أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكاية الفتى علوان وما جرى له في بلاد اليابان-قصة من الأدب الساخر















المزيد.....

حكاية الفتى علوان وما جرى له في بلاد اليابان-قصة من الأدب الساخر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 02:33
المحور: الادب والفن
    


حكاية الفتى علوان وما جرى له في بلاد اليابان
قصة: ماجد الحيدر

لا يعرف أهل علوان حاشوش وأصدقاؤه ومعارفه متى بدأ عنده الاهتمام باليابان واليابانيين، هذا الاهتمام الذي تحول الى هوسٍ غريب غيَّر مجرى حياته. كل ما يعرفونه أنه شاهد بضع لقطات وثائقية عن تلك البلاد وأهلها وقرأ عنهم في صفحات الانترنت ورأى بعضهم وهم يعملون في بناء مستشفى المدينة القريبة.
عندما أنهى دراسته في كلية الزراعة عينه خاله دلّال الدور والاراضي السابق الذي تحول الى مسؤول كبير في الدولة موظفا في وزارة الخارجية، غير أنه سرعان ما ترك العمل.
- موظف في وزارة الخارجية؟ لكنني لم أر بلدا أجنبيا! (قال لأمه) قولي لأخيك أن ينقلني الى سفارتنا في اليابان حتى ولو فلاحا في حديقتها وإلا سوف ابقى جاثما على صدوركم!
- ولماذا اليابان يا ابن الخبلة؟ (سأله أبوه)
- هذا ما لن تفهموه. هي رسالة من السماء ولا بد أن أبلغها لهم.
لم يعد يغادر البيت الا الى المسجد القريب. وصار يقفل الباب على نفسه لساعات طوال وينكب على القراءة والكتابة حتى تنفس الصعداء أخيرا وهو يتأمل الصفحة الأولى من الدفتر السميك الذي خط عليه عنوانا بارزا: كتاب خلاصة البيان في هداية أهل اليابان الى نسب ستار بن جبار المنجي من النار، لراجي مرضاة ربه السيد علوان الحاشوش.
- لم يبق الا البحث عن ناشر يقدر قيمته.
وخرج ليطلق سراح مثانته التي أوشكت على الانفجار.
...
بعد أشهر من البقاء في البيت رن هاتفه فرفعه ونظر اليه: إنه رقم خاله!
- اسمع أيها الحمار الحرون. جهز حقائبك فقد حصلت لك على عمل في سفارتنا في اليابان!
وخلال اسبوع واحد تسلم الأوراق الرسمية والجواز الدبلوماسي وجهز حقيبة السفر التي كانت خالية إلا من بعض الملابس البسيطة ومسودة الكتاب.
...

- عليّ أولا أن أمارس حياتهم وأتعلم لغتهم قبل أن أبدأ بإبلاغهم.
لكنه لم يتعلم من لغتهم سوى بعض أنصاف الجمل التي ينطقها بشكل شديد التشوه مما يجعلهم يجيبونه قائلين:
- English please.
فيجيبهم غاضبا:
- No English!
أما ممارسة حياتهم فلم تتجاوز الذهاب الى الاسواق أو الجلوس في الحدائق والتفرج على الناس أو الدخول في مشادات بالصراخ وحركات الأيدي مع سائقي التكسي او بائعات المحلات (وهو يغدو أكثر هياجا وعصبية مع ازدياد احساسه بالعجز) وكان حين لا يجد مخرجا من الورطات التي يقحم نفسه فيها يؤشر على البطاقة المعلقة على صدره ويصيح بلهجة متعالية:
- دبلومات دبلومات!
...
دله قهوجي السفارة على ما قال إنه الحل الأفضل لحالته:
- النسوان، النسوان، دواؤك عند النسوان!
ثم عرفه على قوّاد يعرف شيئا من العربية فصار زبونه الدائم.
- اسمعي يا قحبة! (قال يوما لإحدى البنات اللاتي أرسلها له، فتاة شاحبة ضئيلة الحجم بشعر قصير وتنورة جلدية ضيقة) سأكشف لك سرا خطيرا: هل تعرفين أن ستار جبار هو الابن الاكبر لجبار ونيسه؟
فتحت فمها مندهشة من هذا الشاب الأسمر المعتوه الذي ما انفك يحدثها منذ ساعة بلغة غير مفهومة عن (ساتار و غابار).
- طبعا. من حقك أن تندهشي. أنت وقومك الأغبياء.
وعندما ظلت صامتة وهي تحدق فيه شتمها شتيمة مقذعة ثم ألقاها على ظهرها للمرة الثانية!
...
كان حدوث الزلزال المدمر نقطة التحول الكبرى في مغامرته:
- هذا العقاب الالهي على جهلهم وجاهليتهم لا بد أن يكون الإشارة التي انتظرتها للشروع في مهمتي المقدسة.
اشترى مكبر صوت يدوي وصار يقف في تقاطعات الطرقات وعلى أبواب المدارس والشركات ويهتف بعلو صوته:
- يا أهل اليابان الضالين. ارجعوا الى عقولكم قبل فوات الأوان. اشهدوا معي بأن ستار جبار ابن جبار ونيسة!
لكن الناس كانوا يمضون سراعا الى أعمالهم دون أن يعيروه اهتماما بينما يبطئ القليلون ليتفرجوا عليه ضاحكين أو يلتقطوا له صورة ويحدث بعضهم بعضاً وهم يشيرون اليه وعلى وجوهم ابتسامة عريضة ثم ينظرون الى ساعاتهم في قلق ويواصلون سيرهم الشبيه بالهرولة.
جعله ذلك أكثر عدوانية وغرابة أطوار. صار يقف أحيانا في منتصف خطوط العبور ليلقي خطبة مطولة، أو يقتحم فناء مدرسة ويرعب التلاميذ بزعيقه غير المفهوم، بل بلغ به الأمر أن تسلل فجر ذات يوم الى ردهة أحد المستشفيات وقد فتح مكبر الصوت على آخره وطفق يشتم تارة ويصرخ باكيا تارة حتى حظر رجال الشرطة وقيدوه وجرجروه الى الموقف وهو يقاومهم ويصيح:
- أيها الحقراء، من انتم حتى تلقوا القبض علي. انتم الخنازير الذين لا تعرفون ان ستار جبار ابن جبار ونيسه؟ انا دبلومات، أنا دبلومات!
انتظروا يوما كاملا حتى هدأ قليلا ثم أدخلوه الى غرفة اجتمع فيها عدد من المحققين ومترجم وخبير اجتماعي وطبيب نفسي.
أخبروه بأن ما فعله خطأ كبير وانتهاك لنظامهم الأخلاقي والاجتماعي الذي لا يسمح بالاعتداء على حريات الناس وإقلاق راحتهم فقال لهم:
- ما أتعسكم. أتحسبون أن هذا سينجيكم من العذاب الذي سيلاقيه من لا يسلِّم بأن ستار جبار هو دون شك ولا جدال ولا مراء.. إبن جبار ونيسه!
أخبروه بأن من حقه أن يعتقد بذلك وأن يخبر به الآخرين ولكن عليه أن يلتزم بالقانون والنظام وأن لا يقطع الشارع ويشغل مكبرات الصوت في هدأة الفجر ليعلن عن رأيه فأجابهم:
- لن يمنعني شيء عن ذلك. هذا واجبي. هذه مهمتي المقدسة في الحياة. فلتذهب قوانينكم وشوارعكم وهدأة فجركم الى جهنم! أيها الأوغاد تريدونني أن أسكت وأنا أراكم لا تشاركونني رأيي ، بل ورأي كل العقلاء، بأن ستار جبار هو ابن جبار ونيسه؟!
وجادلوه بطول بال. حاولوا إفهامه بإن الناس في بلادهم أحرار في ما يقولون ما داموا ملتزمين بإطاعة القوانين ودفع ضرائبهم بانتظام فعفط لهم بفمه وقال:
- وهذا ليس بشيء فنحن ندفع المال بشكل منتظم الى رجال يجتمعون بنا كل اسبوع كي لا ينسينا الشيطان أن ستار جبار هو ابن جبار ونيسه.
قالوا له أنهم لا يريدون تعكير صفو مدنهم وقراهم الآمنة التي يسودها القانون فضحك ساخرا:
- وهل تحسبون هذا نعمة؟ حياتنا أكثر إثارة. قبل أسبوعين من مجيئي قتل سالم ابن جورية سلمان ابن نشمية. لقد فاتني أن أعرف ما حصل بعد سفري لكنني أعلم أن أهل الأخير لن يقيموا العزاء حتى يأخذوا بثأرهم أو يأخذوا تعويضا مناسباً. لكن هذا لا يهم. المهم أن أهل القاتل وأهل القتيل يؤمنون بأن ستار جبار هو ابن جبار ونيسه.
- وهل لنا أن نسأل عن سبب جريمة القتل؟
- لقد تلاسنا في المقهى بسبب الخلاف القديم إياه ثم تطور الأمر الى إشهار المسدسات.
- وما هو هذا الخلاف؟
- خلاف قديم لا يتذكر الناس متى بدأ بين من يعتقد أن ستار جبار ابن جبار ونيسه من زوجته الكبيرة بسعاد بنت صويلح وبين من يعتقد أنه ليس سوى ثالث أبنائه من زوجته الصغيرة صبرية بنت مهيدي.
- على هذا فقط؟
- نعم وعلى أشياء اخرى.
- مثلا؟
- قسم منا مستعد لبذل دمه وروحه من أجل ايمانه بأن ستار وصل في العسكرية الى رتبة نائب عريف على عكس ما يدعيه بعض الحاقدين الأوباش من أنه كان أفرارا.(1)
- أفرار؟
- أفرار. نعم أفرار. ألا تعرفون معنى أفرار؟
- سنحاول معرفة ذلك من مصادرنا. وهل سال دم كثير بسبب هذا الخلاف؟
- أووووه أكثر مما تتصورون.
- حسنا. فلنقل اننا آمنا معك بأن ستار جبار هو كما قلت، فهل يتوجب علينا أن نؤمن باحدى النظريتين عن امه؟
- طبعا. بل وعليكم إن كنتم تريدون الخلاص أن تؤمنوا بأنه ابن بسعاد بنت صويلح لا غيرها.
- وبإحدى النظريتين عن خدمته العسكرية؟
- أكيد وإلا لن تنالوا الشفاعة.
- وهل هناك خلافات أخرى؟
- أوووه لا تعد ولا تحصى. آها، انكم تحاولون أن تجرجروني في الكلام كي تأخذوا مني معلومات تستغلونها للتفريق بين أهل قريتي. هيهات . إننا جميعا أخوة متحابين رغم كل الدماء لأننا جميعا نؤمن بأن ستار جبار هو ابن جبار ونيسه على كل حال.
- وماذا إذا لم نؤمن بما تقول؟
- سيحل عليكم غضب الدنيا وعذاب الآخرة.
نظر بعضهم الى بعض وتهامسوا مطولا ثم تقدم منه الطبيب وانحنى أمامه بأدب وقال وهو يبتسم كعادة أهل البلاد:
- سيدي العزيز. أعتقد أن من الأفضل أن ننقلك الى مكان آخر.
واقتادوه الى مصح عقلي هادئ بين أحضان الطبيعة. غير أن السفارة جن جنونها واحتج السفير على (هذا الانتهاك الصارخ للمبادئ والأعراف الدبلوماسية) فاضطرت وزارة الخارجية اليابانية الى تقديم اعتذار رسمي مبررة عملها هذا بالحرص على سلامته وسلامة مواطنيها. ثم ناولوه جوازه الدبلوماسي وأخبروه بانهم آسفون لإعلامه بأنه لم يعد شخصا مرغوبا بوجوده وبأنهم آسفون كذلك لاضطرارهم الى ايقاف علاجه الذي بدا مبشرا بالخير.
وأخيرا أوصلوه الى الطائرة التي أقلته الى بلاده بعد أن زرقوه بحقنة مهدئة جعلته يغرق في نوم عميق لا يتخلله سوى هذيانه الذي لم يتوقف طوال الرحلة:
- ستار جبار ابن جبار ونيسه، ابنه البكر، ابن جبار، هل سمعتم يا قوادين؟ إنه ابن جبار.. جبار.. جبااار..
...
بعد سنتين بالتمام والكمال تناقلت الصحف والقنوات في طوكيو خبرا عن القاء القبض على مواطن ياباني مختل عقليا سد أحد مداخل المترو وهو يحمل سكينا وقنبلة يدوية يهدد بها المارة ويصيح باليابانية:
- ساتار غابار، ساتار غابار!
لكن علوان حاشوش، عفوا سماحة السيد الدكتور علاء الحاشوشي لم يسمع بهذا الخبر وإلا لكان فرح فرحا عظيما وذبح كبشين أو ثلاثة. ذلك لأنه منشغل جدا هذه الأيام فهو مستشار بدرجة وكيل وزارة وخطيب في أكبر مساجد العاصمة، وعضو في اتحاد الكتاب واتحاد الصحفيين واتحاد المترجمين واتحاد المؤرخين ونقيب للمهندسين الزراعيين ورئيس لتحرير جريدة مهمة وعضو مؤثر في أكثر من عشرين لجنة عليا تقرر مصائر البلاد.

(1) الأفرار، وجمعها أفرارية: هو الفار من الجيش باللهجة العراقية.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الفولكلور الكردي-ثمن الريح ريح
- القضية المركزية للمواطن عبد تعبان-قصة قصيرة
- عن حال الجامعات العراقية-أنا وأدونيس وصديقي هـ ز!
- حكاية أمير هكاري وبشارة طائر الربيع
- حكايات من الفولكلور الكردي-عاقبة البخل
- حكايات من الفولكلور الكردي-فرسان مريوان الاثنا عشر
- حكايات من الفولكلور الكوردي-ما بالقلب يبين في اليد
- صلاح أبو ياسين-الاتجاه الرمزي في الشعر الحديث مقدمة وتطبيق ف ...
- حكايات من الفولكلور الكردي-الملا الفاسق
- من الأدب الكردي-افطار العريس-قصة اسماعيل هاجاني-ترجمة ماجد ا ...
- حكايات من الفولكلور الكردي - حسن الصياد
- حكايات من الفولكلور الكردي - الدب الممتن
- في انتظار الخضر - شعر
- حكايات من الفولكلور الكردي - اضرب اضرب، لن تنال غير ما رأيت
- أنفال
- حكايات من الفولكلور الكردي - اخسَر رأسك ولا تفضح سرك
- حكايات من الفولكلور الكوردي-الخير يجلب الخير والشر يجلب الشر
- حكايات من الفولكلور الكوردي-الظلم لا يدوم
- حكايات من الفولكلور الكوردي - العقل الخفيف عبء ثقيل
- حكايات من الفولكلور الكردي - حكاية أمير هكاري


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكاية الفتى علوان وما جرى له في بلاد اليابان-قصة من الأدب الساخر