أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الظلمة .














المزيد.....

مقامة الظلمة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8244 - 2025 / 2 / 5 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


مقامة الظلمة :

يقول صاحبنا انه أستقى حكمة بالغة وجدها في رواية ( حقول الفردوس ) للروائي الامريكي جون شتاينبك , تقول (( اذا ابعدتم الطعام عن مكان فستتركه الفئران , وانا قد ابعدت عن المكان كل مظاهر القدم والظلمة فهي ما تحيا عليه الاشباح )) , ومعظمنا يعرف ان شتاينبك كاتب أمريكي مبدع , من أشهر أدباء القرن العشرين , وأن المدارس الثانوية الأمريكية تفرض على طلابها قراءة العديد من أعمال شتاينبيك , الذي استمرت معتقداته الدينية بالتأثير بشكل كبير على أعماله الخيالية وغير الخيالية.

ليس سهلا ان تطرد الظلمة وأشباحها , وأذا فعلت فلابد ان تكون قد تعنيت وعانيت , كما يقول عبد الرحمن منيف : (( حسب خبرتي , الدروس التي لا تعلم بالدماء من السهل نسيانها )) , وأن (( جزء من الخسارة التى تلحق بالبلدان أنها تركن إلى الأوهام , وتعيش فى الماضى , وتخطىء فى قراءة الواقع واحتمالات المستقبل )) ,وهكذا فأن (( العرب أمة تعيش في الماضي , وان التاريخ يلهمها أكثر ممن يعلمها في الواقع , لذلك فهي لاتحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها )) .

وهكذا هي شجوننا العربية , ذكر المؤرخون ان الخليفة عمر بن الخطاب كان يتهيب من تدوين الأحاديث النبوية , وأنه غضب بشدة عندما وجد بعض أوائل المسلمين يجمعون الأحاديث النبوية في رقوق صفحات من الجلد المرقق , فأمر بإحراقها وقال غاضبًا : أمثناةٌ كمثناة اليهود ؟ يقصد (المشنا) التي تشكل مع (الجمارا) ما يعرف باسم : التلمود , كلمة المشنا حرفيًا , تعنى فى العبرية الكتابة الثانية , ومن هنا قال مثناة , ولم يلتزم المسلمون بموقف الخليفة عمر بن الخطاب , وعادوا في القرن الثالث الهجرى لتدوين الأحاديث النبوية , وأنها جمعت وصارت حجةً وأداة احتجاج ثم صارت مع الوقت هى المعلوم من الدين بالضرورة , وعبثًا حاول العلماء المسلمون التنبيه إلى أن الأحاديث النبوية (( ظنّيَّة الثبوت )) , وليست مُطلَقَة اليقين , فلم يعتد الفقهاء بذلك ولم يشرحوه للناس , بل أخفوه عنهم لغاية فى نفوسهم , وبالطبع فلن نخوض هنا في مسألة يقينية الأحاديث النبوية كيلا نثير مزيدا من الصخب والاهتياج عند أصحاب المصالح والمتكسبين بالدين والعاملين بقاعدة ( عُض قلبى ولا تَعُضُّ رغيفى) .

ولطرد الظلمة وأشباحها , أعرف ان الباحث المصري يوسف زيدان أثار الجدل عندما ذكر أن ربط سورة الفيل بحملة أبرهة الحبشي على مكة هو أمر خاطئ بالأساس , وأنه أكد على أن سورة الفيل إنما تحدثت عن بعض الوقائع التاريخية الواردة في أسفار المكابيين , حيث ورد في سفر المكابيين الثاني تفاصيل الانتصارات العظيمة التي حققها يهوذا المكابي على السلوقيين , وتحدث عن الملك السلوقي ديميتريوس الأول , عندما جهز جيشاً عظيماً بقيادة (( نكانور مدبر الفيلة )) , وأمره بأن يقضي تماماً على ثورة المكابيين , ثم يتحدث عن الحرب الشرسة التي دارت بين الرجلين , والتي انتهت بمقتل نكانور , وقيام اليهود بعدها بقطع رأسه ويده اليمنى وتعليقهما على سور أورشليم , ما يهمنا هنا أن السفر ذكر بوضوح خبر اشتراك الفيلة في المعركة , الأمر الذي يبدو متسقاً مع المعطيات التاريخية في ذلك العصر, لأن السلوقيين كانوا معروفين باستخدامهم الفيلة المدربة على القتال , ولا سيما في حروبهم على الجبهة الشرقية ضد الفرس البارثيين , وقد ورد في الإصحاح الخامس عشر من سفر المكابيين الثاني : (( وبينما كان الجميع ينتظرون ما يؤول إليه الأمر , وقد ازدلف العدو واصطف الجيش وأقيمت الفيلة في مواضعها وترتبت الفرسان على الجناحين , تفرس المكابي في كثرة الجيوش وتوفر الأسلحة المختلفة وضراوة الفيلة , فرفع يديه إلى السماء ودعا الرب الرقيب صانع المعجزات , لعلمه أن ليس الظفر بالسلاح ولكنه بقضائه يؤتي الظفر من يستحقه )) , فهل طرد د. يوسف زيدان الظلمة ؟

يقولون في الحياة المهنية , يُسلَّط الضوء على من يُتقن الظهور , لا من يتقن العمل , فدعني اخبرك عن السياسة والألقاب كما أوردها د . رشيد خيون فأنه كتب : (( يُتحفنا شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء وكذلك ابن العماد شهاب الدِّين الحنبلي في شذرات الذهب بأسماء أشراف الدِّين وشموسه وتُقاته , عُرفوا بـ(( الصَّهاينة )) , مثل شرف الدِّين عبد القادر الصّهيوني , وشمس الدِّين محمد بن عبد الرَّحمن الصُّهيوني , وتقي الدِّين أبي بكر بن محمد الصهيوني وغيرهم نسبة إلى جبل صهيون بفلسطين , لكن ما أن نسب تيودور هرتزل عقيدته إلى الجبل , صار اللقب مرفوضاً لا يقبل مِن صاحبه في مجتمعات ودول عديدة , حتى نُسي اسم الجبل نفسه ,كذلك على مدى التّاريخ تسمى الطائفة اليهوديّة بالعراق: الطّائفة الإسرائيليّة (الدليل العراق 1936) , لكن بعد (1948) صار هذا اللقب سلبياً , فتحول اسم الطَّائفة إلى الطائفة الموسوية , وظل هكذا )) .

صباح الزهيري .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الأدمان .
- مقامة الطمأنينة .
- مقامة الثمل .
- مقامة الحريق .
- مقامة الحزن .
- مقامة العذل .
- مقامة التدفق .
- مقامة التستخج .
- مقامة حق الكسل ( الأوبلوموفية ) .
- مقامة اللي مضيع وطن .
- مقامة الخوخ الزردالي .
- مقامة انكسارات الروح .
- مقامة الوجع الطيب .
- مقامة النديم .
- المقامة العجلية .
- مقامة سجن الحب .
- مقامة التشبيه الراكب .
- مقامة اللحية .
- مقامة الغناء بالهمس .
- مقامة القهوة والحب .


المزيد.....




- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...
- مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات ...
- فيلم -ثاندربولتس-.. هل ينقذ سلسلة مارفل من الركود؟
- بعد جدل ومنع.. مؤرخ إيطالي يدخل -الشوك والقرنفل- لجامعة لا س ...
- -أحداث دمشق 1860- تقلبات الفردوس والجحيم في قصة مذبحة وتعاف ...
- نقل مغني الراب توري لينز للمستشفى بعد تعرضه لاعتداء في السجن ...
- مهرجان كان: -التظاهرات الفنية لها دور إنساني في مناصرة القضا ...
- السفير حسام زكي: مستوى التمثيل في القمة العربية ببغداد سيكون ...
- رئيس الإذاعة المصرية الأسبق يوجه انتقادات لاذعة لياسمين عبد ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الظلمة .