أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية - الاستبصار














المزيد.....

حكايات عالمية - الاستبصار


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


الاستبصار
حكاية من اليابان
ترجمة ماجد الحيدر

وصل أحد المسافرين إلى قرية وبحث عن نزل يقيم فيه ليلته فوجد واحدا رأى أنه يناسبه رغم قدمه ورثاثته. سأل إذا كان بإمكانه أن يمضي الليل هناك، فقالت له صاحبة النزل: بالتأكيد.
لم يكن أحد في النزل إلا تلك السيدة، لذلك قضى المسافر ليلته دون أن يقلق راحته شيء.
في صباح اليوم التالي، وبعد أن انتهى من الإفطار، خرج لاتخاذ الترتيبات اللازمة لمواصلة رحلته، فإذا به يفاجأ بها وهي تطلب منه التوقف للحظة ثم تقول له إنه مدين لها بألف جنيه، معلنة بكل رزانة أنه اقترض هذا المبلغ من نزلها قبل سنوات طوال. دهش المسافر مما سمع، وبدا له أنه طلب لا يصدق، فجلب صندوق ثيابه وأخرج منه عباءة غطى بها نفسه تماماً.
ثم خاطب المرأة بعد أن عزل نفسه لبعض الوقت وسألها:
- "هل كان والدك بارعًا في فن الاستبصار؟"
فأجابت:
- "نعم. وكان يعزل نفسه أحيانا كما فعلت."
- "اشرحي لي بالضبط لماذا تقولين إنني مدين لك بهذا المبلغ الكبير."
روت له المرأة كيف إن والدها أورثها وهو يحتضر ممتلكاته كلها إلا نقوده، وكيف قال لها أن مسافرا غريبا سيحل ضيفا على نزلها في يوم معين بعد عشرة أعوام، وإن ذلك المسافر مدين له بألف جنيه يمكنها في ذلك الوقت أن تطالبه بها وتستردها منه. ثم أخبرها بأنها ستعيش في غضون ذلك عن طريق بيعها لسلع والدها ومقتنياته واحدة بعد الأخرى.
لقد ظلت حتى اليوم تبيع الأشياء الثمينة التي ورثتها، غير أنها استنفذتها كلها تقريبًا. وها قد حلّ الموعد المعلوم ونزل المسافر الغريب في منزلها كما تنبأ والدها بالضبط، لهذا استنتجت بأنه الرجل الذي عليها أن تسترد منه الألف جنيه.
عندما سمع المسافر حديثها قال لها إن كل ما تحدثت به صحيح تمامًا. ثم أخذها إلى جانب من الغرف وطلب منها أن تنقر بأصابعها بلطف على أحد الأعمدة الخشبية، فإذا بصوت أجوف يخرج من مكان في داخله. عندها قال المسافر إن النقود التي تحدثت عنها المرأة المسكينة مخبأة في هذا الجزء من العمود. ونصحها بإنفاقها بتعقل ورويّة، ومضى في طريقه.
كان والد هذه المرأة ماهرًا للغاية في فن العرافة أو الاستبصار فعرف بطرقه الخاصة أن ابنته ستمر بعشر سنوات من الفقر المدقع وأنه في يوم ما في المستقبل سيأتي عراف ليقضي ليلته في المنزل ويرد لها المال المذكور. لقد أدرك الأب أنه إذا ورّث ابنته ماله دفعة واحدة فسوف تنفقه بإسراف. وعندما قلّب الأمر من جميع جوانبه قرر أن يخفي النقود في العمود، وأمر ابنته بأن تتصرف كما أسلفنا. ووفقا لنبوءة الأب جاء الرجل الغريب ونزل عندها في اليوم المتوقع واكتشف، عن طريق تمكنه من فن العرافة، مكان إخفاء الجنيهات الألف!


الاستبصار أو العرافة Second Sight : هو القدرة على التنبؤ بالمستقبل.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات عالمية - أسطورة الخلق اليابانية
- حكايات عالمية-لماذا لعن طائر السمان-البرتغال
- حكايات عالمية-الحلزونة والجاموس-الفلبين
- حكايات عالمية-الرجل الغابر-الصين
- حكايات عالمية-ليلة في ساحة معركة-الصين
- أسطورة نشوء كوريا ووالدها الأمير خشب الصندل
- الأخوة الثلاثة-حكاية من صربيا
- حكايات عالمية-البنت الصغيرة الحكيمة-البرتغال
- حكايات عالمية-الاسكافي-إيطاليا
- حكايات عالمية-سيد الموت-الهند
- هو
- حكايات عالمية-الارنب الذكي
- حكايات عالمية-يومَ تَمزق قوسُ قزح
- حكايات عالمية-الولد الذي لم يكن يشبع من الجبن-هولندا
- حكايات عالمية-ابريق الشاي العجيب-اليابان
- ثلاث قصص لجاسم عطا
- تختبيش-حكاية من الفولكلور الكردي
- الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي
- حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا
- عادة الطيران التي لا أملها


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية - الاستبصار