أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم البيك - امرأة الرسالة.. لوحة تروى بالأمكنة














المزيد.....

امرأة الرسالة.. لوحة تروى بالأمكنة


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:14
المحور: الادب والفن
    


ذكرتُ في مقال سابق – تداخلات يوم واحد- ما خالجني حين عثرت على رواية الكاتبة و التشكيلية الفلسطينية رجاء بكرية. لم أكن مغالياً في غبطتي بـ "امرأة الرسالة" التي وقفتْ تراقب خطواتي مقترباً تارة و مبتعداً تارة. تراقب نظراتي الباحثة بين أسماء الدور عن "الآداب" حيث تسكن تلك المرأة. و حين أدركتُ الدار وجدت امرأتي مقتعدة الرفوف بتواضع ملكة تتوسط جواريها. زادت غبطتي حين رأيت عكا و حيفا و يافا منثورات على مدى أرقام الصفحات, مدناً تحتضن بين أفئدة الرواية عشقاً حال حنينه و جماليته و جنونه و مكانه دون أن يكتمل.

قصة عشق بين نشوة و المكان و غسان. كالكثير من قصص العشق الوخيمة بين فلسطينية و فلسطيني. ما كانت نشوة لتهرب فتعود فتهرب من غسان و المكان لولا الاحتلال و ما جلبه معه من مومسات شرق- أوروبيات. احتلال هجّر نشوة لتنضم إلى ملايين اللاجئين, بعد أن اعتقل, و لأسباب أمنية, غسان الباقي في الداخل. و أحل الاحتلالُ لنفسه و مومساته المكان, فلا عاشق و لا عاشقة و لا مكان يخفق علم العشق فيه, إلا من نجا.

أرسلت فور عودتي إلى البيت رسالة الكترونية إلى رجاء أخبرها بأن روايتها باتت في عهدتي و أنني باشرت رحلتي في أغوارها. فردت تسألني عن المكان في الرواية, لم تسأل: كيف هي نشوة عندك؟.. أرجو أن تعتني بها, و لم تسأل عن حالة العشق الفوضوية التي تتخبط بها, و لا عن غسان الضائع أو كاظم المخلص.. بل سألت: كيف أحوال المكان الذي تسير معه؟

كانت تعلم مسبقاً بأن المكان, عكا و حيفا و يافا, و ليس لندن, سيرسم أمامي رائحة جسد نشوة في عاصمة العشق الأزلية, عكا, و بأنها, المدن الثلاث, أكثر ما يثير شهوة لاجئ لعشق سيكون ممكنا اكتماله كبدر, فور رحيل الاحتلال و مومساته.

كم كانت رجاء جميلة و هي تلفح ألوانها على الصفحات البيضاء كلمات. تحاصر القارئ بهالة نثرية إلى أن يسكر بمجازها, فتسحبه خلسة عبر أحداث رواية يباغَت بها دون أن يصحو. تسيطر عليه, تحكم سيطرتها, توثق احكامها, و تمشي به عبر الصفحات واثقة من جمال امرأتها و أنوثة رسائلها و أمكنتها.

سأخجل من الإجابة على سؤالك عن المكان الذي أسير معه, فمسير كهذا يصل إلى محطته الأخيرة عند الصفحة 366, و ذلك لا يكفيني للكلام عن أحواله.

عزيزتي رجاء, سأخبرك الكثير عن أحوال المكان حين أسير فيه. إلى حينه, أخبريني أنت عن أحوال المكان.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قال لم يقرعوا الجدران..؟
- تداخلات يوم واحد
- مضرّج بالأمكنة
- لقطة.. حرية
- هنا.. هناك
- عن الجليل و أيلول
- بيسارك.. على يسارك
- عالبيعة يا خيار
- قصة عاشق اسمه أبو علي مصطفى
- حبّ فلسطيني... في أربع ساعات
- موسيقى الكاتيوشا
- مع حبي.. ترشيحا
- في الجليل.. حياة
- أحمر أبيض
- وطن من اثنين
- غباء بكل الأحوال
- لا مكان للمساومة
- لرؤوس أصابع طاغية
- حرية تكفي.. لجمالها
- -اقعد عاقل-


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم البيك - امرأة الرسالة.. لوحة تروى بالأمكنة