حكايات عالمية-الاسكافي-إيطاليا

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 00:47
المحور: الادب والفن
    

الإسكافي
حكاية من إيطاليا
ترجمة ماجد الحيدر

في قديم الزمان عاش إسكافي فقير سئم من ترقيع الأحذية فقال لنفسه:
- سأذهب وأبحث عن الثروة والحظ.
كان قد اشترى قليلا من الجبن ووضعه على الطاولة. لكن سرعان ما امتلأ الصحن بالذباب فأخذ حذاءً قديمًا وضرب به الجبن وقتل كل الذباب. ثم عدهم بعد ذلك فاكتشف بأنه قتل منهم خمسمئة وجرح اربعمئة، فتقلد سيفا ولبس قبعة مائلة وذهب إلى البلاط وقال للملك:
- أنا زعيم محاربي الذباب. لقد أرديت منه خمسمئة وجرحت أربعمئة.
أجابه الملك:
- بما أنك محارب ذو بأس، فأنت شجاع بما يكفي لتسلق ذلك الجبل هناك، حيث يعيش ساحران شريران وتقتلهما. إذا فعلت ذلك فسوف أزوجك ابنتي.
ثم أعطاه راية بيضاء ليلوح بها عندما يقتلهما وقال له:
- أنشر الراية وانفخ في البوق إذا تمكنت منهما، وضع رأسيهما في كيس لتريني إياهما.
غادر الإسكافي متوجها الى مكان الساحرين ووجد في طريقه منزلاً كان يتخذونه فندقا. لم يكن صاحب الفندق وزوجته سوى الساحر وامرأته. طلب منهما المبيت والطعام وكل ما يحتاجه. ثم توجه الى غرفته. لكنه، قبل أن ينام، نظر إلى السقف فرأى حجرا كبيرا يتدلى بحبل فوق السرير فغادر الفراش ونام في زاوية الغرفة. وعندما دقت الساعة المحددة أفلت الساحران الحبل فسقط الحجر وسحق السرير وساواه بالأرض. في صباح اليوم التالي نزل الإسكافي من الغرفة وشكا من إنه لم يستطع النوم بسبب الضوضاء، فوعداه بتغيير الغرفة.
حدث الشيء نفسه في الليلة التالية، فوعداه مجددا في الصباح بتحويله الى غرفة ثالثة.عندما يعودان الى المنزل ثم خرجا إلى الغابة لقطع حزمة من الحطب. وعندما عاد الساحر أولا إلى بيته قال له الإسكافي:
- دعني أساعدك على انزال الحزمة من ظهرك.
وما أن أدار له الساحر ظهره حتى نزل عليه الاسكافي بضربة عاجلة من منجل كان خبأه بين ثيابه فقطع رأسه، ثم عاد وفعل الشيء نفسه بزوجته عندما عادت. ثم رفرف العلم ونفخ في البوق فخرج الناس لاستقباله فرحين مستبشرين. وعندما وصل إلى قصر الملك قال له الأخير:
- الآن وقد قتلت الساحرين فسوف تتزوج ابنتي.
لكن الإسكافي اعتاد على سحب خيوط الترقيع بقوة حتى صار يفعل ذلك أثناء نومه، فظل يضرب زوجته النائمة بقربه حتى سلبها الراحة.
عندها أعطاه الملك مبلغًا كبيرًا من المال وأعاده إلى بيته!

#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل