أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - يلا حجية














المزيد.....

يلا حجية


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


صور من الحياة

كانت حصة الدرس في يوم من أيام الجامعة تبدأ الساعة الواحدة بعد الظهر ،
وكنت أنا وزميلتي نعيش في نفس المبنى المخصص لإقامة الطالبات اللواتي هن
من خارج مدينة بغداد ، تأهبنا للوصول الى موقف الباص المخصص لتلك المنطقة
والتي كانت منطقة حديثة في أبنيتها وكانت هذه المنطقة محاطة ببعض الأراضي
الزراعية والتي يسكنها أناس يعتمدون على تربية المواشي حيث يعيشون من عمل
الألبان لبيعها وكذلك الحليب . كان هذا قبل خمسة قرون من الذكريات الجميلة .
كنا في الوقت المناسب لركوب الباص الى الجامعة حسب الوقت الذي تستغرقه
الرحلة لوصولنا الى الجامعة ، ولما استقلينا الباص كانت كل المقاعد قد شغرت
براكبيها وكنا اربعة أشخاص كان علينا أن نمسك بالعامود المعدني لكي نسند
انفسنا من السقوط لمّا يميل الباص يميناً أو شمالاً ، وكنا نقف قرب المساحة
المربعة المسطحة قريب نهاية الباص من الداخل والتي خصصت هذه المساحة
لوقوف الركاب في حالة شغور كل المقاعد ، ثم تساعد الركاب اذا كان معهم
حوائج ثقيلة سيكون لهم مساحة لوضعها على ارض الباص.
جاء الموقف التالي للباص وصعدت للباص إمرأة مرتدية زيها الشعبي فستان
طويل وغطاء الرأس الملفوف حول رأسها ، وعباءتها السوداء ، وكانت تحمل
معها طشت نحاسي (وهو إناء ذا سعة مناسبة كان يستعمله الناس لغسل الملابس
وغيرها من الأستعمالات ) ، وما ان صعدت الباص وضعت الطشت على أرض
الباص ثم جلست بداخله ، وكان معاون سائق الباص ويطلق عليه الجابي الذي
مهمته المرورعلى الركاب حال أخذ مواقعهم في الباص لكي يدفعوا للجابي أجرة
ركوبهم الباص ليصلوا الى أماكنهم ، وكان عليه أن يراقب من صعد الى الباص
أخيراً ولم يشترِ بطاقة أجور النقل ، فيتقدم لهم بكل ادب ويقول بطاقة الباص
أخي ، أو أختي للإناث ، ووصل الى المرأة والتي كانت منكفئة على نفسها
داخل الطشت ، فابتدأ يلعب بخردة النقود المعدنية الموجودة داخل محفظة جلدية
معلقة بكتفه ، ويصدر منها صوت كأنه للتنبيه ، ثم قال لها ،
- " يلا حجية " باللهجة البغدادية - حركي إيدج - أي بمعنى ناوليني سعر البطاقة ،
فردت عليه :
- الويش أحركها ؟
- رد عليها ، أجرة الباص ،
- ردت عليه ، ليش آني راكبة بالباص لو بالطشت مالتي ؟
وابتسم الجابي وأبتدأ كرشه يهتز من ضحكه الداخلي ،
وكان يشاركه الضحك والأبتسام بقية الركاب القريبين من هذا النقاش ، رد عليها
الجابي
- زين الطشت وين كاعد ؟؟ مو كاعد بالباص ؟؟ لازم تدفعين أجرة كعدته بالباص .
ردت عليه
- ليش هذولة كل الكاعدين بالباص دفعوا أجرة على غراضهم أللي وياهم (أي التي
معهم ) ؟؟
خاب أمل الجابي من الحصول على شيء من هذه المرأة ، ووصلنا الى المحطة
الأخرى والتي هي هدفنا ، وتركنا الباص والجابي ذهب بين الركاب الجدد لكي
يجمع منهم الأجرة لركوبهم الباص .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والحب
- بماذا تفكرين ؟ ماذا بك ؟
- هل تراني !!؟؟
- آلو ….
- أسئلة للأدانة
- ماما هذولة الكفار ؟
- القفص الزوجي
- القتل الأهوج
- أنكتة هي ؟
- أنا والله
- خيبة أمل
- واعجبي
- صانع الأقدار
- التجربة
- القمر شاهد
- لا أحد يطالك
- هولاء نجومي
- القدر
- حاكمي الصغير قد كبر
- لماذا نتصرف كدكتاتوريون


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - يلا حجية