أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى














المزيد.....

إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هى بالفعل "فزورة" لكنها ليست من ذلك النوع الذى نتفنن فى التسلية به فى شهر رمضان، وإنما هى واحدة من "اللوغاريتمات" التى تحفل بها حياتنا السياسية، والتى لا يمكن ان تكون التسلية واحدة من أهدافها باى حال من الأحوال.
فماذا يعنى ان تكون إحدى أهم مسوغات التعديلات المقترحة لاربعة وثلاثين مادة من مواد الدستور هى تفعيل الحياة الحزبية، وقبل أن يجف مداد تصريحات الرئيس حسنى مبارك التى تؤكد على هذا المعنى يفاجأ المصريون برفض التصريح بقيام إثنى عشر حزبا، من بينها حزب الوسط وحزب الكرامة.
وكيف يمكن فهم هذه المعادلة المستحيلة؟!
الرد جاهز على لسان "المبرراتية" المستعدون دائما وابدا للدفاع عن الشئ ونقيضه، وهو أن القرار المتعلق بالاحزاب، حكم قضائى، والأحكام القضائية لا يجب التعليق عليها لانها عنوان الحقيقة كما يقال.
ولست هنا فى معرض التعليق على هذا الحكم القضائى، أو الحيثيات التى استند اليها وانطلق منها ليصل الى هذا القرار.
فهذه الحيثيات – حتى بافتراض انها فوق مستوى الجدال – لا تحل المشكلة ولا تقدم اجابة على السؤال المطروح، لان هذه الحيثيات ببساطة تستند الى القوانين المعمول بها حاليا والتى تنظم قيام الاحزاب السياسية. وهذه القوانين ذاتها هى موضع النقد من جانب كل من يريد تفعيل الحياة الحزبية فعلا.
فمن المعروف ان المحطة الأولى التى يجب على أى راغب فى انشاء حزب ان يمر عليها هى تقديم أوراقه الى لجنة الاحزاب السياسية. وهى لجنة عجيبة لا أظن أنه يوجد لها مثيل فى أى دولة من دول العالم. لانها لجنة يترأسها الأمين العام للحزب الوطنى الحاكم. وهذا يعنى أن الحزب الحاكم يصبح هو الخصم والحكم فى آن واحد، وأنه هو الذى يختار "المعارضة" التى ترضيه وتأتى على هواه، وهذا وضع فى غاية الغرابة والشذوذ.
وإذا نظرت هذه اللجنة العجيبة فى الأوراق المقدمة إليها وقررت رفض الترخيص بقيام حزب ما، فانه لا يتبقى امام مؤسس هذا الحزب سوى محطة ثانية وأخيرة، هى دائرة الأحزاب بمحكمة القضاء الإداري. وهى أيضاً دائرة عجيبة لأنها ليست مكونة من قضاة بالكامل بل إن نصف أعضائها من غير القضاة.
والأدهى والأمر أنه لا توجد درجة ثانية للتظلم من أحكامها!
هذا هو ما يجب مراجعته وإعادة النظر فيه، حتى يتم تفعيل الحياة الحزبية، بحيث يتم إلغاء لجنة الأحزاب التى يرأسها الأمين العام للحزب الوطنى الحاكم، ويكون إنشاء الأحزاب الجديدة بالأخطار فقط ودون حاجة إلى الحصول على ترخيص من أى جهة.
فإذا ما ارتكب هذا الحزب أو ذاك مخالفة قانونية، يكون القضاء الطبيعى هو الحكم دون حاجة إلى "تفصيل" محكمة ليس كل أعضائها من القضاة!
وليس هذا "اختراعا" وإنما هكذا تجرى الأمور فى كل البلدان الديموقراطية بينما ترزية القوانين لدينا يتفننون ، ويتلذذون، بـ "تفصيل" لجان وتشريعات شاذة عفا عليها الزمن.
ومعنى ذلك أن المشكلة بالنسبة للحياة الحزبية ليست مشكلة قضائية، وإنما هى مشكلة سياسية بالدرجة الأولى. ولا يجب بالتالى أن نتوقف كثيراً أمام المماحكات التى تحاول ان تأخذ شكل القانون، والتى تبرر إغلاق الطريق بالضبة والمفتاح أمام أحزاب جديدة بعدم استيفاء الأوراق أو غير ذلك من مبررات.
فأى أوراق وأى إجراءات يمكن الحديث عنها فى حالة حزب مثل حزب الوسط الذى أفنى وكيل مؤسسيه المهندس أبو العلا ماضى أحد عشر عاماً من عمره فى المحاكم دفاعاً عن حزبه الذى تحتاجه البلاد فعلاً، مثلما تحتاج حزب الكرامة الذى يكافح وكيل مؤسسيه حمدين صباحى منذ ثمانى سنوات للحصول على "رخصة"!
ومن الغريب ان يظل أهل الحل والعقد صامتون إزاء هذا الوضع الشاذ رغم أنهم كانوا هم أنفسهم أول المتخوفين من نتائج انتخابات برلمان 2005 التى أسفرت عن تهميش الأحزاب السياسية العلمانية ، ليبرالية ويسارية، وإفساح المجال فقط أمام الحزب الوطنى من جانب والأخوان المسلمين من جانب آخر، الأمر الذى يهدد باستئصال السياسة وموتها فى التحليل النهائى.
والأغرب أن نشكو صباحاً ومساء من ضعف الإقبال على الانضمام إلى الأحزاب السياسية، ثم نضع العقبات أمام إنشاء أحزاب جديدة ربما يفلح بعضها فى تحريك المياة الراكدة وإعطاء بارقة أمل للأغلبية الصامتة فى جدوى المشاركة السياسية والحزبية.
وأيا كانت المبررات فانه سيكون من المستحيل إقناع الناس بجدية التعديلات الدستورية المقترحة، والتى من بين مسوغاتها تفعيل الحياة الحزبية، بينما الواقع العملى الذى يتم تكريسه هو سد الأبواب بالضبة والمفتاح أمام إنشاء أحزاب جديدة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليل كلفت
- بداية .. ونهاية
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة!
- حكومة »ديجيتال« تستخدم أسلحة العصر الحجري
- المجتمع الأهلي.. فى إجازة
- جهاز حماية المستهلك يحتاج إلى حماية
- مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف
- رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!
- محمد عودة .. -جامعة متنقلة-
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات
- إهانة رفح
- العبث بالديموقراطية
- المحطة الأخيرة
- اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى


المزيد.....




- أكثر من 700 حريق غابات تستعر في كندا بينها 200 خارج السيطرة ...
- يواجهون البحيرة ويصرخون.. -نادي الصراخ- في شيكاغو يشهد إقبال ...
- -وكمان مصاريف على الفاضي-.. نجيب ساويرس يعلق على منشور بشأن ...
- وسط أزمة الجوع.. حالة يأس تنتاب الفلسطينيين مع إنزال مساعدات ...
- مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي ...
- ما تأثير اعتراف ماكرون المزمع بدولة فلسطينية في الداخل الفرن ...
- إيطاليا: القضاء يُخلي مسؤولية ميلوني في قضية ترحيل مسؤول ليب ...
- مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 22 ...
- ماذا يعني إيقاف آخر البرامج السياسية بتونس؟
- من أنقاض زلزال.. بحرينية تستكشف سحر -الغابة الغارقة- في كازا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى