أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - التجربة














المزيد.....

التجربة


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


ابتدأ يزعق كعادته ويضرب الطاولة أمامه بقبضة يده ،
لم يعد يرعبها هياجه ولا فكره ، تعودت على تصرفاته ،
وانتفضت وصرخت بأعلى صوتها ،
- عليك أن تلجم لسانك ،وتحل رباط عقلك ، لقد آن الآوان،
فإن سكتُ لك الآف السنين ، فليس بي طاقة لكي أمضي معك
أكثر من ذلك . لقد طهيتم الدين والتقاليد في قدْرٍ واحد .
أستضعفتمونا وأقمتم سلطتكم علينا كما لو بحكم الكون والطبيعة
البشرية نحن سجناء مكبلين العقل والطاقة الجسدية ، هكذا أتفقتم
ضدنا وحكمتم علينا بأن نقاد بسيطرتكم وتحكمكم بنا بالرغم من
كل الأتعاب والمعانات والتضحيات التي نصرفها من أجلكم ومن أجل
أستدامة واستمرار الجنس البشري ليأكل ويشرب ويلبس ويتعلم ،
وكل الخدمات الأنسانية المتوجة بأكليل الفخر لأننا أمهات وزوجات
وأخوات حنينات وبنات يحفظن التقدير والأحترام لمن حولهن من
العائلة والأقارب وخدمة المحيطين بنا حسب حاجاتهم .
- هل وصلت بك الجرأة أن ترفعي صوتك علي وأنا الرجل ، وتناقشيني
بهذه الجرأة والوقاحة ؟ وسألها بغضب
- أين أصبحنا من الدين والتقاليد العريقة ..؟؟
- وهل الدين والتقاليد أستعباد وتقييد للسجين ..؟ أستعبدتم جنسنا
الرقيق وسيطرتم عليه بكل أشكال الطرق التي تتيح لكم السلطة علينا .
وأستمرت تدافع عن جنسها ...
- كل أشكال الأستعباد تتغير ليحل محلها شكل آخر ..!! وأكملت
وهذا ما نطلق عليه التجربة ، وها نحن نسير في عالم يعج بأشكال من
من التجارب والتغييرات والتحولات التي نعرفها اليوم ،ونجهل ما هو
القادم في المستقبل . فالكثير من الأمور التي كانت تنضوي تحت قائمة
الثوابت ، ونتيجة التقدم التكنولوجي والعلمي والأجتماعي الذي فرض
على الكائن البشري ان ينصاع الى القبول والتوسل الى المرأة المتعلمة
والتي عليها أن تحصل على مراكز ذات مهام علمية وأجتماعية لكي
تعتمد على نفسها وكذلك تساعد في إعالة العائلة حيث أن المتغيرات
ألأقتصادية في العالم والمتغيرات الأجتماعية لا تساعد في إمكان الرجل
وحده قادر على تطمين أحتياجات العائلة كما هو مفروض عليها .

كانت العائلة لعهد ليس ببعيد تعيش كعائلة كبيرة في بيت واحد ، لكل ولد
من أبناءها بعد أن يتزوج يمنح غرفة في بيت أهله ليعيش فيها مع ابنائه
وزوجته ، وبعدها يكون النكد والهّم من المشاكل العائلية ، قلتِ وقالت
الحماة والكنة والسلفة وأولادها مثلا أبنك ضرب أبني ويبدأ الصياح
والقال والقيل وبعد بضعة ثواني يرجع الأطفال الى لعبهم والنساء تألموا
وتغاضبوا وكل منهن تتمنى أن تعيش في بيت يكون ملكها وتعيش
أستقلالها وحريتها بدون محاسب لها ورقيب عليها لكل صغيرة وكبيرة .

نعم تغيرت الكثير من أمور العالم وأتيحت للمرأة فرصة مغادرة المنزل
لكي تدرس وتتعلم وتعتمد على ذاتها في إعانة نفسها وعائلتها لكي تعيش
حريتها الشخصية مع عائلتها ، ونتيجة لمتغيرات الأمور التي ذكرتها ،
متطلبات الحياة وأحتياجاتها المنزلية والحياتية وأرتفاع ألأسعار لكل
الأحتياجات الحياتية وفي الغالب مدخول الرجل قد لا يكفي لمتطلبات العائلة
ولهذا عمل المرأة يكون إعانة شرعية وضرورية لتوفير متطلبات العائلة
والتخفيف من عوز العائلة وتطمين أحتياجاتها بكل فخرللتعاون وأحترام
الرجل للمجهود الذي تبذله النساء من مجهود عظيم وهو إنجاب الأطفال
والمجهود العظيم الذي تبذله في العناية بهم ليل نهار لأطعامهم وألباسهم
وتدريسهم وتربيتهم الأخلاقية وتنظيف المنزل ثم عملها خارج المنزل
للمساعدة وسند المدخول العائلي لغرض العيش بدون مد اليد الى الغير .

هذه هي المرأة والتي هي نصف العالم والتي هي العامود الأبجل في
حبها الذي لا يضاهى لأبنائها ومن يحيطها من البشر والتي تنجب وتربي
وتخدم وطنها بحنانها بأن تلم النفوس الى بعضها وتخدم من يحتاج الى
خدمة أجتماعية وأنسانية من خلال أنها تفني نفسها لأجل هولآء ، وما
أعظمها عندما تهدي أبنائها شهداء الوطن في سبيل تطمين ما يحتاجه
هذا الوطن .هذه هي الأم والأبنة والأخت والمسمى العمومي لها هي
" المرأة " .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر شاهد
- لا أحد يطالك
- هولاء نجومي
- القدر
- حاكمي الصغير قد كبر
- لماذا نتصرف كدكتاتوريون
- العلاقة البنوية - الخوف من الأعتراف
- تربية الأبناء
- البيانو الصغير
- عالم الأطفال
- مسيرة حياة
- أحشمة هي ! ؟
- يا عجبا للأزمان
- عبوة ناسفة
- لماذا ؟؟
- متظاهر ساحة التحرير
- لقاء الليل
- حكام جبناء
- شمس النهار
- هو - يحيى -


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - التجربة