أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الزلزال














المزيد.....

الزلزال


سلمى الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


الى متى تبقى تعيش في الكدِ والنكدِ أيها الإنسان ؟؟؟؟؟؟

هذا هو اليوم الثامن من المآساة الطبيعية التي هجم الزلزال على جنوب تركيا
وشمال غرب سوريا ومفاجئاً العالم وبدون إنذار ، هجم في الصباح الباكر والناس
لا زالت في مساكنها وكانت قوته وسرعته قياسية بمفاجأته لهولاء المنكوبين ،
حطم ما حطم من بيوت وعمارات ذات طوابق مختلفة مع اعداد الشقق والتي يسكنها
أناس يكدون ويتعبون لدفع ثمن شراءها أو تسديد إيجارها ، والعلم عند أصحابها
ومعارفهم عما تحتويه تلك االمنازل والدور والشقق من مقتنيات وأثاث وكل من
الحاجيات التي يحتاجها البشر من ادوات بدءاً بالمطبخ وإلى بقية الغرف التي تناسب
حياتهم اليومية ، وترى كل هذه الأشياء دفعوا عليها وقتهم وبذلوا جهودهم وقلقهم
وتفكيرهم وحبهم لها ورغبتهم في الحفاظ عليها وصيانتها لكي يستمتعوا بفنها وتباهيهم
بإمتلاكها ، وفي وقت يُعد من الثواني كل هذا يسقط ويتحطم وينهار كُلية ويمتزج الجسد
البشري مع الحجر والحديد والتراب والبلاستيك والأقمشة والمواد الغذائية ومواد التنظيف
والأسلاك الكهربائية والماء ، وا ، وا ، وا .
أين كتبي ؟ أين أدوات تجميلي ، أين حاجياتي الذهبية أو الفضية أو المعدنية التي كنت
أقتصد لأملكها لمناسبات الفرح للتظاهر بما أملك ؟؟؟؟
أين آمالي وأحلامي التي كنت أخطط لها كيما أكون إنساناً بالغاً ولي عائلة أتطلع الى
حمايتها وتأهيلها لكي تحيى حياة كريمة ؟؟؟
لطالما قضيت الأيام المديدة بساعاتها المتعبة لكي أحصل على المردود من عملي كي
تستديم الحياة لي ولعائلتي بشكل من أشكال الحياة الإنسانية .
- لماذا لم ترحمني هذه الطبيعة الكونية وهجمت علي بدون سابق إنذار أوتنبيه لتحطم
كل ما أملكه وما شقيت وتعبت من أجله وإمتلاكه ؟؟
- إنها كما هي قنابل السياسيين الذين يتفاخرون بحروبهم الرعناء التي هي أيضاً بدقائق
وثواني تحطم وتدمر كل ما تعب به هذا الإنسان الذي أتى الى هذا العالم ليس بقراره ولا
بتخطيطه ، وإنما خرج الى هذا الكون من صندوق اللذة الجنسية ليواجه أنه أمام طريق
ليس له الخيار فيه ، فأولُ حاجة هو عَبدُها هي لقمة العيش كي يستطيع أن يستمر في
البقاء لكي يواجه مصيره الذي يناضل ويكافح كما أي مخلوق سواءً بشري أو حيواني
فهو دائم البحث عن ما يستطيع أن يملأ جوفه لكي يستمر في البقاء الى حين تأتي ساعة
الرحيل من هذا العالم المتحارب أبداً .
- فالإنسان يحارب الإنسان ... والإنسان والحيوان في حروب دائمة ومتنوعة .
- الإنسان يحارب الطبيعة ، والطبيعة تحاربه بكل ما تستطيع من أشكال الحروب ،
فإما فيضانات ، رياح عاتية ، أمطار غزيرة وزوابع تتلف الكثير من مقتنيات
الإنسان ومشاريعه التي ينفذها ، حرائق بأسباب مختلفة ، منها جفاف من قلة الأمطار
لتُهلك المزروعات التي يرعاها الإنسان لتوفير الغذاء الى عامة البشر الذي كل منهم
يعمل أعمالاً مختلفة بإختصاصات متنوعة لكي يعيش هو وغيره .
- هذه الطبيعة هي أم الفيروسات والجراثيم والبكتريات التي تلتهم نفوس الآلاف المؤلفة
وربما الملايين لكي تبيدهم من هذا الكون المتصارع في سبيل البقاء واستمرار الكفاح .
- ونأتي أخيراً الى الزلازل والبراكين والتسانومي والفياضانات المدمرة والحرارة
المنهكة التي لها أفعالها وخصائصها التي تدمر حياة هذا الكائن الذي يفرح عندما تمتلئ
عيناه بالمسرة والإندهاش وهو يمد بصره لأجمل وأحلى مناظر الطبيعة المؤلفة من الشجر
والطيور والحيوانات المختلفة بأشكالها وألوانها وتصاميمها وفوائدها .
- هاتيك الأراضي المخضرة والجبال والتلال والبحيرات والأنهار والبرك والمحيطات .
- السماء وما فيها من أجواء مختلفة ورحاب ممتدة واسعة الفضاء اللامتناهي .
- وأنت أيها الكائن الذي تحاول البقاء في طريقك متماسكاً ، صلداً ، تحاول أن تمسك بين
يديك الكرة الأرضية ، مهما حاولت التصدي لمعانديك ومخاصميك ، ومهما أوليت من حب
وعطف وحنان ، فأنفاسك وحياتك قد تنتهي بواسطة حدث على الأغلب ليس انت الذي كنت
تسعى له ، ولكنه هو الذي واجهك وقضى على حياتك ببضعة ثواني أو دقائق .
- تمسك بمسيرة حياتك وكن صلدا فكل شئ ممكن أن يحدث في هذه المسيرة إن رغبت
أو لم ترغب سواء كان ما نسميه القدر ، أو الحظ الذي يتحكم في حياتنا .

2023



#سلمى_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من الآتي
- لا تتعجبوا
- الستارة
- الخوف
- هيّ ، هيّ ، في كل زمان ومكان
- الجنس والنجاسة
- أفواه صغيرة تبتلع الكبيرة
- لماذا يا رجل الدين ؟؟؟
- القوة تكمن في الكلمة ... والكلمة قوة
- هُمْ ونحنُ
- إهانة للعالم كبرى
- ليتني
- ََفَعَلَ فِعلَتهُ
- صورة من القرن العشرين
- الحب يبدأ طفلاً
- شهداء مستشفى الحسين
- بيوتنا ما عادت بيضاء كالنجوم
- آني سكران
- بلا إستئذان
- حلم ذات ليلة


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلمى الخوري - الزلزال