أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الثمن الباهظ .














المزيد.....

مقامة الثمن الباهظ .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


مقامة الثمن الباهظ :

يتلذذ صاحبنا المندلاوي عندما ينشر حكم الحب , حيث كتب اليوم : (( الحب اقصر كلمة ينطقها اللسان , واطول درس يتعلمه الانسان , يأتيك مجانا , ويغادرك بثمن باهظ تدفعه روحك وجسدك )) , نتناغم معه , مدركين ان الحب ليس في العثور على شخص تعيش معه , بل في العثور على شخص لا يمكنك تخيل الحياة دونه.

تعلمنا من دروس الحياة , ونصائح الحكماء , ألا نقع في الحُب إلا مع شخص يجنّ إن تخللت أصابعك بين أصابع غيره , فتراه يسأل عن أسباب الخدوش في أطرافك ويراها بمثابة علامات لأيام مرّت على قلبك , ويلاحظ أبسط تفاصيلك تلك التي قد تظن أنها غير مهمة , لكنه يراها كل شيء , ويعانقك عناق المكتفي بك عن جميع ما في الكون.

يقول فيودور دوستويفسكي في روايته (الجريمة و العقاب ) : ((أتدري ما هو الحنين ؟ الحنين هو حين لا يستطيع الجسد أن يذهب إلى حيث تذهب الروح )), فما العمل والقرب منك دفئ وحنان , والبعد عنك ندم , والفراق عنك ألم ؟ أو كما يقول أمين جياد : (( كيف و أنتِ دمي حينما أَهمُّ بالكتابةِ إليكِ تهْربُ الحروف ُ , فأُطاردها بنصْفِ شَغَفي , أُمْسكُها فتتعلَّقُ بي , أُقَبّلُ حرفاً , حرفاً تَنْزعُ ثيابها خجلى فتنامُ تحت أصابعي أسمعُ لهاثها فيكتملُ الشغف , أبلّلُ نقاطها نقطةً نقطة , فتصيرينَ حَجَراً مجنوناً بيْنَ دمي )) .

مجانا ولد الحب داخل قلبي وكان أكبر من حجم ذلك القلب , شعرت انه لم يولد حبي له في هذا الزمن , بل قدم إليّ من روح أخرى حلت بيّ , أحسست كأني أعرفه من حياة سابقة, افترقنا هناك ثم عدنا لنلتقي ثانية هنا , فالحب لا يغادر الأرض , بل يولد من رحمها ويتناسل فوقها , لذا فأن أرواح العاشقين متشابهة , لكن بصور مختلفة , ما زلت أتذكر ابتسامته, وهو يصغي لما أقول بينما يدي غافية بين يديه.

تعلمنا حكمة ثمن مغادرة الحب الباهظ من أور , فمذ ذاك والناس تصفُ أجمة القصب التي تقف وحيدةً في العراء وتنحني لتقاوم الهبوب على أنها الألم , منذ أور وهم يَصِفونَ الأجمة كيف أنّها تعمّرُ طويلاً لتزهرَ مرة واحدة في تخوم حياتها وتموت , تزهرُ قبلَ أن تموت , لكن الوصف لا ينتهي عند هذا الحدّ , إذ أنّ الأجمة الميتة تظل ناتئةً لتكوّنَ دكةً صلدةً تقف عليها الطيور لتشرب الماء أو تستريح , ومنذ أور ونحن لا نستريح دون الجلوس على دكة آلامِ مَن سبقونا , مِمَن أزهروا وماتوا .

هناك أغنية غجرية تقول ترجمتها : (( عندما يصاب الغجريّ بالحب , ينقطعُ عن الغناءِ ويقطرُ دماً , يتحول من قاطعِ أخشابٍ إلى شاعرٍ , يا للخساًرة , بيوتُنا في العرباتِ التي تجري نحنُ الغجر, وأنت وسيمٌ بلا جرأةٍ , قوسٌ بلا سهامٍ , أيها الفتى , شمعتان داخلَ رأسي صورةُ عينيها مذ رأيتها , شمالُنا السماءُ وجنوبُنا الأرضُ شرقُنا وغربُنا الأغاني , وأَوتارُ جسدِك في السُّرةِ أوتارُ جسدِك , إصلح شالي أيها الشيخُ إصلح شالي , ولك قبلةٌ من الفمِ )) .

كتبت الصديقة مونيا صاري : (( لا زالت الأكواب تتزاحم على طاولة القدر , ورشفة العمر واحدة لم تتغير , عميقة المذاق صاخبة المسك , جياش لونها , ثائرة الهدوء كحيلة النظرات , عربية الحسن , تملأ الدنا من ثرثرة عشقها الخالد , وحديث الروح تحركه ملعقة الشوق المغمورة بالوجد , وجدران الفؤاد حيث صدى أحاديثنا المسائية تملأ ذاكرة الزمكان )) , أما عريان السيد خلف فقد دفع الثمن باهظا , وهاهو صوته يتهادى قائلا :
(( محطاتي كضن ودبيب ليك أمشاي ولامره أكصدتني ولا تراوالي
جلدات الزواجل طشرتهه أصكور لازقَت مَلابي وتاه منوالي
يبو أعيون الوسيعه النهد شايل غيض دصد عينك عليه ولا تظل سالي
تمنيتك تجيني أغلك عليك العين وشمك شمة الغايب تعناني
أجيلك مستحي والشيب أكل بالراس أخافن عين كل واشي أيتخطالي
نسيت العيب والفشلَه وحجي البطران تنطرتك تجيني أتجيد عذالي
خليها أبكفاك أمعكرات البال ياهو اللي وشالك يكعُد أكبالي
أطيح أبخاطرك وبجي أبشليلك دم بطران الحجالك والكلب خالي
تعال أكرب حبيبي أنصفي راي أبراي مبخوت أعتذرلك بس تعنالي )) .


صباح الزهيري .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة التوبة .
- مقامة ولادة .
- مقامة 2025 .
- مقامة محطة الأستراحة .
- مقامة الصبر .
- مقامة الحب بالمجان .
- مقامة تأثير الفراشة .
- مقامة هلوسات التحليل
- مقامة الكريسمس .
- مقامة القشة .
- مقامة المثقفين و الخيانة
- مقامة الحلو و المر .
- مقامة العنكبوت .
- مقامة المدمي .
- مقامة البرد .
- مقامة روما .
- مقامة البواكي .
- مقامة الشوغة .
- مقامة الأنتصار .
- مقامة المرأة .


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الثمن الباهظ .