أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - الثامن من شباط ..اغتيال الحلم العراقي














المزيد.....

الثامن من شباط ..اغتيال الحلم العراقي


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو الكتابة عن أحداث الثامن من شباط 1963 ،أشبه بمحاكمة لحقبة من تاريخ العراق، كانت بداية لتأسيس مرحلة تعد الأكثر قسوة في تاريخ العراق المعاصر، لأنها مثلت نهاية الجمهورية الأولى، التي رأت النور فجر 14 تموز 1958 لتؤسس لنظام سياسي وطني في العراق، بعيدا عن التبعية للأجنبي وحريصا على مصالح وآمال الشعب العراقي ،الذي وجد في قاسم ورفاقه من يمثلهم ويمثل مصالحهم وينتقل بهم من حالة لأخرى.
وأيضا يمثل الثامن من شباط ،عملية اغتيال ثورة 14 تموز قبل أن تكمل عامها الخامس،ووضع حد لطموحات وطنية كانت تنظر للمستقبل بأفق كبير،وتدعم الشعب وتحقق نجاحات كبيرة في ميادين مهمة ، ذات مردود ايجابي كبير ليس للمواطن العراقي فقط ، بل لاقتصاد البلد الذي بدأ يخرج من دوامة (الاسترليني) ويتحرر من تبعيات ذلك ويحاول تأسيس اقتصاد وطني ، قائم على ركائز قوية تدعمه الزراعة وقانون الإصلاح الزراعي الذي يعد من القوانين المهمة جدا ،التي اتخذتها ثورة 14 تموز وشرعت بها بوقت مبكر مما منحها قوة شعبية لا يستهان بها.
وبالتأكيد فإن انجازات ثورة 14 تموز 1958 وبزمن قياسي ، كانت محل اهتمام الشعب العراقي وفي نفس الوقت كانت محل ترقب من قبل قوى خارجية تضررت كثيرا بهذه الثورة، حيث فقدت مصالحها في هذا البلد الحيوي والمهم من جهة ومن جهة ثانية بأن زعامة عبد الكريم قاسم للثورة ومعالجاته للكثير من القضايا التي كانت عالقة في البلد بطريقة سياسية، اسهمت كثيرا في استقراره ومنها دوره الكبير جدا في تفهم قضية الشعب الكردي بل وتبنى هذه القضية وعالجها برؤية لم تكن بعيدة عن أرض الواقع، بل لامسته لدرجة أصبح فيها الشعب العراقي يلتف حول هذه الزعامة، كل هذا أغاظ القوى الأخرى التي راحت تبحث عن سبل شتى للقضاء على هذا النظام في محاولة لعودة مصالحهم.
لذا دخل العراق بعد الثامن من شباط في متاهات لم تكن سوى متاهات مظلمة كرست الانفراد بالحكم ومهدت الطريق لأن يأخذ العراق منحدرات كبيرة جداً سواء في السياسة الخارجية أو الاقتصادية أو حتى في فرض الحلول الأمنية والعسكرية والبوليسية على مجمل الأحداث في العراق لدرجة بأن النظام كان يتعامل مع الجميع على أنهم أعداء، وهذا ما اغرق البلد ببرك دائمة من الدماء العراقية امتدت لعقود طويلة .من هنا يمكننا القول بأن استذكار العراقيين لهذا اليوم من تاريخهم، إنما هم يستذكرون ملامح وشكل الدولة التي تأسست بعد تموز 1958 والتي كانت تهدف لبناء إنسان ومواطن عراقي، بغض النظر عن قوميته وديانته وجهويته، دولة تركت اشياء عديدة في ذاكرة الشعب وأيضاً تركت انجازات ما زالت شاخصة أمامنا رغم عمرها القصير،بينما نجد من قام بالانقضاض على عبد الكريم قاسم لم يترك للعراقيين سوى الدمار والخراب وأرث الحروب وفواتيرها الباهظة.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحية والجلاد
- عودة الفيل الجمهوري
- قانون التقاعد ما المطلوب تعديله؟
- الصراع على سوريا
- سوريا ما بعد الأسد
- العرب والمراحل الانتقالية
- حصاد 2024
- التعداد السكاني تخطيط للمستقبل
- فوضى المدينة العراقية
- ما بعد الثاني من اب
- المشهد التربوي في العراق
- ثورة العشرين وتأسيس الدولة العراقية
- الفساد ضد التنمية
- وهم التفوق
- القطاع الخاص وصندوق الضمان
- محافظات بلا محافظ
- متسولون بلا حدود
- التعليم والتنمية
- مكافحة الفقر
- احلام عراقية


المزيد.....




- إسرائيل تكثف ضرباتها ضد إيران وطهران ترد بوابل صاروخي على حي ...
- الحرس الثوري يعلن تنفيذ موجة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل أقو ...
- -واينت-: مقتل 3 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني ف ...
- الجيش الإسرائيلي يمنع نشر معلومات أو لقطات للقصف الإيراني وس ...
- لقطات لحرائق ودمار واسع في تل أبيب جراء القصف الإيراني غير ا ...
- لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟
- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - الثامن من شباط ..اغتيال الحلم العراقي