أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الإنسان والحدث














المزيد.....

الإنسان والحدث


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


الإنسان والحدث شيئان مترادفان يخلق احدهما الآخر ويؤثر فيه ،
فلا مفر للإنسان من الحدث ، وبدون الحدث لا إنسان ولا حياة .
فالإنسان جبلة دم ولحم ، وهذه الجبلة تمتلك مشاعر وأحاسيس لا نضوب
لها وليس لها حدود ، فالحدث يتجاوز كل شئ ويكون القائد المتصدر
الذي يسيطر على عواطف واحاسيس المرء مع إختلاف نسب التاثير والتأثر.
الحدث يكون واقعاً ويصبح ذكرى ، فإذا أردنا حبسه في صندوق الذاكرة وقفلنا
عليه لا نستطيع ذلك إلا الى حد ما ، فهو يحاول الإفلات والخروج لينتصب ثانية
أمامنا في يوم جديد أو لحظة جديدة ليقول لنا كنت في يوم وفي لحظة بمثل مواصفات
اللحظة هذه أو بعضها ، كنت زمناً وفعلاً ، وأنا موجود أبداً ، فإن تعمد العقل سحبي
إلى خزين الذاكرة مع ذكريات وأحداث أخرى ، وإن اقفل علي ، فسأبقى موجوداً
وحاضراً كما هي كل الموروثات والمخلفات الأثرية التي لم تباد لقيمتها ، وهذا البقاء
في الذاكرة يعتمد على حجم الحدث وتأثيره والحيز الذي أستنفذه في ساحة الزمن ، إذ
هنالك من الأحداث ما يأخذ الزمن والعمر كله ليستحوذ بهما ، ومنها ما ياخذ بعض
الزمن وبنسب متفاوته في تأثيره .
جيد أن يتأثر الإنسان بالحدث بقدر ما ،وإن لم يفعل فهو غير موجود إذن ، وإن وجد
فهو متفاعل أبداً مع يوميات حياته الخاصة والعامة ، فالحدث إن خصنا أو لا فهو جزء
من يوميات حياتنا بالكامل ، لأن الإنسان هو جزء من هذا العالم المتراكم الأحداث ،
وما يربط الإنسان بهذا العالم ككل هو الفرح والحزن ،فأما المرء يعيش حالة فرح كامل
أو فرح جزئي سواء كان هذا الفرح يخصه أو يخص خاصته ، أو يخص عالمه ككل ،
فهو جزء من هذا الكل أو ما نسميه العالم ، وكذلك بالنسبة للحزن ، ومن أندماج الحزن
بالفرح ، وتضاد الحزن مع الفرح تتشكل لذة الحياة بإبداعاتها ونتاجاتها الإنسانية ،
ويرجو الإنسان دائماً أن لا تقوده الأحداث إلى حالةٍ مأساوية والتي لا مناص منها في
عالم محكوم بالأنانية والرغبة بالسيطرة وأمتلاك النفوذ المدمر الذي يقترن بكثير من
العوامل التي تؤججه وتغذيه لتحول هذا العالم الجميل بطبيعته وخلقه الى عالم كئيب
خائف يعيش قلقه وإنفعالاته تحت وطأة ضغوط عارمة تخنق نفسه وتعذب روحه
وتغلق عليه أبواب مسرته .
الإنسان عبّر ولا يزال عن إنطباعاته للحدث بشكل من أشكال التعبير . التعبير
يأتي على شكل شعر أو قصة أو رواية أو رقصة او أغنية أو لوحة أو خبر مرئي
أو مسموع وكل هذه التعبيرات تحمل أحد الوجهين أو كليهما ، الجمال أو البشاعة.
فما يدعو للخير يكون جميلاً ، وما يدعو للشر هو القبيح على الأغلب .

سلمى الخوري



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيونهن مأتم
- طفل الحجارة
- -الدم المهدور
- أين نحن ؟؟
- الزلزال
- الخوف من الآتي
- لا تتعجبوا
- الستارة
- الخوف
- هيّ ، هيّ ، في كل زمان ومكان
- الجنس والنجاسة
- أفواه صغيرة تبتلع الكبيرة
- لماذا يا رجل الدين ؟؟؟
- القوة تكمن في الكلمة ... والكلمة قوة
- هُمْ ونحنُ
- إهانة للعالم كبرى
- ليتني
- ََفَعَلَ فِعلَتهُ
- صورة من القرن العشرين
- الحب يبدأ طفلاً


المزيد.....




- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الإنسان والحدث