أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - وزرة بيضاء وتاريخ احمر














المزيد.....

وزرة بيضاء وتاريخ احمر


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


فاطمة... بيضاء الوزرة، حمراء التاريخ


كانت الأستاذة فاطمة نموذجًا صارخًا للنزاهة، الاستقامة والعطاء.
لم تعرف الدروس الخصوصية، ولا النقاط المجانية، ولا محاباة التلاميذ أو الإدارة.
كرّست حياتها للعمل بشرف، قادمةً من فاس محملةً بروح الفكر اليساري، مؤمنةً أن الشهداء وحدهم من يستحقون القسم على دمائهم الزكية.

انتمت إلى العمل النقابي وفاءً لدماء المناضلين. كانت تردد دائمًا مقولتها: "من يُكرم الشهيد يسِرُ على خطاه".

في أحد الاجتماعات الأسبوعية لمكتب النقابة، جاءت الأستاذة فاطمة تحمل رسالة تطلب فيها مؤازرتها ضد اعتداء جسدي تعرّضت له من تلميذ يتمتع بنفوذ داخلي بالمؤسسة، مستمد من والده، ضابط في المخابرات السرية، أمام أنظار الجميع، حيث أصبحت السرية علنية وبلا خجل.

سارع المكتب النقابي إلى مراسلة إدارة التعليم، مطالبًا بإيفاد لجنة تحقيق وصياغة محضر رسمي يُرفع للنيابة العامة. كما طالب المكتب بعقد مجلس تأديبي عاجل للتلميذ المعتدي.

لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن...
فقد تم استدعاء الأستاذة فاطمة مباشرة إلى المحكمة، وهي مرتدية وزرتها البيضاء رمز العفة والطهارة. وأمام نائب وكيل الملك، بدلاً من أن يُنصت لشهادتها، فاجأها بسؤال مستفز:

– أوَلا ترتدين شيئًا تحت هذه الوزرة؟

رفعت الأستاذة رأسها شامخة، وأجابته بثقة وهدوء:

– نعم. تحتها تاريخ مجيد من النضال في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وقبله تاريخ مقاومة بطولية للاستعمار كان أبي أحد أبطالها. أتظن أن أمثالك يستفزون ابنة سعيد بكلام تافه؟ طُز فيك وفي من يحميك!

بلغ الخبر إلى المكتب النقابي، فأصدر بيانًا ناريًا ندد فيه بتغول أجهزة المخابرات وتحكمها في مفاصل القضاء، ودعا إلى شل المؤسسات التعليمية لمدة عشر دقائق تضامنًا مع الأستاذة فاطمة، حمايةً لكرامة أسرة التعليم وحقوق التلاميذ معًا.

بعد أن شُلت الحركة في المؤسسات التعليمية قاطبة، تحركت التقارير المحلية والجهوية، وظهرت الحقيقة للعلن: كان استفزاز نائب وكيل الملك مجانيًا ضد أستاذة مشهود لها بالنقاء والاستقامة.

حفاظًا على هيبة الدولة، تم نقل المسؤول القضائي المعني إلى جهة أخرى بهدوء، دون ضجيج، دون اعتراف رسمي بالخطأ.

وبقيت فاطمة واقفة...

وزرتها البيضاء أنقى من كل الأقنعة السوداء.



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرج
- عودة
- الخواء
- السؤال الصعب
- خبز و سكر
- حانة
- شيخ و زاوية
- اليافع
- امتننان
- زمن مضى
- زقاق من زمن مضى
- موحى 2
- عبد الحق
- القليمية
- الجفنة
- المرض
- بوشعيب
- صدفة غريبة
- عند العطار
- كان مناضلا


المزيد.....




- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما
- تحوّلات مذهلة لفنان حيّرت مستخدمي الإنترنت.. وCNN تكشف ما ور ...
- مدير مهرجان أفينيون يشرح أسباب اختيار اللغة العربية كضيفة شر ...
- عنوان: مهرجان أفينيون يحتفي باللغة العربية بالشعر والرقص
- اكتشاف بصمة يد تعود إلى 4 آلاف عام على قطعة جنائزية مصرية
- -عائلة فوكر تتوسع-.. الإعلان عن موعد عرض الجزء الرابع من فيل ...
- الهادي آدم.. الشاعر السوداني الذي كتب لفلسطين و غنت له أم كل ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - وزرة بيضاء وتاريخ احمر