أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أرتقوا فالقاع مزدحم .














المزيد.....

مقامة أرتقوا فالقاع مزدحم .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


مقامة ارتقوا فالقاع ازدحم :

كأن جبران خليل جبران في سنوات الثلاثينات يقرأ المستقبل حين كتب : (( ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين , ويل لأمة تلبس مما لاتنسج , وتأكل مما لاتزرع , وتشرب مما لاتعصر , ويل لأمة تحسب المستبد بطلا , وترى الفاتح المذل رحيما ً, ويل لأمة لاترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة , ولا تفخر إلا بالخراب , ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع , ويلٌ لأمة سائسها ثعلب , و فيلسوفها مشعوذ , و فنها فن الترقيع و التقليد , ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل و تودعة بالصَّفير , لتستقبل آخر بالتطبيل و التزمير , ويلُ لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين , ورجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير , ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء , وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة)) .

يقول احمد خيري العمري ان : (( مبتكر مقولة ( ارتقوا فالقاع ازدحم ) كان متفائلا جدا ,فالهاوية لا قاع لها )) , وقد علق أحدهم : ((وضعت نفسي مشاهدا لأبصر هذه الحالة فأيقنت أن القاع ليس مزدحم بل السطح , حيث هناك مقولة جاءت هكذا (( ارتقوا فالقاع مزدحم )) , لكن لما تبصر جيدا سوف تدرك أن القاع حقا للغرباء , بينما السطح هو لمحبي الظهور )) , وعلق آخر : (( أغبياء من قالوا ان القاع فيه زحام شديد , الزحام الحقيقي والتزاحم علي السطح , هناك يطفو الكثير ممن لديهم مرض حب الظهور , هناك حيث التناحر والتباغض وحب الحياه , الجميع يريد ان يطفو ولو حساب الاخرين , اما القاع او العمق فهو المكان الوحيد الذي لايرغب احد في الذهاب اليه العمق مصدر القوه)) , وتابع معلق آخر : (( أرتقوا فمغييبي العقول قد أهلكوا الحرث والنسل , وعاثوا في الأرض فسادا , وهم يتسترون بثوب الأيمان والتقوى ويتباهون بطول اللحى , فهلا أعددتم العدة لأنتشال الناس من هذا الواقع المرير)) .

نجيد فن الشكوى فقط , يقولون ان كلمة قاع ليس فيها أمان , أما كلمة هاويه فهي تدعو لليقظة السريعة , يحضرني قول النبي ( ص ) : (( ارْتَقُوا فِي مُعَامَلاَتِكُم , فإن أكثر الناس قد قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ , وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُم )) , وهي دعوة للأرتقاء بالأخلاق ,فكونوا نبراسا في الأخلاق , إن ذُكرت الشجاعة فأنتم القوم , وإن ذكر الصدق فأنتم القوم , وإن ذكر الوفاء فأنتم القوم , وإن ذكرت العِفَّةُ فأنتم القوم , وإن ذُكر البِرُّ فأنتم القوم , وإن ذكر الجود والكرم فأنتم القوم , وما يُذكر خُلُقٌ كريم إلا وأنتم أوفر الناس منه حظا , فارتقوا عن القاع , تتبعكم دنياكم صافية نقية , وتشرئب إليكم أعناق الناس , وتكونوا مثلاً لغيركم في من نجى في زمن العجاب .

تذكرت ابو نؤاس وفن أرتقائه من تحت لفوق , فقد كان ابو نواس عاشقا متيما بالغلمان وشديد الولع بهم وفي ذلك يذكر أن أبا نواس وهو في زيارة للخليفة هارون الرشيد أُعجب بغلام جميل لدى الرشيد , وطلب أن يبيت عند الخليفة في تلك الليلة , فأمر الخليفة بأن يبيت أبو نواس على الأرض والغلام (أبو طوق) على السرير , لكن عندما أتى الصباح قدِم الخليفة , فوجد أبا نواس والغلام معا على السرير, وعندما سأله الرشيد غاضبا عن سبب عدم إطاعته لأوامره , أجابه أبو نواس قائلا (( هزّني الشوق إلى أبي طوق.. فتدحرجت من أسفل إلى فوق )) .

لما مات ابو نواس قيل لأبي الحسن : هلا تصلي عليه ؟ قال: لا , قالوا: لماذا ؟ قال: لأنه كان مجاهراً بالمعصية , فليصل عليه واحد منكم , فلن أصلي عليه , وقبل أن يصلوا صلاة الجنازة على أبي نواس لقي صديقه ورقة في جيبه , فأخرج الورقة وإذا بها آخر ما كتب :
(( يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ و يستجير المجرم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلم ))
فعندما سمع أبو الحسن هذه الكلمات قال : يرحم الله أبا نواس , هيا لنصلي عليه , فصلى عليه لأنه ميت يحسن الظن بالله .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العادات الشرقية .
- مقامة الثمن الباهظ .
- مقامة التوبة .
- مقامة ولادة .
- مقامة 2025 .
- مقامة محطة الأستراحة .
- مقامة الصبر .
- مقامة الحب بالمجان .
- مقامة تأثير الفراشة .
- مقامة هلوسات التحليل
- مقامة الكريسمس .
- مقامة القشة .
- مقامة المثقفين و الخيانة
- مقامة الحلو و المر .
- مقامة العنكبوت .
- مقامة المدمي .
- مقامة البرد .
- مقامة روما .
- مقامة البواكي .
- مقامة الشوغة .


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أرتقوا فالقاع مزدحم .