أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية - كيف أُغريت إلهة الشمس بالخروج من كهفها - اليابان














المزيد.....

حكايات عالمية - كيف أُغريت إلهة الشمس بالخروج من كهفها - اليابان


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 02:12
المحور: الادب والفن
    


كيف أُغريت إلهة الشمس بالخروج من كهفها
حكاية من اليابان
ترجمة ماجد الحيدر

عندما اختبأت الإلهة التي تسطع على كل قريب وبعيد في أحد الكهوف كي تتخلص من المزح الشريرة لأخيها سوسانو إله القمر، لم يعد هناك ضوء، وغرقت السماء والأرض في الظلام.
عقد مجلس لجميع الآلهة في القاع الجاف لأحد الأنهار في حقول السماء (الذي ندعوه درب التبانة). كي يتشاوروا لإيجاد طريقة لتهدئة غضب الإلهة. أمر إله متبصر وبالغ الحكمة بالتفكير في خطة لإغرائها بالخروج من الكهف. وبعد المداولات اللازمة اتفقوا على صنع مرآة كبيرة لإغرائها بالتحديق في نفسها، وتنفيذ بعض الحيل الأخرى لإثارة فضولها للخروج ومعرفة ما يحدث. لذا بدأوا العمل بكل جد، فصنعوا مرآة عظيمة وصقلوها، ونسجوا قماشًا لملابس جميلة، وبنوا سُرادقا كبيراً وصاغوا عقدًا من نفيس الجواهر، وصنعوا الصولجانات المذهبة، واختبروا إحدى النبوءات. وبعد أن أصبح كل شيء جاهزا اختاروا إلهة المرح البدينة ذات الخدود الوردية والوجه المليء بالغمازات والعينين المليئتين بالمرح، المسماة أوزومي، لقيادة الرقص. كانت تحمل مزمارا مصنوعا من الخيزران ذا ثقوب بين المفاصل، بينما حمل كل إله في الأوركسترا العظيمة زوجا من الصنوج الخشبية الصلبة المسطحة كي يقرعوها.
ربطت أكمامها الطويلة الفضفاضة بسيقان كرمة زاحفة، وصنعت لنفسها عصا من أغصان الخيزران كي توجه بها حركات الموسيقيين تمسكها بإحدى يديها بينما تمسك بالأخرى رمحا يلتف حوله العشب وترن عليه أجراس صغيرة. أضيئت نيران عظيمة أمام الكهف كي يتمكن جمهور الآلهة من مشاهدة الرقص، ونُصبت لأوزومي حلبة للرقص أُعِدت من صندوق دائري كبير يصدر صوتا يشبه صوت الطبل عندما تضربه بقدمها. ثم شرع صف من الديوك بالصياح في ايقاع متوافق.
صار كل شيء جاهزًا، واختبأ الإله القوي -الذي كلفوه بسحب إلهة الشمس من الكهف حالما يتغلب عليها الفضول وتحاول اختلاس النظر- بجانب الباب الحجري للكهف. صعدت أوزومي على الصندوق وبدأت في الرقص. وحين دوى صندوق الطبل سيطرت عليها روح الحماسة والتهور وشرعت بترديد إحدى الأغنيات.
وغلبها الطيش، فأخذت تلوح بعصاها في جموح وتتخفف من ثيابها، ورقصت حتى لم يبق على جسدها ما يغطيه. كانت الآلهة مستمتعة بحماقتها هذه لدرجة أنهم ضحكوا حتى اهتزت السماء كما يحدث عندما تدوي الرعود.
سمعت آلهة الشمس داخل الكهف كل هذه الأصوات الغريبة: صياح الديوك، الطرق على السنادين، تكسر الأخشاب، أنغام الكوتو(1)، قرع الصنوج، رنين الأجراس، صرخات أوزومي، وضحك الآلهة الصاخب. وتساءلت عما يجري، فاختلست النظر. وما أن فعلت ذلك حتى رفعت (الإلهة المضاعفة الجمال) المرآة.
كانت المرآة الساطعة التي ترى فيها وجهها مدهشة للغاية. غلب فضولها خوفَها فنظرت الإلهة ذات الإشراق البعيد فيها، وإذا بالإله القوي يفتح الباب الصخري ويمسك بيدها ويجرها إلى الأمام، فإذا بالضياء يغمر أرجاء السماوات والأرض، وعادت الأشجار والعشب الى الاخضرار، واستأنفت إلهة الألوان عملها في صبغ الأزهار. وهربت الكآبة من العيون، وأصبح البشر بيض الوجوه من جديد.
وهكذا أصبحت الكارثة التي حلت بالسماء والأرض على يد إلهة الشمس المختبئة في الكهف، سببا لفائدة كبيرة للبشر. فقد أجبرت الآلهة بحكم الضرورة على اختراع فنون الأشغال المعدنية والنسيج والنجارة والحلي والعديد من الأدوات الأخرى المفيدة للجنس البشري. كما استفادت في هذه المناسبة من الموسيقى والرقص والداي كاكورا (الكوميديا التي تضحك الآلهة) والعديد من الألعاب التي يلعبها الأطفال في زماننا.

(1) الكوتو نوع من الآلات الموسيقية الوترية، يعد من أهم العناصر في الفرقة الموسيقية التقليدية اليابانية.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات عالمية - الاستبصار
- حكايات عالمية - أسطورة الخلق اليابانية
- حكايات عالمية-لماذا لعن طائر السمان-البرتغال
- حكايات عالمية-الحلزونة والجاموس-الفلبين
- حكايات عالمية-الرجل الغابر-الصين
- حكايات عالمية-ليلة في ساحة معركة-الصين
- أسطورة نشوء كوريا ووالدها الأمير خشب الصندل
- الأخوة الثلاثة-حكاية من صربيا
- حكايات عالمية-البنت الصغيرة الحكيمة-البرتغال
- حكايات عالمية-الاسكافي-إيطاليا
- حكايات عالمية-سيد الموت-الهند
- هو
- حكايات عالمية-الارنب الذكي
- حكايات عالمية-يومَ تَمزق قوسُ قزح
- حكايات عالمية-الولد الذي لم يكن يشبع من الجبن-هولندا
- حكايات عالمية-ابريق الشاي العجيب-اليابان
- ثلاث قصص لجاسم عطا
- تختبيش-حكاية من الفولكلور الكردي
- الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي
- حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية - كيف أُغريت إلهة الشمس بالخروج من كهفها - اليابان