أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي














المزيد.....

الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 02:14
المحور: الادب والفن
    



ترجمة ماجد الحيدر

يحكى أن رجلا بطّالا كسولاً كان يقف كل يوم وراء شباك بيته وينظر الى السماء ويرفع يده بالدعاء ويقول:
- يا إلهي أريد منك مئة قطعة ذهبية، مئة بالتمام والكمال، لا تنقص واحدة، وليكن معلوما أنك لو أعطيتني تسعاً وتسعين فسوف أرفضها ولن أقبلها منك!
ظلّ هذا دأبه كل صباح. وحدث أنه أحد التجار الأغنياء اعتاد على المرور من أمام شباك ذلك الرجل وسماع دعائه العجيب وشروطه على الله! فقرر ذات يوم أن يختبره بنفسه فوضع تسعاً وتسعين قطعة ذهبية في كيس صغير ورماه في بيته من مشكاة في الجدار ووقف يراقبه. تفاجأ الرجل بسقوط الكيس وسارع الى فضّهِ وعدَّ القطعَ فوجدها تسعا وتسعين لكنه فرح بها أيما فرح ورفع رأسه الى السماء وقال:
- حسنا يا إلهي، لقد سامحتك في القطعة الناقصة!
أدرك التاجر أن ذهبه قد ضاع وأن الفقير لم يلتزم بما ادّعاه بأنه لن يرضى بأقل من مئة قطعة، فطرق بابه وقالله:
- هيا أعد اليّ ذهبي فلقد كنت أجربك.
فأجابه الفقير:
- كلا لن أفعل، أنها لي وقد أرسلها لي الله.
بكلمة منه وكلمة من التاجر تحول الجدال الى عراك فقال التاجر:
- لنذهب إذن الى القاضي ليحكم بيننا بالشرع.
- حسنا، ولكنني لا أستطيع مرافقتك وأنا بهذه الملابس الممزقة بينما ترفل أنت في ثيابك الجديدة. من المؤكد أن القاضي سيحكم لصالحك.
ذهب التاجر الى بيته وجلب له طاقما من الثياب الجديدة وقال له تفضل البسها وخلّصنا. ومضا الرجلان لكن الفقير توقف بعد قليل وقال:
- لا لن استطيع الذهاب معك.
- ولماذا؟
- أنت تمتطي بغلة فارهة وأنا أمشي على قدميّ ولا شك بأن القاضي سيحكم لصالحك بسبب وجاهتك.
اضطر التاجر للترجل عن بغلته وإركاب الفقير عليها ومرافقه سيرا على قدميه حتى وصلا الى القاضي فقصّا عليه الحكاية فقال الأخير مخاطبا الرجل الفقير:
- اسمع يا هذا. القطع الذهبية من حق التاجر. هل سمع أحد قبلا أن الله أسقط نقودا على أحد؟ّ!
فأجاب الفقير الماكر:
- طيب يا سيدي القاضي. أنا على استعداد لإعطائه الذهب إكراما لعينك لكنه سيقول بان هذه الثياب التي ألبسها تعود له.
هنا صاح التاجر:
- نعم هذا صحيح يا سيدي إنها ثيابي وأنا من ألبسته إياها.
فعاد الفقير الماكر الى القول:
- لا بأس يا سيدي. أنا مستعد للتنازل له عن ذهبي وثيابي لكنه رجل طماع وسوف يدعي بأن البغلة أيضا تعود اليه.
- نعم، هذا صحيح. ألم تقل لي بأنك لا تستطيع الذهاب الى القاضي راجلا وأنت راكب بغلتك؟ (صاح التاجر)
عندها احتدم غضب القاضي وقال للتاجر:
- لقد أطلتَ الكلام. أنت رجل كاذب تريد أن تحتال على هذا الفقير وتسلب منه أملاكه.
وطرده من دار القضاء شر طردة بينما خرج الفقير المحتال ظافرا بالذهب والثياب والبغلة!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا
- عادة الطيران التي لا أملها
- مدينة العقلاء الأربعة-قصة قصيرة جداً
- ويصلي القيصر وحيدا
- حياة وموت بكر صوباشي-مسرحية تاريخية
- الضيافة العجيبة-حكاية من الفولكلور الكر=ي
- حكايات من الفولكلور الكردي - الجنازة
- أسئلة لا تنتظر جواباً-شعر
- الى أمي
- حكايات من التراث الكردي-ابنة الحائك
- قصة قصيرة: البلبل ذو المؤخرة الصفراء
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية ديك آغا
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية لاس وغزال
- اغنية لربات القدر
- حكايات من الفولكلور الكردي-حلم البعير
- حكاية الفتى علوان وما جرى له في بلاد اليابان-قصة من الأدب ال ...
- حكايات من الفولكلور الكردي-ثمن الريح ريح
- القضية المركزية للمواطن عبد تعبان-قصة قصيرة
- عن حال الجامعات العراقية-أنا وأدونيس وصديقي هـ ز!
- حكاية أمير هكاري وبشارة طائر الربيع


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي