أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - شهداء مستشفى الحسين














المزيد.....

شهداء مستشفى الحسين


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 02:46
المحور: الادب والفن
    


كان الحدث المفجع الذي هز مشاعر القريب والغريب وتألم له كل من سمع الخبر ، نعم حادثة مفجعة راح
ضحيتها أناس أبرياء هم ضحية الأهمال والجهل ، وعدم أستخدام كل ما يجب استخدامه من التقنيات التي
تستلزمها سلامة الناس والمرضى والكادر الصحي ، لأن القيمين على هذا الحقل ينقصهم الوعي والفهم
العام والطرق الصحيحة لتوخي المصائب في الوقت هي أبسط ما تكون لو أتبعوا وسلكوا في المسار
الصحيح من التدريب والوقاية من الحوادث التي هي من نتائج اللامبلاة والأهمال ، والكبرياء والتعالي
والعناد والشعور بالفوقية،إحساسهم انهم يعرفون كل شيء في مجال عملهم ، وحدث ما حدث وخسرنا
من المرضى المصابين بفايروس كورونا ، وبعضاً من الفريق الطبي الذي كان مسؤولاً عن علاج
المصابين بهذا الفايروس إضافة الى الأهل الذين كانوا يرافقون مرضاهم ، وكانت المصيبة في فقدان
العشرات من الضحايا الذين كنا نتمنى كما كان أهلهم يترقبون شفاءهم من مصابهم الأليم .
هذا الحدث المؤلم أعاد الى ذاكرتي يوماً من الماضي عند أنتقالنا الى العمل في بريطانيا في فترة
الثمانينات من القرن الماضي وكانت زوجة رب العمل الذي تعاقدنا معه عراقي الجنسية أخبرتني أنها
ستعمل عملية أستئصال الزائدة الدودية في الأسبوع القادم في لندن ، ومن باب الفضول سألتها لماذا
لم تعمليها حينما كنت في البلد واهلك بجانبك ، ثم أنها ستكون مكلفة لك هنا أضعاف الكلفة في بلدك .؟
أجابتني :
- ليس المهم المال والكلفة بل المهم الرعاية الصحية والخدمة والحنان الذي يلمسه المريض بأيادي
الممرضين والممرضات ، والحنو والدفء وهم يكلموك بنبرة ملؤها الحنان والوّد الذي يخفف الشعور
بالألم أو القلق .
وجوابها هذا أعاد الى ذاكرتي سنين مرت قبلها معي شخصياً جعلتني أوافق على رأيها في هذا الموضوع .
- الحدث الذي ترك إنطباعاً في ذاكرتي يسكنه الألم والحزن لمّا يُصدم الإنسان في بعض المواقف التي
لا تتطلب منك أكثر من أن تتصرف كإنسان له حسن الخلق ليقدم السعادة لأخيه الإنسان .
عادت بي الذاكرة الى اليوم الذي قرر الطبيب الأختصاصي والذي كنت أراجعه بخصوص إلتهاب اللوزتين
المزمن الذي كنت اعاني منه ، قرر الطبيب أنه لا حل آخر لخلاصي من تبعات التهابها إلا باستإصالها
والخلاص منها لأن بقاءها قد يضر بصحتي ، وأحالني الطبيب الى مستشفى مختصة بمثل هذه العمليات
وجاء موعد يوم العملية ورافقني زوجي ووالدتي ،ونحن في باحة المستشفى ومن باب الصدفة ألتقينا
وجهاً لوجه مع الطبيب رئيس المستشفى وهو أخ صديق زوجي ، ويا للمصادفة المفاجئة رحب بنا ،
وبعد أن تعرف لسبب حضورنا الى المستشفى اخذنا الى القسم الخاص بهذه العمليات وأدخلنا الى غرفة
المسؤولة عن أستقبال المرضى الذين ستجرى لهم العملية ، وتقدم اليها بصفته وواقع حاله أنه مدير
المستشفى ، حياها بداية بوجه باسم ثم مازحها بطلب له أن تهتم بهذه المريضة والتي هي أنا زوجة
صديقه ثم أضاف مازحاً أيضا أنه سيمنحها إجازة عندما تريد لتستمتع بها ، ثم خرج من الغرفة وتركنا
معها لكي تملأ إستمارة الدخول الى المستشفى ، وأبتدأت تسألني عن أسمي ، عمري ، مهنتي ،هل أنا
متزوجة او عزباء ، وا .. وا .. وفي منتصف الطريق لإكمال ملء ورقة الدخول للمستشفى بالمعلومات
اللازمة عن المريض ، فجأة سمعنا صوت بكاء وأستنجاد من الغرفة المقابلة لغرفة الممرضة ، وكانت
الفتاة تتوسل أن يأتو بسرعة لأنقاذ أختها التي كانت قد عملت عمليتها ليلة البارحة وهذه اللحظة أختها
قد أغمي عليها ولا تستطيع الحراك ولا التنفس ، سِرتُ خطوتين الى الباب لأتبين ماذا هنالك ، فنظرت
عبر الباب الأخت المرافقة لأختها تبكي وتستنجد لأنها لا تعرف ماذا تفعل في مثل هذه الحالة ، توجهت
بسرعة الى الممرضة التي كانت منشغلة بورقتي ولا زالت جالسة في كرسيها ولم يهزها الموقف وقلت
لها ، " رجاءً أسرعي فهذه الفتاة تبكي أختها التي فقدت وعيها وتحتاج الأسعاف " .
- ردت علي الممرضة بعصبية وبأسلوب خشن ودفعت الورقة التي كانت تملأها لي " ماذا تريدينني أن
أفعل ، أن أملأ ورقتك أم أذهب إليها ؟؟ أنا لازم أكمل ملء المعلومات " .
- أحسست حينها بنوع من الألم الفضيع والأسف لهذه الثقافة الناقصة،وأجبتها " أنا لست مهتمة لورقتي
الآن ، فحياة هذه الفتاة مليون مرة أهم من ورقتي ، ورقتي لو تأخرت بضع دقائق لن يحصل لي أمر سيئ
ولكن قد يحصل ما هو سيئ لحياة هذه الفتاة المسكينة ، وفي حينها أحسست لو أنني عملت العملية وحدث
لي نفس الأمر وأهملني القائم والمسؤول عن الأهتمام بالمرضى ، فماذا قد يحدث ؟؟؟؟
يا لهول الأمر ، فالتدريب لممارسة العمل والتضحية في سبيل خدمة الناس على أنه واجب إنساني علينا
ان نفعله باحترام ومحبة لأي إنسان يحتاجه ، وبهذا نكون قد خطونا خطوات الى مستقبل باهر من التقدم
والوعي الذي هو الطريق الى الرقي ، لأن الإنسانية هي مفتاح أبواب الحضارة الراقية والتي تحتاجها
البشرية جمعاء .



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوتنا ما عادت بيضاء كالنجوم
- آني سكران
- بلا إستئذان
- حلم ذات ليلة
- الذل الأسود
- والله كلكم كذابين
- مناجاة أم جندي
- متى نفهم ؟؟
- وهي مندهشة
- يلا حجية
- الحرب والحب
- بماذا تفكرين ؟ ماذا بك ؟
- هل تراني !!؟؟
- آلو ….
- أسئلة للأدانة
- ماما هذولة الكفار ؟
- القفص الزوجي
- القتل الأهوج
- أنكتة هي ؟
- أنا والله


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - شهداء مستشفى الحسين