أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - انتفاضة شعبان ..إرادة شعب














المزيد.....

انتفاضة شعبان ..إرادة شعب


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلت الانتفاضة الشعبانية مرحلة مهمة وصل إليها الشعب العراقي بعد أن وجد أن الطاغية يعبث بمقدرات البلد وأرواح الشعب في حروب عبثية هنا وهناك، وعرض العراق بأكمله لمخاطر كثير ومعاناة كبيرة. لهذا جاءت انتفاضة ربيع 1991 ترجمة حقيقية لإرادة الشعب العراقي في التخلص من هذا النظام القمعي، الذي تهاوى سريعا في العديد من المحافظات في الجنوب والفرات الأوسط وشمال العراق وكأن الجميع ينتظر إصدار شهادة وفاة هذا النظام القمعي، لكن تم السماح له بقمع الانتفاضة الشعبية لا سيما في الجنوب والفرات الأوسط لإدراكهم أن ما جرى هي إرادة شعبية عفوية، غايتها إسقاط النظام والتأسيس لنظام سياسي جديد يحفظ للعراق سيادته وكرامته وللشعب حقوقه، التي سرقها نظام البعث وقاد البلد صوب المجهول الذي لا يرجى منه سوى الخراب والدمار.
لهذا يمكننا القول إن السقوط الحقيقي لنظام البعث كان في انتفاضة الربيع العراقي عام 1991، هذا الانتفاضة التي كسرت حاجز الخوف وأظهرت جملة من الحقائق أهمها بالتأكيد إن الشعب أقوى من الطغاة، وإن الأجهزة القمعية مهما تعددت غير قادرة على مواجهة الإرادة الشعبية ووجدنا جميعا كيف هربت قيادات النظام من مواقعها في المحافظات وتبخرت وتركت مقراتها الحزبية والأمنية مما يدلل على أنها كانت تراهن على خوف الشعب، هذا الخوف الذي تبدد لحظة انطلاق الصرخة الأولى لانتفاضة شعبان الخالدة. وهذه الصرخة كانت قادرة على أن تصل بسرعة البرق من البصرة إلى زاخو، ما يدلل على أن كل الشعب العراقي انتفض في لحظة واحدة من أجل التخلص من القمع والاضطهاد.
لذا سمحوا للنظام بقمعها بما لديه من قوة وبطش وأسلحة لم يستخدمها يوما لحماية البلد بقدر ما أنها كانت في أتم جاهزيتها لقمع المنتفضين في مدن العراق الكثيرة، ما جعل آلة القمع الصدامية تفتك بالصغير قبل الكبير وبالشيوخ قبل الشباب وبالنساء والرجال معا مما حول الكثير من صحارى العراق ومداخل المدن إلى مقابر جماعية، دفن فيها الناس بدم بارد وسط صمت أمريكا وتحالفها آنذاك الذي وجد بان إبقاء النظام أفضل من ولادة نظام سياسي جديد نابع من إرادة شعبية حقيقية.
لهذا تمت إطالة عمر النظام سنوات أخرى، لأنه بات أضعف مما كان عليه من قبل لا يمتلك الإرادة ولا السيادة وكل ما يصبو له النظام وأعوانه في السنوات اللاحقة للانتفاضة الشعبية هي كيف يحافظون على النظام بعد أن أدركوا جيدا أن الانتفاضة الشعبانية أسست لمفاهيم عديدة أهمها قدرة الشعب على التغيير من جهة، ومن جهة ثانية ضعف الأجهزة الأمنية والحزبية أمام الإرادة الشعبية الحرة.
تظل الانتفاضة الشعبانية علامة مضيئة في تاريخ الشعب العراقي الذي سجل فيها موقفة وقدم آلاف الشهداء، من أجل حريته وتحرره من نظام قمعي جعل من العراق سجنا كبيرا للشعب.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابنية المدرسية وجودة التعليم
- الشهادة في محراب الوطن
- التصدي للتهجير
- التحليل السياسي بين الواقعية والعاطفة
- الثامن من شباط ..اغتيال الحلم العراقي
- الضحية والجلاد
- عودة الفيل الجمهوري
- قانون التقاعد ما المطلوب تعديله؟
- الصراع على سوريا
- سوريا ما بعد الأسد
- العرب والمراحل الانتقالية
- حصاد 2024
- التعداد السكاني تخطيط للمستقبل
- فوضى المدينة العراقية
- ما بعد الثاني من اب
- المشهد التربوي في العراق
- ثورة العشرين وتأسيس الدولة العراقية
- الفساد ضد التنمية
- وهم التفوق
- القطاع الخاص وصندوق الضمان


المزيد.....




- شاهد.. العائلة المالكة البريطانية ترتدي شارات سوداء تكريمًا ...
- نتنياهو من موقع سقوط صاروخ إيراني: -تخيلوا ما كان سيحدث لو ا ...
- عضو بالبرلمان الإيراني: حان وقت الهجوم على مفاعل -ديمونا- ال ...
- ترامب يتحدث عن سد النهضة وصراع مصر وإثيوبيا.. ماذا قال؟
- ترامب يبدي انفتاحا لفكرة وساطة بوتين في حل الأزمة بين إيران ...
- لافروف وفيدان يبحثان الوضع في الشرق الأوسط ويؤكدان على ضرورة ...
- ما هي حقوق المسافرين مع تعطل الرحلات أو إلغائها؟
- كيف تتصدى إسرائيل للصواريخ الإيرانية؟
- كيف تصور إيران أكبر مفاجأة عسكرية تعرضت لها على أنها -انتصار ...
- كيف استقبل الرأي العام العربي المواجهة بين إيران وإسرائيل؟ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - انتفاضة شعبان ..إرادة شعب