المنهج المدرسي
- يوم تنفست حلبجة الكيمياوي
- مخاوف اوربا
- هل نحتاج دكتاتور؟
- واشنطن _ موسكو حوار المصالح
- انتفاضة شعبان ..إرادة شعب
- الابنية المدرسية وجودة التعليم
- الشهادة في محراب الوطن
- التصدي للتهجير
- التحليل السياسي بين الواقعية والعاطفة
- الثامن من شباط ..اغتيال الحلم العراقي
- الضحية والجلاد
- عودة الفيل الجمهوري
- قانون التقاعد ما المطلوب تعديله؟
- الصراع على سوريا
- سوريا ما بعد الأسد
- العرب والمراحل الانتقالية
- حصاد 2024
- التعداد السكاني تخطيط للمستقبل


المزيد.....




- مصر.. طلبات إحاطة بشأن شكاوى من وقود السيارات.. والحكومة: -م ...
- الرئاسة التركية: أردوغان وترامب اتفقا على بذل جهود مشتركة من ...
- مصر.. تحرك حكومي بعد شكاوى جماعية من انتشار -وقود مغشوش- بال ...
- مقتل فتاة إثر هجوم على ملهيين في دمشق
- مستأجرون متخوفون.. ما هي التعديلات المرتقبة على قانون الإيجا ...
- إغلاق مطارات في موسكو بعد هجوم أوكراني بعشرات المسيّرات
- إسرائيل تخرج مطار صنعاء الدولي عن الخدمة بشكل كامل بعد هجوم ...
- أكبر ثلاثة أحزاب في ألمانيا توقع على اتفاقية تشكيل ائتلاف حك ...
- غرق العشرات قبالة سواحل تونس وسط أزمة مهاجرين عالقين بالبلاد ...
- أوكرانيا.. تعديل جديد في نظام التجنيد أثناء التعبئة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - واقعيَّة بو رقيبة وتسريبات عبد الناصر