أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - لهيب خليل - كوميديا رمادية















المزيد.....

كوميديا رمادية


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 13:01
المحور: كتابات ساخرة
    


فضائية باجي حه لو الشعبية .... حكاية الالم المستمر
عندما توقفنا امام عامود الإنارة الذي لم يرى النور منذ اكثر من عشرين سنة في محلتنا ونحن نتابع نشرة الأخبار من راديو الهاتف لنعرف سبب انقطاع الماء البارحة ، توقفت أمامنا الخالة باجي حه لو وقالت ماذا تسمعون قلنا انت لا تدرين ؟!انت الطيور التي تقف على اسلاك الكهرباء تعرفينها من اين جاءت ،قالت وهي تنظر الى الافق اقول لكم لما لا يصبح عندنا قناة خاصة ؟ تذيع لنا وللمسؤوليين اخبار المحلة والطرف والمدينة قلنا لها وكيف تكون هذه القناة ومن يدفع الاجور للعاملين فيها ؟ قالت اولا وبعد ان وضعت نظارتها الطبية ومسكت قلم زوجها المرحوم الباركر في يد وفي اليد الاخرى دفتر صغير وكأنها صحفي: اليس هكذا يكون مراسلو الاخبار فهي سهلة قلنا اذا اعتبرينا من اليوم صحفيين قالت لهذا تذهب انت قره 1* الى بيتك عمتك سعدية وتسأل عن احوالهم فالمكسينة تربي يتامى بعد ان مات ابوهم بالتفجير الذي وقع السنة الماضية وانت قرمزى 2* تمضي الى دكان خالتك حمدية وتسأل عدد الذين اشترى البيض من دكانها صباح اليوم لنعرف من اكل اليوم بيض لانه الفطور الصحي مثلما تصيح يوميا فضائياتهم وانت الاخير دوما تروح لامك وتسألها من اصبحت حامل في هذا الشهر لانه اكثر اهتماماتها ،وقبل ان تسألوا لماذا ؟لاننا ضجرنا من أخبار المسؤولين والمسئولات فلان ذهب الى الصين ونحن نموت من المرض علان استقبل الوفد الهندي واكثرنا لا يجد ما يفطر به بالصباح فلان ودع جلالته وفي الاسبوع تنكطع الكهرباء سبعة ايام وكانهم هم فقط الذين خلقهم الله ولذلك ارى من الضرورة الملحة ان تكون لنا قناة تذيع اخبارنا ومشاكلنا ذلك لانه على اقل تقدير سيسمع القائمين على الامر ما نشكو منه طيلة ايام السنة ويسمعوا لأغانينا المليئة بالآهات والحسرات، ضحكنا وسألناها باجي حه لو كيف تعرفين كل هذا بشكل جيد هكذا ،قالت: لقد ترك زوجي مكتبة بها عشرات الكتب وكلما اشتقت اليه قرأت احد تلك الكتب، قلنا وهل تفهمين كل ما مكتوب فيها ،قالت في البداية كان كل شيء صعب ولكنني وجدت كتاب اسمه منجد اللغة استطعت ان افهم منه معنى الكثير من الكلمات وصرت افهم ما في تلك الكتب قال الاحمر وكيف ستكون نشرة الاخبار؟ قالت بسيطة سنكون عكس ما يقدم الان في القنوات الفضائية لا نتحدث في السياسة والدين ،فقط في الاقتصاد والحاجة التي نريدها وضرورية وسنذيع اولا اخبار البسطاء والفقراء والمهشمين والمرضى ونبدأ نشرتنا الإخبارية بأضعف واحد في الطرف حالا ومالا ،قلنا ومن يكون ياخالة ،قالت اولاد الكلب اياكم ان تنسوا العم ابو فتوش 3*الذي عنده كلية واحدة والاخرى غير جيدة المسكين وبدات دموع عينيها بالانهمار ،صحنا الخالة ما هذا الكلام وهل ستبكين وانت في نشرة الاخبار ،ردت بالم وماذا افعل لانني لا استطيع عمل أي شيئ (للاخر شر )*4 الحكومة مشغولة عنا بأمور الكرسي ونحن بعيدون عن بالهم وتفكيرهم قلنا ولكن الحكومة صارت هذه الايام تساعد الفقراء والعاطلين قالت باجي حه لو اولاد الكلب في العيد الفات كم واحدا منكم اشترى ملابس جديدة رد قرمزى لقد اشترت لي امي تي شيرت ازرق، قالت وبعد ان اغمضت عينها اليمنى (كوزو ايدن)*5 الحكومات تشعل النار وكانها تطبخ لنا لغرض ذر الرماد في اعيننا وتقدم المساعدة لتضع رغوة صابون تحت ارجلنا ونحن للتو قد دخلنا حمام الديمقراطية الذي بنيت حتى ارضيته ببلاطات من عسل الكلام من اجل شراء اصواتنا في الانتخابات، يوجد خلل في حياتنا لعدم وجود توازن في الإيرادات و المصروفات وليس لأسباب سياسية او دينية فحسب ،قالت الكلام الأخير وهي تهز راسها وكأنها احد المسؤولين، وعادت للكلام مرة اخرى وهي تشير بسبابتها: الإعلام الحالي بعيد كل البعد عنا انظروا لنساء الطرف والمحلة المكرودات اية واحدة تستطيع ان تكون مثل تلك الفاتنات والجميلات التي يطلن علينا من خلال نشرات الأخبار والفضائيات مشدودات الصدر ومشدودات الخدود مشدودات المؤخرات ،وراحت تبكي من جديد كان المرحوم لا يفوت نشرة اخبار واحدة وانا كنت اتصور الرجل قد كبر وهرم وامسى مجنون بالسياسة بعد ان راح الجميع يهتم بها ولكنني اكتشفت وانا أتناقش معه في الفلسفة الوجودية لانكم ياخالة تعرفون كم كنت في شبابي مناصرة لجان بول سارتر *6قالت الجملة الاخير ة وغمزت هذا الكاتب العطال بطال عنده مسرحية اسمها الذباب تصورا هل الذباب مهم لهذه الدرجة ليكتب عنه مسرحية المهم وجدت عمكم لا يفهم شيء في الفلسفة لذلك طرحت عليه الخوض في السياسة ومطابخها فأظهر غباء منقطع النظير رحمة الله عليه وعندما سالته انت تتابع الاخبار ولا تفهم شيء في السياسة كيف ذلك ؟دحـّق بي طويلا وقال ياامراة تزوجتك منذ اربعين سنة وقد نسيت شكل الأنثى منذ ان كبرت دعينا الان أرى ما خلق الله من نساء عسى ان يدب الحب بيننا من جديد راحت تبكي مرة أخرى ،قلنا لها ياخالة رحم الله العم اخبرينا عن القناة الجديدة قالت يااولادي اريد في هذه القناة ان تعرض الأمور على حقيقتها ليعرف الكبار ان حال الدولة والمؤسسات ان الامور مصخمة لان الموظفين يأتون صباحا الى الدوام حليقي الذقن يرتدون البدلات والنساء قد وضعن الماكياج بالمالنج *7يتصورون ان الشعب حاله رائق ومزاجه بمبي ولا يعرفون ان حميد قد ضرب زوجته بالحذاء لأنها حرقت له قميصه الجديد أثناء الكوي ومن يومها وهي لا تسمع ومحمد الأعور طرد اولاده لانهم طالبوه بمصروف الجيب والمجنون خورشيد طوبال كلما ذهب الى دوامه بالشركة قفل الباب بالمفتاح خوفا على بناته من شباب المحلة المجنون ولا يعرف إنهن صار معهن هواتف محمولة وباستطاعت أي شاب ان يصل لابنته ويدوخها ويقلب كيانها بإرسال الصور الى الهاتف عبر التقنية الجديدة اريد قناة تتحدث عن هذه المشاكل والمصائب وليس لاجل نشر غسيل الناس الوسخ واخبار الممثلات المشخلعات بل حقيقة ما يجري في هذه البلاد حماها الله ،نظرت اخيرا الى السماء وتكلمت بصوت منخفض حسبي الله ونعم الوكيل! سألنها بالله ياخالة من اين تعرفين كل هذه المصطلحات وتلك الاسماء الكبيرة قالت رحمة الله عليهما ابي وامي فكلما جاءت لنا رسالة من اخي الذي هاجر في ستينيات القرن الماضي الى اوروبا الملعونة يحير من يقراء الرسالة فكل من في البيت امي لايعرف القراءة والكتابة لذلك كان ابي يسأل هل في الرسالة فلوس نرد عليه لا فيقول !اذا ما الفائدة من حروف لاتسمن ولا تغني مزقوا الرسالة كنت أخذها واخفيها وبعد ان تعلمت القراءة والكتابة عرفت ان اخي المسكين كان هناك في السجن بعد ان اتهم بجريمة قتل لم يرتكبها وبقي في السجن حتى مات ولهذا تزوجت من عمكم الذي كان يشتري الكتب ليقرأها ومن ثم يبيعها وعندما كان يسجن كانت افتح تلك الكتب لارى ما مكتوب بها وبعدها قررت ان اتعلم القراءة والكتابة وسجلت في محو الامية واخذت معي نساء الطرف وكانت الدروس سهلة وجيدة لكن المعلم في الصف كان يحاول ان يراودنا عن انفسنا لهذا تركنا الصف ولكني بقيت مصرة على ان اتعلم ونجحت في ان اخذ الابتدائية ثم المتوسطة وبدأت افهم في هذه الامور ولكن للاسف ؟! قلنا وما الداعي للاسف قالت يااولادي كنت اتمنى ان اسجن مكانه قلنا لها ولكن انت تفتخرين بانه كان سجين سياسي قالت وما الذي استفدته في السابق لم اهنئ به لانه شبابه راح فيه وعندما خرج من السجن كبرت انا ولم يهنئ بي هو.
1ـ قره بالتركماني وتعني اسود
2ـ قرمزى بالتركماني وتعني احمر
3ـ تصغير فاطمة بالتركماني
4ـ كلمة تركمانية وتعني البائس
5ــ مثل تركماني ويعني لتقر عينك
6ــ فيلسوف فرنسي
7ــ آلة يستخدمها البناءون



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبه انت امام وهم ..
- كل عام ونحن مهرجين
- سياسة
- ديمقراطية لذيذة
- الحياة سائلة
- هل لازال للشعر ضرورة
- ابو الكذب ..
- عجيب ديمقرطية
- حكاية
- دراما رمضان
- هموم سلطانية
- مطرقة ماركس شعر
- تضامنا مع مظاهرات تشرين الاول العراقية
- حَمّام من اجل الوطن ....
- انتخابات الى الابد / قصة
- قصة قصيرة
- سينما الواقع
- الكلب .... قصة
- اقصوصة
- السينما والمجتمع المدني


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - لهيب خليل - كوميديا رمادية