أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الخوخ الزردالي .














المزيد.....

مقامة الخوخ الزردالي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


مقامة الخوخ الزردالي :

بكى طالب القرغولي بحرقة وهو يستمع الى المغني وهو يشدو بأغنيته الشهيرة (( ياخوخ يا زردالي )) التي لحنها قبل خمسين عاما , وكانت اول لحن يصممه , وعندما سمعه الناقد الموسيقي عادل الهاشمي , شعر حينها ان الاغنية العراقية قد لبست حُلة جديدة , وان الاغنية السبعينية قد ولِدت مع هذا اللحن , وقد اضاف البكاء لروعة وبهجة الحفله التي أقيمت بالناصريه ترحيبا به , وهي من كلمات الشاعر الراحل ابن مدينة العطاء الشطرة المعطاء زامل سعيد فتاح , الذي فارق دنيانا وهو في أوج عطائه , ذلك الرائع ابدا , والذي ابدع في كل قصائده , وكان انسانيا بكل ما تعنيه الكلمة لا ينسى حبيبه الوطن وهو يتغزل بحبيبته, ولهذا فأنه يعتبر من اروع شعراء الوجدان العراقي , ونتسائل كم نحتاج الى هكذا شعراء في هذا الزمن الذي تنتشر فيه اغاني عبثية لا معنى لها.

ليس من السهل خوض غمار سوسيولوجية رحلة النغم العراقي القديم والحديث , والتي تتميز بالنهج التقليدي العفوي المحافظ للموسيقى , وخصوصا أغانينا العراقية القديمة التي تعبر عن واقعنا , وبعض شعر الأغاني الحديثة , قد ترافقت مع التجديد والتطوير الموسيقى في اللحن والتوزيع , غناء السبعينات كان أكثر تنوعًا في أساليب مواضيعه من حيث اللهجة والتأثير الثقافي والاجتماعي , حيث ابتعد الفنانون عن ثقافة الاستهلاك والمادية في أغانيهم عكس ما في الأغاني التجارية التي ركزت على الجوانب المادية والشهرة.

(( ياخوخ يازردالي , بذات مالك تالي , داريتك ومن حومرت , صار الجني لعذالي , ياوسفة يازردالي , ياخوخ لاجلك ساهرت ودموعي لهروشك سكت , برعم ﭼـنت واتنطرك ومتاني واحسب كل وكت , وزرعتك بين النخل , كرصة برد , لا حر ضكت , واتمرجحت نسمات غضة وعالخلك عنبر فحت , ياخوخ موش انا اتعبت , وتلوعت , وتمرمرت , ياوسفه يازردالي , ياخوخ لاجلك عاشرت كل الطيور وصادكت , خايف جنح عصفور يهدل غصنك ويمك نمت , باريتك بكيض وشته , لمّا كبرت وتحمرت , حتى الفراشة لو تلامس وردتك بيها صحت , ياخوخ موش انه تعبت , وتلوعت وتمرمرت ياحيف يازردالي بذات مالك تالي )) .

الخوخ الزردالي : نوع من الخوخ الذي ثماره تكون بلون اصفر والتي عند اكتمال نضجها تكسوها حمرة خفيفة والزرد كلمة فارسية تعني اللون الاصفر , والشاعر هنا يشبه مفاتن الفتاة التي احبها كثمار صنف من ثمار الخوخ الاصفر اللون الريان والذي عند نضجه يكتسب لونا احمر وهو مرغوب الاكل , وقد قام الشاعر المحب بالمتابعة الدقيقة لحبيبته وتمثل بزارع ذلك الخوخ ومابذله من عناية وتوفير كافة الظروف لكي يعطي محصولا جيدا ورغم كل هذه العناية والمتابعة التي قدمها لفتاته فان الحبيبة تنكرت له.

لم أفكّر يوماً بحبيبة شاعر, بقدر ما فكرتُ بحبيبة الشاعر زامل سعيد فتاح , دار بخلدي هذا وانا استمع لـهذه الأغنية وإلى النصوص الأخرى التي كتبها ورددها العراقيون , كتبت صديقة أنها حضرت حفل زفاف في الشطرة , ودخلت امرأة متوسطة العمر, وقالت أم الصديقة للصديقة , بعد أن سألتها : (( هاي الخوخ الزردالي )) , واضح في نصوص زامل أنها كُتبت عن امرأة واحدة , المرأة التي تشكل نقطة ضعف الشاعر, السلك الكهربائي الذي يظل يصعقه العمر كله, أتساءل الآن كيف تفكر حبيبة زامل بالأغاني؟ وهل لديها فكرة ان كل عراقي أحبها مثل زامل دون ان يعلم ؟ رحم الله العاشق زامل سعيد فتاح , ورحم الله كل العشاق المساكين , الذين يرددون : (( داريتك ومن حومرت , صار الجني لعذّالي , يا وسفة يا زردالي )) .

صدق من قال بأن الموسيقى رافدينية , لقد نقل الملحن طالب القره غولي الأغنية العراقية من أطرها القديمة إلى الأغنية الوجدانية الإنسانية والرومانسية , انطلاقًا من نصها المؤثر بألفاظه ولحنها الذي يمس شغاف القلب , وحقق لها الانفتاح على الآفاق خصوصًا في الفترة الذهبية السبعينية للأغنية العراقية , وأزدهار الثقافة العراقية وفنونها بكل أشكالها , وحين يجتمع زامل سعيد وطالب القره غولي , يعني إن هناك أغنية تتلائم والذائقة العراقية , ضاربة في الروح إحساسا ودهشة , فقد أبدع بلحن هذه الأغنية , و كونه يتميز بقدرة أدائية صوتية ولحنية عالية , وفكر واع , لأنتقاء النص والنبرة الصوتية التي تناسب ألحانه , وقد أجاد غناءها بسبب احساسه , والعُرب التي أضافها نابعة من داخله , فقد تفرد ببريق صوته وطريقة أدائه لنبرة اللحن , فكانت أغنية لها اثرها في ذات المتلقي لقربها من أحاسيسهم.

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة انكسارات الروح .
- مقامة الوجع الطيب .
- مقامة النديم .
- المقامة العجلية .
- مقامة سجن الحب .
- مقامة التشبيه الراكب .
- مقامة اللحية .
- مقامة الغناء بالهمس .
- مقامة القهوة والحب .
- مقامة دمشق .
- مقامة نجمة الصبح .
- مقامة الأنكار .
- مقامة لغة العشاق .
- مقامة الصليب .
- مقامة الغصن المكسور .
- مقامة أرتقوا فالقاع مزدحم .
- مقامة العادات الشرقية .
- مقامة الثمن الباهظ .
- مقامة التوبة .
- مقامة ولادة .


المزيد.....




- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الخوخ الزردالي .