أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - لماذا يا رجل الدين ؟؟؟















المزيد.....

لماذا يا رجل الدين ؟؟؟


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 02:42
المحور: الادب والفن
    


أنت ، أنت نفسك العدو للدين وللمتدينين، ولا أقصد كلكم مع كامل أحترامي
للمتنورين والإنسانيين الذين بحكمة يسلكون طريق البر والسلام ، ولكن مع
الأسف البعض ممن لبس زي رجل الدين أساء الى دينه أكثر من اللامتدينين .

- ماذا حدث ؟؟؟؟؟؟
قبل أيام مضت كنت أمر على أخبار بعض الناس في الفيس بوك وقرأت الخبر
كالآتي : " لقد وارى الثرى البروفيسور فلان الفلاني في أستراليا بعد عمر مديد
صرفه بالعلم والخدمة الجليلة لبلده ، ثم أستقر في أستراليا ، واقيم له مراسم
التوديع لمثواه الأخير ". الرحمة على روحه . وذكراه عطرة في نفوس عارفيه .

قفزت ذاكرتي الى خمسينيات القرن الماضي لأتذكر حضرة فلان الفلاني حينها
كان لا زال طالباً في الثانوية ويعيش مع عائلته في مدينة البصرة ، بيتهم كان
ملاصقا لظهر بيتنا ، وعائلته عائلة كريمة ، وكانت تربطنا بهم صداقة عائلية ،
مادت بي الذكرى لحدث حصل في تلك الفترة لوالدته التي كانت تنتمي الى عائلة
معروفة بسمعتها الطيبة في مدينة الموصل ، وفي يوم من الأيام مرت هذه السيدة
عندنا بعد الأفصاح عن رغبتها التحدث الى والدتي لتخبرها بالحدث الذي حصل
معها وأحزنها كثيراً كثيراً ، وقالت لوالدتي بالحرف الواحد " أنا لا أعلم الى أين
يسير البشر في عالم موبوء بالحقد والضغينة وعدم أحترام معتقدات الغير ، وهذا
الكبرياء الذي يمارسونه لا يقود إلا الى دمار حياة الناس وعلاقات البشر فيما بينهم ".
ردت عليها والدتي :
- أم فلان يبدو عليك أنك مغتاضة جدأً وحزينة ، ما الذي حصل معك ؟؟
ردت عليها أم فلان الفلاني :
- الذي صار يا أختي ، سمعت أن صديقتي سافرت مع أبنها قبل أقل من شهر سفرة
مفاجئة ، وذهبا الى سنجار وتمت خطبته الى فتاة من سنجار ، ثم تم عقد قرانهما خلال
أسبوع واحد ، ثم جاء بعروسه الى البصرة ، ولما سمعت بخبر زواجه فرحتُ له ولأمه ،
ورأيت أن من واجبي أن أذهب الى دارهم لأقدم تبريكاتي لزواجه ، ولما فتح العريس الباب
لي بعد أن طرقته ،قدم لي عروسه بإسمها الكامل مع أسم عائلتها وهي تقف بجانبه ،وتوسعت
عيناي لدهشتي عندما شاهدتها ، فصرخْتُ بدون وعي وذهول ، واه ....!!!!
- ماذا تقول ؟؟؟ هذه ليست زوجتك ، بل هي زوجة أخي ، كيف تم زواجك منها ؟؟؟ ومن
دَلكَ عليها ...؟ فهي خطيبة أخي الأوسط وكذلك كان قد عَقدَ عقدْ الزواج بموافقة كِلا
العائلتين قبل مراسيم الزواج الرسمية ، زواجك من هذه الفتاة غير مقبول شرعاً وقانوناً.

- ردّ عليّ وهو يسألني بأستغراب وبلهجة من العصبية والتوتر : ماذا تقولين ؟ هل
أنت تدرين عن ماذا تتكلمين...؟ هذه زوجتي ولقد تزوجنا في الكنيسة قبل أسبوع من
رجوعنا الى البصرة .
- ردت عليه ، إذا كنت لا تصدقني فلدي صور لمناسبة خطوبتها من أخي سأجلبهم لك .
التفت ونظر الشاب الى الإنسانة التي تقف بجانبه بنظرة فاحصة وحادة وسألها :
- هل ما تقوله هذه السيدة صحيح ؟ ردي علي بسرعة ؟
أرتبكت الفتاة وتلعثمت وطأطأت رأسها الى الأسفل ولا تعرف بماذا تجيب .
- أعاد عليها السؤال بغضب وعصبية أكثر وهو يردد ، أجيبيني بسرعة ، ردي على
سؤالي ، هل ما تقوله هذه السيدة صحيح ؟؟!!
هزت رأسها بالأيجاب وهو لا زال مطأطأ إلى الأسفل .
وشعر أن العالم صأر لهيب نار في نفسه وأستشاط غضباً وغيظاً وصرخ بالعروس:
- الآن ، الآن أحزمي حاجياتك وعليك أن تعودي من حيث أتيت ، فلا مكان لك في
هذا المنزل ، ولا معي ، ولا أعترف بعائلتك التي كذبت عليّ .
الفتاة صارت تبكي وتتوسل إليه " ربنا يخليك ،أتركني هنا عندكم ، كخادمة لك ولوالدتك ،
فقط لا ترجعني الى حيث كنت أعيش سابقاً .
طلب الشاب من السيدة الصديقة لوالدته أن تدخل لسببين أحدهما معاناتها للمجيء للتبريك
بزواجه ، ثانيهما يريد أن يعرف أكثرعن الموضوع الذي صعقه . ولما دخلوا غرفة الضيافة
طلب الى الفتاة التي بقيت مصدومة بالذي حدث أن تدخل معهم غرفة الضيافة ، وبعد أن
جلسوا حاول أن يسيطر على أنفعاله ، ثم توجه بسؤاله الى العروس المصدومة بالذي حدث ،
- حدثينا عن كامل الموضوع وكيف حدث الذي نسمعه ؟؟!!
كانت العروسة لا زالت سجينة الخوف والقلق والحرج من الموقف التي هي فيه الآن ، ولكن
واقع الحال هي في موقف لا مهرب منه ولا خيار لها في أي قرار ، فهي صغيرة السن وبعمر
تسع عشرة سنة ،ثم هي غريبة هنا في هذه المدينة .
- أبتدأت كلامها وهي ترتجف من الخجل والحزن الذي ألتهمها ، ثم الحقيقة المُرة التي هي
الآن ضحيتها ، " قبل أكثر من شهرين عندما تم عقد العقد مع الخطيب السابق ، سمع بالحدث
رجل الدين للطائفة التي ننتمي لها ،وبعد يومين جاء لزيارتنا ومعاتبتنا، وسأل "ماذا حدث وكيف
تقومون بهذا التصرف ؟؟ ألم يبقى رجال في الكون حتى توافقوا على خطوبتها الى شاب من تلك
الطائفة، بالنسبة لي أنا أنصحكم أن توافقوا على شخص من غير ديننا ، ولا أن يكون من الطائفة
التي وافقتم عليها ، وأكملت الفتاة أن والدها كان قد وافق على عقد العقد مع الشاب الموصلي قبل
مراسم الزواج الرسمية ولا يمكن فسخ هذا العقد إلا بالمحكمة الشرعية ".
- ردّ عليه رجل الدين : "ولا يهمك أنا مسؤول عن هذه القضية وسأدبر أمر فسخ العقد لأننا لا
نعترف به ..نعم أترك الموضوع لي ، وأنا سأجلب لها عريس يوافقنا " .
مرت أسابيع وجاءنا رجل الدين ليخبرنا أنه هنالك شخص يسكن في البصرة وله أقارب في
سنجار ويرغب أن يأتي ليتزوج فتاة من سنجار ، وحين وصوله سوف أقدمه لكم .
أوفى بوعده وحصل الذي حصل .
- رد عليها زوجها وسألها وخلال تلك المدة أين كان خطيبك ؟؟ الم تخبريه بما حدث ؟؟
- أجابت : لم أستطع إخباره لأنه كان موفداً خارج العراق لمدة حوالى ستة شهور بخصوص وظيفته
وأكملت : عندما وصلت أنت ووالدتك وزرتمونا مع رجل الدين ، صار الإتفاق وتم الذي نحن فيه الآن.

المهم في الموضوع أعيدت العروس المسكينة الى اهلها ، وبعد توالي الأيام والشهور سمعنا من أم فلان
الفلاني أن تلك الفتاة صارت في وضع نفسي لا تُحسد عليه ، وأنكفأت على نفسها حزناً وغماً لأنها كانت
ضحية تصرف رجل الدين المتعصب ، وصارت لا تأكل من كثرة الألم والحزن ،وأخذت صحتها تسوء
أكثر فأكثر حتى أنهارت قواها ، ثم سمعنا من أم فلان الفلاني أن الضحية المسكينة فارقت الحياة بعد تسعة
شهور من عودتها الى بلدتها ،كمن ماتت شبه منتحرة ، لأن الذي قادها الى نهايتها كان رجل بلاء وليس
رجل دين التسامح والمحبة وأحترام الإنسان الصالح .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة تكمن في الكلمة ... والكلمة قوة
- هُمْ ونحنُ
- إهانة للعالم كبرى
- ليتني
- ََفَعَلَ فِعلَتهُ
- صورة من القرن العشرين
- الحب يبدأ طفلاً
- شهداء مستشفى الحسين
- بيوتنا ما عادت بيضاء كالنجوم
- آني سكران
- بلا إستئذان
- حلم ذات ليلة
- الذل الأسود
- والله كلكم كذابين
- مناجاة أم جندي
- متى نفهم ؟؟
- وهي مندهشة
- يلا حجية
- الحرب والحب
- بماذا تفكرين ؟ ماذا بك ؟


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - لماذا يا رجل الدين ؟؟؟