أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - أثر الفصول في شعر بتول















المزيد.....

أثر الفصول في شعر بتول


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


قراءة انطباعية في مجموعة نصوص المجموعة الشعرية ( مابين المرايا والفصول )
حالة الاغتراب التي تعيشها الكتابة الأدبية أثَّرتْ بشكلٍ ملموسٍ على المساحة التي كانت تمتلكها ذهنية المتلقي – التي انحسرت وانحصرت بذوي الاهتمام – التي ما عاد يستهويها الكثير مما يُكتب الآن من أجناسِ الأدبِ وخاصة في مجال الشعر الذي تشعبتْ طرقهُ فتاهتْ خطواتُ سالكيه وتماهتْ أُطرهُ حتى غابت ملامحهُ اِلاّ من قليلٍ استطاع أصحابها بما يمتلكون من موهبة متأصلة ورؤية جلية وفهم حقيقي للجنس الأدبي الذي يكتبون فيه في أن تتجلى قدرتهم بشكل واضح في صياغة نتاجهم الأدبي بما لا يترك شكاً إن استسهال عملية الكتابة ليست من هواجس ما يسعى اليه الكثير ولا لخلقِ اِرثٍ اذا ما جيء اليه وجدته هباءً منثورا .
البارعون وحدهم من يدركون إن الكتابة هَمٌّ لا ينوءُ بها إلاّ أصحابُ المَلَكاتِ التي جُبلتْ عليها أرواحهم وتجذرتْ في بواطن فهمهم أنْ لا غاية اسمى من أن تضع هدفا حقيقيا يليق بما تنتهي اليه تلك المضامير وان تفاوتت طولاً واتساعاً للوصول إلى غايةٍ إنسانيةٍ وحسب .
النصوص التي تفرض عليك التأنّي في قراءتها ومنحها المساحة الكافية من الوقت ما كانت لتحظى بذلك الاّ لكونها تمتلك من الأهلية والتميز مما يجعلها مثار الأهتمام في زمنٍ شَحَّتْ فيه الأشياءُ التي تترك أثراً مهماً في النفس خاصة في عالم الكتابة ، العالمُ الذي بدأ يفقد أثره فلا تكاد أن تجد أحداً يقرأ الاّ ما ندر في زمن استسلم لعالم ( التكنولوجيا ) فسلبته ملامحه ومتعته وطوته بعجلة ضيق الأفق والوقت .
كانت لي الفرصة بقراءة المجموعة الشعرية ( ما بين المرايا والفصول ) للشاعرة ( بتول الدليمي ) الصادرة عن دار الصواف 2025 التي ضمت بين طياتها العديد من النصوص الشعرية التي تستحق القراءة النقدية لكني ارتأيت أن أتناول تسعاً من النصوص التي وجدت فيها العديد من السمات المشتركة التي تتيح لي تقديم دراسة انطباعية حولها متخذا من حيادية الطرح أساسا في ذلك إضافة إلى استنطاق ذائقتي في تقصي مواطن الجمال في النصوص .
لعنوان المجموعة الشعرية الذي اتخذته شاعرتنا الدليمي "ما بين المرايا والفصول" دلالات متعددة لا تخلو من تأويلات رمزية عميقة :
- فالمرايا دائما تأخذنا في حالة تأمل حين نقف أمامها وهي في ذات الوقت انعكاس لحقيقة خافية عنا لا نكاد نشعر بها أو نراها وربما هو انعكاس خادع مضلل .
- اما الفصول هي حالة التحول المستمرة التي يعيشها الإنسان ، يكون فيها خاضعا لتقلباتها إحساسا وإدراكا ، متأثرا بحالة الاستمرارية التي تأخذ به – كما يفترض – الى حالة من النضج والتطور .
- اما البينية ( ما بين المرايا والفصول ) فهي المسافة بين المعنيين ورحلة شعورية بين الثابت ( المرايا ) والمتحول ( الفصول ) .
اختياري للنصوص الشعرية لم يأت عن حالة اجتزاء من مجموعة نصوص بل هو اختيار أحسست انّ قواسمَ مشتركة تجمع ما بينها إضافة الى قربها الروحي مني .
النصوص :
- امنيات لاتشيخ ص13
- بوح تحت النجوم ص16
- خطايا ص19
- همسات مقيدة ص26
- طقوس مع وقف التنفيذ ص30
- هذيان الامنيات ص31
- كلمات لم تصل ص38
- تساؤلات عميقة ص50
اتسمت هذه النصوص بانتمائها الى المدرسة الرمزية والانفعالية حيث تتجلى شفافية المفردة من خلال الصور الشعرية المفعمة بالدهشة والحنين بأسلوب يعتمد على التكثيف الشعري الذي يمنحنا مساحة واسعة للتأويل خاصة مع تعدد وتنوع الموضوعات التي كتبت فيها شاعرتنا الدليمي ، فالحنين والذكريات والأمنيات ، والألم والفقد ، والانتظار والخذلان والعزلة هنّ أُس ومحور النصوص المشبعة بالشغف الإنساني .
استطاعت شاعرتنا التي أجادت فن الكتابة النثرية بحرفية عالية فلم تقع في فخ المنطقة الوسطى الذي تاهت فيها خطوات الكثيرين فأضاعت هويتهم ، فقد كانت بارعة الى حد كبير في توظيف مفرداتها وصياغتهن وفق الشكل الحداثوي للكتابة ( قصيدة النثر ) بنسق جميل ولغة سليمة .
فقد اعتمدت شاعرتنا الأسلوب الشعري المكثف، والرمزية بشكل واسع للتعبير عن المشاعر والأفكار. على سبيل المثال، "الضفة الأخرى من طول الانتظار" ، "شمس الأمس لا تغيب" ، و"قضبان الغربة" هي صور رمزية تحمل دلالات أعمق من معانيها الظاهرية.
إضافة لحالة تكرار بعض العبارات والكلمات بما يضفي على النصوص نغماً موسيقياً ويعزز المعنى. مثل تكرار "كم أتمنى أن لا" تحت تأثير اللغة العاطفية حيث نجد كلمات وعبارات تعبر عن الشوق، الحزن، الفقدان، والأمل. "حروف اسمك على أديم البوح" ، "خطايا" ، "أنين سنين مضت" ، و"دموعي" أمثلة على ذلك.
اما التناقض فقد برز عدة مواضع، مثل "أغني في وجه الموت وأنا في أوج وجودي" ، مما يعكس الصراع الداخلي والحيرة التي تعتري الشاعر.
كان لفكر شاعرتنا النير دليلا في اختيار موضوعاتها فالشوق والانتظار من أبرز الموضوعات في النصوص. في "الضفة الأخرى من طول الانتظار" ، "لن يرهقني طول انتظاره" ، و"يا غربتي في لحظة الوداع.
اما الحزن والفقدان: فقد تجلى في العديد من النصوص، "ما عاد الحزن يكفي" ، "تراكمات الحزن" ، و"أصرخ، عل الصوت يصل أعماق خيبتي" أمثلة واضحة على ذلك
. * الأمل والتمني: كان متسيدا على الرغم من الحزن، حاضراً في النصوص. "كم أتمنى" تكرر في النص الأول، و"حلم وليد يحبو ببطء نحو الضوء" يعكس الأمل في المستقبل. *.
- المفارقة: استطاعت الشاعرة بحرفيتها المتميزة الى تنقلنا الى حالات من المفارقة المتميزة
"كلما نهضت من موتي، أعلن على نفسي الثورة" * فقد استطاعت الجمع بين الموت والثورة، وهما مفهومان متناقضان. وهو تعبير عن الصراع الداخلي للإنسان وقدرته على التجدد والنهوض من جديد.
تتمتع الشاعر الدليمي بثروة لغوية واسعة مكنتها من التعبير عن أدق المعاني والمشاعر. فهي دقيقة في اختيار الألفاظ مما أضفي على نصوصها قوة وتأثيراً ناهيك عن التنوع في اسلوبها الكتابي الذي اتخذ من الوصف والسرد والحوار ركيزة في بناء النصوص وبالتالي جعلها أكثر حيوية وتشويقاً.
اما قدرتها على التعبير عن مشاعرها فكان الوهج الذي أضاء كل هذه الحالات الإنسانية ، فالحب، والحزن، والأمل، واليأس، لم تخبو اضاءاتها على طول مسار نصوصها .
وأخيرا اجد ان المجموعة الشعرية ( ما بين المرايا والفصول ) تستحق الكثير من العناية من ذوي الاختصاص وتسليط الضوء على نتاج شاعرتنا الفكري والإبداعي .

عقيل فاخر الواجدي
14 نيسان 2025






#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زينب ونقد الذكاء الاصطناعي
- شواهد صحفية
- براعة السرد في ( طائر التلاشي )
- ماجستير - مروة ابو سمعان
- الحزن بذار التمرد قراءة في نصين للشاعرة فرح دغيم
- التوظيف المتقن للشخصيات التاريخية قراءة في نصين للشاعرة مروة ...
- تراث منصور وبراعة ترويض المفردة
- حامد ثامر المسفر / رابطة الشعر العربي 1995-2001
- جعفر حاجم البدري / رابطة الشعر العربي 1995-2001
- الاستاذ جعفر حاجم البدري يترجم قصة ( لا ذاكرة للوطن )
- أثر ثقافة الشاعر في نمو النص ونضجه ، قراءة في قصيدة الشاعرة ...
- من شعراء رابطة الشعر العربي 1995-2001 / اسعد المطيري
- شعراء الحنظل المتمردون، رابطة الشعر العربي في ذي قار 1995-20 ...
- رابطة الشعر العربي ومنشورها العلني / للكاتب علي عبدالنبي الز ...
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة، هويّة التمرد / عبدالمحسن نهار ...
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة التي احببتها /القاص ابراهيم سب ...
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الخامس
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الرابع
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الثالث
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الثاني


المزيد.....




- سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ ...
- بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك ...
- مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي
- -الشرارة-.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا ...
- يحقق في اليوم الأول 5 مليون ريال سعودي .. فيلم إسعاف يتقدم ف ...
- ينطلق 8 مايو المقبل.. 522 دار نشر من 43 دولة تشارك بمعرض الد ...
- العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموت
- مصر.. توقف قلب فنان مشهور 4 دقائق وتدهور حالته الصحية
- ملابس تحمل بطاقات مكتوبة باللغة العبرية تثير جدلا واسعا في ل ...
- كتاب جديد يستكشف عالم الفنانة سيمون فتال


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - أثر الفصول في شعر بتول