أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الجنس والنجاسة














المزيد.....

الجنس والنجاسة


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


كنت أستغل الوقت خلال رحلتي في القطار الى مكان عملي بالقراءة ، وكنت
مع المؤلف حيدر حيدر في مجموعته القصصية والتي تحمل عنوان " إغواء"
، وخلال قصة "دنس"من ضمن هذه المجموعة القصصية كانت المرأة تتكلم
عن وحشية زوجها في ليلة الزفاف بفض بكارتها ، وهي الآن تحدث صديقتها
عن أنّ هذا الزوج الذي هجر فراشها لأنه يرى في الجنس نوعاً من النجاسة
والتلوث ، ويَسِمُ " الجنس بالإنحطاط الحيواني والدنس " .
هذه القصة أختطفت ذاكرتي لتعود بي الى عائلة صديقة قبل هجرتي
الى هذا البلد الأوروبي ، ذكرتني عندما جاءت إلينا صديقتنا بعد أسبوع
من زواج أبنها الصغير وكان في العشرينيات من عمره ، وأخذنا بممازحتها
ونسألها عن حال العروس ذا السادسة عشر ربيعاً ، وأخبرتنا أنها
عاشت مشكلة ليلة زفافهما حيث العروس كانت تبكي لأن العريس كان
يضربها ، وكانت الأم تلوم أبنها لأنه عنيف والفتاة جاءت من عائلة
متواضعة جدا فوالدها يعمل مع البلدية بجمع الأزبال والعريس يعمل عامل
في نقل البضائع ، واراد أن يثبت لها من الليلة الأولى أنه رجل له سلطان
وكلمته لا تصير اثنتين .
أخذني التفكير الى السؤال عن ما هو مغزى ومعنى أن يشترك ذكر وأنثى
في نفس المنام ، يتخاصمان ويتناجيان لربما لأقصر وقت يمكن تصوره
لهذين الأمرين ، فهو يناجي لغرض الوصول الى غايته ، ثم بعد أن ينتهى
من غايته الغريزية يعود الى نفسهِ " الشخصية القوامة على هذا الكائن الذي
بجانبه والذي عليه أن يكون المطواع والسَنّد والمشارك في الحياة المشتركة "،
لكن الذكر هو الذي يجب أن يكون صاحب الكلمة والقرار والسلطة لأنه ذَكَرْ .
توقف القطار وفتح الباب للمغادرين من العربة وللراكبين الجدد وأَفِقتُ من
تأملي في هذه العلاقة المبنية على الأخذ والعطاء حيث يتصارع النار والماء
لممارسة حياة يحتاجها الكائن البشري كما هي طبيعة الخلائق الأخرى غير
البشرية.
سرح نظري داخل العربة التي يستقلها مختلف الأجناس والأعمار والألوان
وثبت نظري على رجال ثلاثة جالسين على المقاعد المقابلة لي ، واحدهم ذو
بشرة داكنة في مقتبل العمر،له شعر كث أجعد وكان قد سرحه بطريقة الأعشاب
المنتعشة الواقفة بصمود ، وكان يقلب بين يديه الصحيفة اليومية المنتشرة
مجاناً عند أبواب محطات القطار ، والآخر شخص أوروبي يبدو أيضاً أنه كان
منغمساً في قراءة موضوع في صحيفته ، وفي تلك الفترة لم تكُ التلفونات
المتنقلة شائعة بين الناس فكان الكِتاب والصحيفة هما بين يدي المسافرين
لتمضية الوقت والإستفادة من وقت الرحلة لأمور شخصية ، ثم الشخص
الثالث الذي كان جالساً بقربهما شاب أسيوي يبدو في الثلاثينات من عمره
كما هو تقريباً عمر الشابين الآخرين ، صوبت نظري إليهم وسألت نفسي ،
- ماذا عن هولاء والجنس ؟
ثم تلفتُ يميناً ويساراً لأرى مجموعة الرجال والإناث في العربة كانوا
بمختلف الأعمار والمواصفات البشرية ، فيهم من قد أغمض عينيه لربما
خلد الى راحة مؤقتة قبل أن يصل الى عمله لأن الوقت لا زال صباحاً باكراً،
وبعضهم من الإناث والذكور قد تحاضنا بشكل حميمي ، وهنالك مجموعة
من الأطفال قد توزعوا على المقاعد برفقة أمهاتهم أو أباءهم وا ..وا الكثير
من صور الحياة اليومية لعهود لا يحسب تعدادها ولا أشكالها فالحياة تكرر
نفسها الى ما لا نتوقعه أو نتنبئ به ، فهي سلسلة متواصلة من العلاقات
البشرية.
عدت الى الصفحة من كتاب المجموعة القصصية التي كنت أقرأها عن
تصرف الزوج الذي هجر زوجته في فراشها لعلةٍ في نفسه ، وكان بودي
أن أسأل أي شخص فيهم أو أقرأ الحقيقة من وجهه ،
- هل أنت وحش مع المرأة في الفراش ..؟؟ أم أنك ترى في الجنس
الفردوس المنشود ، جائزة الفحولة لك من خالقك ...؟؟
- أم أنك ترى فيه ما يراه البعض من نجاسة وخدعة كبرى إلى النفس ،
حيث أن الحديث في المنام عن تهدئة النفس ومشاعر الحب وتكريم الذات
هو أسمى وأرقى وألذ من هذا الفعل الغريزي لأجل المتعة الجسدية والإنجاب
لأجل أستمرار الحياة ؟؟؟؟



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفواه صغيرة تبتلع الكبيرة
- لماذا يا رجل الدين ؟؟؟
- القوة تكمن في الكلمة ... والكلمة قوة
- هُمْ ونحنُ
- إهانة للعالم كبرى
- ليتني
- ََفَعَلَ فِعلَتهُ
- صورة من القرن العشرين
- الحب يبدأ طفلاً
- شهداء مستشفى الحسين
- بيوتنا ما عادت بيضاء كالنجوم
- آني سكران
- بلا إستئذان
- حلم ذات ليلة
- الذل الأسود
- والله كلكم كذابين
- مناجاة أم جندي
- متى نفهم ؟؟
- وهي مندهشة
- يلا حجية


المزيد.....




- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...
- سليم النفّار.. الشاعر الذي رحل وما زال ينشد للوطن
- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الجنس والنجاسة