بوناب كمال
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل سبع سنوات، وفي إحدى الجامعات الجزائرية، وقعت حادثة خطيرة تمثّلت في تزوير محضر رسمي من قبل لجنة علمية يُفترض بها أن تكون ضمير المؤسسة الأكاديمية وحارسةً لقيمها. تتكوّن اللجنة المعنية من رئيس القسم، رئيس اللجنة العلمية، مقرر اللجنة وعدد من الأعضاء، وقد أظهرت التحقيقات أن هؤلاء جميعاً تورطوا بشكل جماعي في عملية تزوير موثّقة، حيث اتفقوا مسبقاً على تمرير قرارات غير قانونية تخدم مصالح فردية وشخصية لكل منهم.
الأخطر في هذه الفضيحة أن التحقيقات بيّنت وجود علاقة وثيقة بين رئيس اللجنة العلمية وشخصية سياسية جزائرية رفيعة المستوى تُوفيت منذ سنوات، وهو ما يفتح باب التأويل حول استمرار نفوذ شبكات الزبونية حتى بعد وفاة رموزها، واستغلال هذا النفوذ للضغط والتأثير داخل المؤسسات الأكاديمية.
هذه الحادثة لا تمثل فقط خرقاً صارخاً للقوانين والأخلاقيات، بل تعكس انهياراً في منظومة الجدارة والكفاءة داخل الجامعة. إذ كيف يمكن للجامعة أن تُنتج علماً أو تُقيّم أداءً أو تُقرّر مصيراً أكاديمياً في ظل تحكّم المصالح الشخصية والتدخلات السياسية؟ كما أن استمرار مثل هذه الممارسات يُفقد الجامعة مصداقيتها محلياً ودولياً، ويقضي على آمال الأساتذة النزهاء والطلبة المجتهدين.
تزوير محضر رسمي ليس مجرد إجراء إداري باطل، بل هو جريمة أخلاقية تهدد صورة الجامعة، وتؤسس لبيئة مضادة للشفافية والعدالة. ولعلّ أخطر ما في الأمر هو تطبيع الصمت إزاء هذه الانحرافات، مما يتطلب وقفة مجتمعية حازمة لإعادة الاعتبار للعلم والضمير في جامعاتنا.
#بوناب_كمال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟