أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الستارة














المزيد.....

الستارة


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


الكل وأنا - أنا والكل

تملمت في فراشها ، لا زالت عيناها مغمضتان ، لا ترغب في فتحهما ، كما لا ترغب
أن ترى النور ، فهي تتوسل الى الله أن يطول الليل ثم يطول ، وتمعنت مرة وهي في طريقها
لقضاء حاجة سريعة وهي شبه نائمة تمنت أن يدوم الليل ولا ينبلج الصباح لمدة 1000 سنة ،
ثم سألت نفسها ما الفائدة ، فوقت النوم الوقت معدم أي صفر ،لأن الإنسان كما لو كان في عداد
الأموات ، الفرق أنه يحلم ويتنفس ، ثم عادت لتنام ولا ترغب في النهوض وكعادتها لا ترغب
في سحب الستارة التي لها علاقة ببداية اليوم ، واليوم معناه كدّ وتعب وعمل ، إضطراب ٌ، ألم
وحزن ، فرح محدود الى بعض الوقت إن وِجِدّ لمناسبات ،الروتين اليومي يُقَطع بسيوف الأحداث
الجديدة ويتمزق بالإنفعالات والتحديات وأمور تهبط على رؤوس الأفراد بما ليس لهم فيها يّد أحياناً
كثيرة ، حياة مضطربة ، مهزوزة ، متواترة بالتسابق من يغلب من !! من يتفوق على من ؟؟
ليس أطيب من الفراش ، ليس أجمل من السكون ، ليس أمتع من الخلاص من كل شيء يشوش
ويعدم الراحة الذهنية ، أن يكون الإنسان لا يملك شيئاً حتى لا يقلق عليه ، ولكن الصدمة في السؤال
كيف أحصل على القوت اليومي ، وكيف أحصل على السكن والملبس والعلاج الصحي إذا أحتجت
إليه ، وتنادت عليها الأفكار والتساؤلات والرغبة في الخلاص من المشاكل الحياتية والمتاعب التي
لا مفك منها في عالم يستهلك الإنسان ليله ونهاره كيما يعيش .
أحست بدفئ الفراش ، وأحست بلذة الألتصاق به ، وسألت نفسها ،
- هل بمقدور الإنسان أن يحلم في هذا العصر ...؟؟
ردت على نفسها ، نعم ممكن ، لأن الأحلام لبلايين البشر تتسارع مع بعضها ، وقد تعترض حلم
أي كائن كان !!؟؟
فالزمن الحاضر زمن التكنولوجيا المتفوقة بأفكارها وسرعتها ، وحتى تجد لنفسك فرصة أن تفكر بشئ
لأختراعه أو فكرة لإبتكارها ترى أنك تأخرت لأن هنالك من سبقك إليها وقيدك ، فلا بد إذن أن تفكر إما
بإضافة لها ، أو الأنتقال الى فكرة أخرى لربما لم تعن لإنسان آخر في الواقع العملي ، ولكنها لا بد أن
خالجت وداعبت أحلامه وهو ملقى راسه على وسادته أو على ظهر مقعده .
وأن يحلم الإنسان لا بد له أن يغمض عينيه ولو للحظات كأنما يريد أن يستلب من الفضاء الرمادي
عند إسدال الجفون ضوءاً مشرقاً يُنير له الفكرة كما هو فلاش الكاميرة عندما يبرق يقول لك أن عملية
التصوير تمت ...
ولكن ماذا ثم ماذا عالم واسع ، جبار ، عظيم ، مكتظ بما رأته العين وما لم تره ، بما سمعت به الأذن
وما لم تسمع به ، بما تُحدث به الألسن وربما لم تتحدث به بعد ...
إذن أين أكون أنا ..؟ ومن هو أنا ..؟ وماذا سأكون إذن ..؟ !
أسئلة لها أجوبة غير محددة ... وإن أجاب عليها البلايين من البشر فالحاسبات الألكترونية صارت تعدُ
الذي ما كان يُعد قبلاً في زمن لا يُحصر اليوم إلا بمسمى الثانية من الوقت !! .
إذن أنا اليوم أقل من الصفر في مقياس العدد ، والزمن . فالزمن يسحقني لأنني لا أستطيع مواكبة
سرعته مع سرعة الماكنة والطاقة ، أنا لا أكون إلا رقم من البلايين من التعداد السكاني منذ نشوء
العالم . والذين برزوا فيما مضى من المتميزين في كل صنوف الآداب ، والعلم ، والفن ، والسياسة ،
والسلام ، والجريمة ، والدين ، كانوا يُعرفون ضمن مجتمعاتهم ، وأقلياتهم ، وإنتماءاتهم المصنفة في
حدود محددة .
أما اليوم فالمعرفة التي تباع في كل الزوايا والأركان بدءأ من المحلات الكبيرة والمتنوعة سواء على
رفوف الأسواق والدكاكين الصغيرة وفي كل شارع ومحلة ، هي حكايا الناس ، تفوقهم ونجاحاتهم ، حقيقة
التعرف بإناس بعيدين عن موطن سكناك ، ليس لهم لغتك ، ولكنهم يرغبون أن يكونوا الشمس الساطعة
التي تدلك على الطرق الكثيرة والمتنوعة والتي عليك أن تتعرف عليها من خلال جهدك وقدراتك كي
تصل الى ما يحقق شيئاً من أحلامك وطموحاتك لتكون علم من الأعلام التي لها مكان في هذا الكون
المترامي الجهات والشِعاب .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف
- هيّ ، هيّ ، في كل زمان ومكان
- الجنس والنجاسة
- أفواه صغيرة تبتلع الكبيرة
- لماذا يا رجل الدين ؟؟؟
- القوة تكمن في الكلمة ... والكلمة قوة
- هُمْ ونحنُ
- إهانة للعالم كبرى
- ليتني
- ََفَعَلَ فِعلَتهُ
- صورة من القرن العشرين
- الحب يبدأ طفلاً
- شهداء مستشفى الحسين
- بيوتنا ما عادت بيضاء كالنجوم
- آني سكران
- بلا إستئذان
- حلم ذات ليلة
- الذل الأسود
- والله كلكم كذابين
- مناجاة أم جندي


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الستارة