العامية المصرية والعربية الفصحي - مين فيهم الأفضل ؟

أيمن غالى

الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 08:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

شوفنا فى المقال السابق معني كلمة عاميَّة، وإللي كنا فاهمينها غلط في كونها نوع من إنحطاط اللغة الفصحى؛ زي ما بيقول كتير من علماء اللغات ومنهم بعض علماء اللغة العربية في مصر ..
وعرفنا إن اللغة العاميَّة - في السريانية - معناها لغة الشعب؛ وهي تختلف عن لغة النظام الحاكم الرسمية؛ يعني مثلاً في عصور الحكم اليوناني والروماني واليزنطي في مصر (332 ق. م - 641م)؛ كانت لغة الدولة؛ كنظام حكم هي اليونانية, ولغة الشعب (العامية) هي القبطية؛ مع العلم إنه ما فيش علاقة بين اللغتين وإن القبطية ما كانتش لهجة من اليونانية علشان نقول انها عامية اليونانية؛ لكن عامية في كونها لغة الشعب ..
ونفس الكلام كان في زمن الإحتلال الفارسي لمصر (525- 404 ق. م)، وإللي كانت لغة نظام الحكم الأرامية ولغة الشعب (العامية)؛ كانت المصرية القديمة مع عدم وجود أي علاقة بين الآرامية والمصرية ..
نرجع للسؤال؛ مين أفضل من التانية أو مين أقوي من التانية ؟
قوة اللغة بتبقي في قدرتها علي التعبير بصورة أوضح؛ مفرداتها، نحوها وصرفها، والأهم في أزمنتها ..
وحا نلاقي في العالم كله إن لغة الشعب في تجديد مستمر وكل يوم بيدخلها مفردات جديدة، وأقدر آخد كلام من أي لغة أجنبية وأستعملها بدون أية قيود؛ زي مثلا مفردات الفيس بوك Face Book وأفعال جديدة ظهرت معاه دخلت قاموس لغتنا المصرية الحديثة (يِشَيّر من Share، يِفَيّس من Face Book، يِلايّك من Like، يِهاشتاج من Hashtag، يِِمَنْشِن من Mention، يِِتيّج من Tag، يِبََلّك من Block، ..)، وزي ما سبق وشوفنا دخول أفعال كومبيوترية مع ظهور الكمبيوتر (يِِدَلّت من Delete، يِفَرمَت من Format، يِسَطَب من Set up، يداونلود من Download، يِكنسِل من Cancel، ..) ..
ولو حبينا نِدّخل كلمات جديدة في اللغة العربية الفصحي؛ مستحيل حا تلاقي المرونة دي وعلماء اللغة العربية حا يحاولوا يشوفوا كلمات قديمة ويستخدموها لمكتشفات جديدة؛ زي مثلا:, Tram, Metro, Train؛ حا تدخل إزاي للعربية ؟
قالوا لنا مش الحاجات دي بتتكون من وحدات لها شكل معين ماسكة في بعض ؟
طيب عارفين ده يشبه إيه ؟
ده يشبه طابور الجمال وهي ماشية في القوافل ..
طيب عارفين الطابور ده إسمه إيه ؟
إسمه قِطار
وبالتالي نقول علي أي حاجة ماسكة في بعضها وماشية في صف أو طابور إنها قطار حتي ولو في عربيات الملاهي، وكله قطار؛ يعني لو قلت لواحد أنا ركبت قطار؛ مش حا يبقي واضح له أنا ركبت جمل في طابور جمال، أو حمار في طابور حمير، أو ترام أو مترو، أو لعبة ملاهي ..
لكن العامية ما عندهاش القيود دي، ونقول ركبت مترو وركبت تورماي وهكذا ..
وحتي كلمة القطار الفصحي؛ ما عجبتش اللسان المصري وحوَّروها لكلمة (قَطْرْ) وحَوِلها من كلمة تحتمل عدة معاني في العربية لكلمة محددة بمعني وحيد ومتفق عليه في المصرية الحديثة (وكان المصري بيقول علي القطار؛ قبل إقحام اللغويين العرب للكلمة وخلعها على الإختراع الإنجليزى Train - بابور السكة الحديد للتمييز عن بابور البحر؛ لإن الإتنين كانوا بيشتغلوا بالبخار) ..
وحا نلاقي العامية أقوي في التعبير وأوضح من الفصحي ..
وعلشان كده العامية ما عندهاش مشكلة إنها تاخد من أي لغة؛ المهم إنها تساعد في الفهم وهو ده الغرض الأساسي للغة؛ إن مستعمليها يفهموا بعض بوضوح بدون لبس وبدون تحميل الكلمة لمعنيين ..
وتحيا لغتنا المصرية الحديثة الدائمة التطور والأكتر غِني بمفرداتها وتركيباتها وأزمنتها ..

#أيمن_غالى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل