الإنسانية هي المصدر الرئيسي للتشريع

أيمن غالى

الحوار المتمدن-العدد: 8303 - 2025 / 4 / 5 - 03:21
المحور: حقوق الانسان
    

شملت حدود الدولة الرومانية معظم بلاد العالم القديم وكان البحر الأبيض عبارة عن بحيرة رومانية داخل الدولة وعُرف ببحر الروم.

كان للدولة قوانين مُستمدة من حضارات قديمة وقوانين مُستحدثة تناسب كل القوميات والعرقيات والديانات المختلفة بالعالم بمحتلف طبقاتها ولرقيها وتوافقها مع مختلف الإثنيات والعرقيات كقانون منظِم لسلوك الفرد داخل الجماعة والدولة؛ تأثرت به واتخذته بلاد الغرب قانوناً لها ومنها فرنسا وألمانيا والعديد من بلاد العالم ولا سيما القوانين المدنية منها …

قام رجال القانون الروماني بوضع عِلماً يختلف عن بقية العلوم الإجماعية, كالدين والفلسفة والأخلاق حيث عدّ القانون علما مستقلاً وذلك انطلاقًا من أسس علمية يقوم عليها دراسة القانون فى العالم حتى اليوم.

في عهد دقلديانوس 295م؛ تم تقسيم الدولة - المترامية الأطراف - إدارياً إلي دولتين (شرقية؛ بيزنطية، وغربية؛ رومانية)، وكان في روما مدرسة القانون الوحيدة في الدولة الرومانية القديمة, والدولتين البيزنطية والرومانية؛ بعد تقسيم دقلديانوس, ومع تقلّص أراضى الدولة الرومانية (الغربية) وانهيارها في 476م بسبب الحروب مع القبائل الجرمانية؛ سقطت معها كل مؤسساتها ومنها مدرستها القانونية, وعلى الجانب الشرقي استمرت الدولة البيزنطية لقرون تالية …

فى 527م؛ تولى جوستنيان (527 - 565م) أمور الحكم فى الدولة البيزنطية وكان من أهم أعماله؛ إنشاء مدرسة للقانون - عِوضاً عن مدرسة روما - والتي كانت في عصرها؛ مدرسة القانون الوحيدة في العالم، وأي طالب لدراسة علم القانون كانت قبلته مدرسة جوستنيان.

جوستنيان كان مسيحي، والديانة الرسمية للدولة وقتها؛ كانت المسيحية بعد إقصاء الديانات القديمة واختفاؤها بدايةً من نهاية القرن الرابع ونهاية الخامس الميلادي, ومنح اليهود حرية الاعتقاد بمعتقدهم …

عبقرية قوانين مدرسة جوستنيان والدولة البيزنطية؛ إنها كانت منفصلة عن الأديان ومناسبة لمختلف العرقيات والإثنيات والأديان وما زالت, وإنها لم تنص علي بند "فشيخ" يقول: أن المسيحية هي المصدر الرئيس للتشريع.

#أيمن_غالى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل