|
بحث العلمانية - السيد علي السبزواري (1)
صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 14:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين . ومن المفردات التي لها الدخل الكبير في الاقتصاد المعاصر العلمانية . العلمانية لها كل من يريد ان يبحث عن موضوع معين لابد ان يبحث عن اسباب ذلك الموضوع مقتضيات ذلك الموضوع وما يترتب عليه من الاثار واللوازم حتى يتضح ذلك الموضوع نقدر ان نناقشه ونقبله او لا نقبله هذا ما هو المنهج العلمي الحديث . العلمانية لها التأثير الكبير في الاقتصاد وهذا الجانب مغفول عنه وانما نحن نصرفه في السياسة وامثال ذلك الا ان العلمانية دخلت في جميع المفاهيم التي ترتبط بحياة الانسان الدنيوية والاخروية في مسيرها التاريخي الطويل التي دخلت تحت مظاهر وعناوين مختلفة على مر الزمان دين هناك معارضة ازلا وابدا الا ان هذه المعارضة تارة تتخذ عنوانا معينا وتارة وكلها تشير الى شيء واحد فالعلمانية في تاريخها التي اتخذت عناوين مختلفة هي معارضة للدين او انها ليست بمعارضة من الدين هو خلاف بين المباحثين والمؤرخين . لهذا العنوان نقول فيها ... قالوا اختلف الباحثون في مفهومها وتاريخها واقسامها واثارها ونتائجها وتاثيرها المباشر في سلوك الانسان واخلاقياته ومعارضتها مع الدين ومفرداته حتى ذهب بعضهم الى ان العلمانية جردت الانسان من جميع معطياته التي توصله الى كمال الله الذي اعده الله اعده خالقه له في هذه الدنيا التي يعيش فيها برهة من الزمن ليستعد الى دار اخرى لينال فيها ما سعى اليه . بصورة اكمل وابهى واجمل ليسعد بها فاذا كانت العلمانية هي السبب في انحطاط الانسان الى الدرجة الادنى في هذه الحياة الدنيا وبلوغ الانسانية الى درجات البهيمية فلا يؤمل ان يكون للانسان شان في غير هذه الحياة الدنيا اذا هي في حالة الدنيا الانسان وصل الى هذه المرتبة من البهيمية انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا التي في هذه غير هذه الحياة الدنيا التي تظهر فيها حقائق ما اكتسبه الانسان وقد تحددت ملكاته ويتعين مستقره وماواه هذه حال العلمانية عند بعضهم اوصلت الانسان الى هذه الدرجة في هذه الدنيا فكيف حاله في الدار الاخرى . ولعل اختلاف الباحثين يرجع الى محاولتهم لاخفاء تاثير العلمانية اذ لما راوا ان العلمانية لها هذا التاثير الكبير في حياة الانسان سلوك الانسان وسيره وكل ما يرتبط به اخفوا هذا التاثير كثيرا بعناوين مختلفة فلأجل اخفاء تاثير العلمانية السيء التي ارادها اصحابها ان تكون اثارها وفق مخطط رهيب حتى لا تقع مورد معارضة محب الخير ومحبي الانسانية او المتدينين فيجهزون عليها في مهدها فلذلك هم اتخذوا هذا السبيل من مكرهم انهم اعطوا للعلمانية في مسيره بعض العناوين البراقة حتى لا يكون مورد الخلاف فقد ظهرت العلمانية في طول تاريخها بمظاهر مختلفة وتحت مسميات كثيرة فشملت جميع المفاهيم التي لها التاثير في الانسان وحياته الدنيوية والاخروية . فقد ظهرت العلمانية في الدين وقاء في الدين والغرض من ظهورها في هذا في الدين تفكيك معالم الدين ومفرداته واعلان الحرب الناعمة معها معلنين ذلك طورا وعلى نحو السر والخفاء طورا اخر متخذين كل الوسائل والاساليب في هذا السبيل . وكما ظهرت العلمانية باجل صورها في السياسة واتخذ اصحابها شعار فصل الدين عن السياسة وحاربوا الدين في هذا المجال وحاولوا اظهار عجزه فيه ان الدين لا يكون مفيدا في السياسة وحاولوا اظهار عجزه فيه . وحاول اصحاب هذه المدرسة بكل جهدها ان يسيطروا على السلطة باعداد افراد معينين قد دربوا على هذا الامر هذا هم وسيلة من وسائل التي يصلون الى السلطة كما ظهرت العلمانية في الحياة الاجتماعية فاشاعت الفحشاء والمنكر بين الناس بكل مظاهرها متخذين شعار الحرية في سبيل تنفيذ مقاصدهم . كما ظهرت في الاخلاق فافسدته ولم تبقى اية مكرمة الا وابدلتها بالسيئة وجعلت الاخلاق وسيلة للوصول الى المقاصد المادية فلم تكن الاخلاق عند اصحاب هذه المدرسة مطلوبة لذاتها لانها مكارم وكمال نفسي للانسان بحد ذاتها واما ظهور العلمانية في العلوم فقد ابدلتها من الحقائق الى مجرد الشكوك وسلبت الاطمئنان من القلوب الذي كان العلم يثبته وجعلت العلم مجرد وسيلة للوصول الى امور مادية صرفة واغفلت الجانب المعنوي في الانسان بالكلية مع علم اصحاب هذه المدرسة ان العلم اعظم واجل من ان يطلب به المادة فقد يصل الانسان بالعلم الى اعظم مما وصل اليه الانسان المعاصر في المدنية الحديثة . واما تاثير العلمانية في الاقتصاد فقد كان كبيرا حيث جعلت الاقتصاد ماديا صرفا واعتبرته وسيلة لكسب المال وادخاره وسببا في استيلاء مجموعة معينة سواء كانت الدولة او كانت افراد او شركات على مقدرات الحياة وتسويق اطماعها على الافراد واخماد نور العقد والفضلة واطفاء شعلة الاخلاق الوقادة في النفوس فجعلتها ديارا بلا قاع . ومن اساليب العلمانية والدعاة اليها جعل القيادة في كل مرافق الحياة بيد افراد اعدتهم فكريا ونفسيا وعقائديا وقد تعلموا كل مظاهر النفاق في سبيل اضلال الناس وابعادهم عن الدين الالهي وتاثيره الكبير في الانسان الذي جعله خالقه مستعدا لقبوله لولا مكر الماكرين ولولا وعد الله تبارك وتعالى بحفظ دينه واسباب هداية الانسان لكان مكرهم يوجب طمس نور الفطرة فانه كما قال تبارك وتعالى وان كان مكرهم لتزول منه الجبال . والبحث عن العلمانية طويل وعميق وذو جوانب متعددة لكن الذي يناسب موضوع بحثنا هو تاثير العلمانية في الاقتصاد الذي قد يغفل عنه كثير من الباحثين والكلام يقع في ضمن فصول . الفصل الاول في تعريف العلمانية وتحديد مفهومها وتاريخها وربما قبل بيان ذلك ربما يتناغم مفهوم العلمانية مع بعض المفاهيم الاخرى ويوهم انه من المفاهيم الاصلاحية . فقد ذكر اصحاب المعاجم والمصادر الموسوعية تعاريف عديدة بين الافراط والتفريط بعضهم يجردون العلمانية من كل شيء بعضهم يثبتون له بعض الامور فنذكر بعضها ثم ندخل في تحديد كلمة العلمانية مشتقة من اين وتاريخها . فان بعضهم يذهب الى ان العلمانية تعني المخالفة للقواعد الشرعية والتعاليم الدينية والانسجام مع كل ما يرتبط بالامور الدنيوية . وقيل ان مادة العلمانية مرتبطة بالدنيا ومنفصلة عن الروحانية فهي غير دينية بل عامية عرفية امية خارجة عن الصوامع ومخالفة للامور الشرعية ومنحازة الى سيرورة الاشياء دنيوية فقط فالعلمانية تنوي الدنيوية وغير الروحانية والتحرر من قيود القساوسة او الروحانية وتعميم الملكية كما سياتي في بحث الاقتصاد . ان عنصر الاقتصاد المعاصر هو تعميم الملكية ثم تجريدها عن خصوصياتها سياتي ان شاء الله . فهي بالاحرى تعني الخروج عن عالم الروحانية فيما يتعلق بالقساوسة لان محاربتهم ابتداء الامر كان في الغرب مع القساوسة فيما يتعلق بالقساوسة والانغماس في المادية واضفاء حالة من الدنيوية الى العقائد والمقامات الكنسية حين اذن هذا بعض الباحثين ذهب في بيان حقيقة العلمانية لكن دائرة المعارف البريطانية اعتبرت النظام العلماني المصطلح عليه في الانجليزية بلايك ذكرت قالت ان مصاديق العلمانية من مصاديق العلمانية ان هذا النظام العلماني وذلك لان فصل الدين عن السياسة اخص من العلمانية علمانية اعم شاملة لجميع المفردات فصل الدين عن السياسة اخص من ذلك هذا يسمى النظام اللاييك اي ابعاد الدين عن السلطة وهي اعم من النظام العلماني ورات هذه الموسوعة انها نمطين نظام العلماني والعلمانية حين اذن نمطين من التفكير لا يعملان على نفي الدين بالكامل وانما يبعدانه ويفصلانه عن شؤون الحياة الدنيوية . ولا سيما فيما يتعلق بالجانب السياسي من الحياة وقد يقارن الالحاد بالعلمانية فترى بعضهم يقول العلمانية الحاد ليس اكثر من ذلك يقارن الالحاد بالعلمانية وذلك لانهم عرفوا الالحاد بانه انكار وجود الله تعالى وعدم الاعتقاد بوجود الباري عز وجل . العلمانية نتيجتها هي هذه فصارت العلمانية داعية للالحاد والالحاد من اثار العلمانية والفكر الالحادي ينكر الدين تلقائيا ولا يتعامل معه بوصفه امرا واقعيا . نعم قد يوظف الالحاد الدين ويتخذه وسيلة واداة لتحقيق مأربه واهدافه وهذا هو الاسلوب المكافيلي الذي اسقط السياسة عن اصالتها وبهذا الاعتبار يناغم فكرة الالحاد فكرة العلمانية فبعضهم بين افراط . وبعضهم يرى بانه ليس الامر كذلك العلمانية مفيدة ثم هذه المقدمة نذهب الى اشتقاق هذه الكلمة هل هذه الكلمة مشتقة من العلم اي محب العلم هم اخذوا العلمانية معنى جعل العلم هو المسيطر على مفهوم عقائد الانسان دون الدين بعضهم ياخذون شيء اخر وسياتي بيان ذلك ان شاء الله .
تم بحمد الله وفضله تقرير الحلقة الاولى من بحث العلمانية في الاقتصاد للسيد علي السبزواري وقد فعلت ذلك بالحرف الواحد ولم اضيف او اغير كلمة واحدة متوخياً الحذر والدقة في ذلك مع اعطاء الرأي الذي اذهب أليه في محل اخر ليس ها هنا والحمد لله رب العالمين .
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أدعياء الجهاد ومحاربة الفساد
-
دائماً ما امسح الذي اكتبه !
-
محمد الصدر شريان العراق الابهر
-
عندما يموت المرء وهو يَحكي قصة
-
نصوص اسلام المذاهب (22)
-
جراح وطن ...
-
محبوبتي ...
-
الشر بالعراق يحصل دون عقاب
-
خسائر ضحايا الحب اكثر من الحروب
-
الحب كالاديان فيه الصواب والخطأ
-
البديل عن مصدر الهامك
-
هل هو الخلاص الوحيد من هذه المعاناة ؟
-
نصوص اسلام المذاهب (21)
-
انتِ الكون لي براً وبحراً
-
متى ينطفيء ضوء القمر ؟
-
مع اضراب التربويين في عموم العراق
-
العراق ماضيه اسوء من حاضره
-
نصوص اسلام المذاهب (20)
-
ينالون ما يريدون بدون جهد وتعب
-
لم يبق منها الا الاحلام
المزيد.....
-
جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
-
الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر
...
-
حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل
...
-
الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
-
بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك
...
-
الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم
...
-
المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
-
الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر
...
-
طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر
...
-
الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية انعقاد المجمع المغلق
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|