أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سليم البيك - غباء بكل الأحوال














المزيد.....

غباء بكل الأحوال


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


ذات صباح صيفي, نزل غسان من بيته إلى سيارته, يدير المحرك, فتنفجر عبوة مزروعة في سيارة سمير فور تدوير المحرك في صباح صيفي آخر. كان كلاً من غسان و سمير ذاهباً إلى صحيفته ليكتب مقالاً عن الحرية و ينتقد النظام الاجتماعي و الثقافي و السياسي القائم, أو ليتم صفحات من كتاب يُتم قبل الأوان.
كان كل منهما يمشي ممتشقاً حلمه بيد و قلمه باليد الأخرى, يحلم بحرية من كل أشكال السيطرة, و العسكرية خاصة, على المجتمعات, أكان العسكر من الخارج أم الداخل.
حلمهم هذا أرق خفافيش المجتمعات و منعهم ليس من الحلم بل من النوم أصلاً, و أكثر من ذلك, عراهم, و هم من تعود العيش في الظلام, و كشفهم على شمس حرقتهم أو كادت, لو لا أنهم تداركوا فاغتالوا الحلم و القلم. اغتالوا بجبن, و خلّدوا المشروع و الفكرة بغباء.
كانوا, و ما زالوا طبعاً, قصار النظر بحصرهم لفكرة غسان و سمير في أشخاصهم, ظنوا بأن قطع الحبر عن القلم, بل اغتيال القلم ذاته يودي بالفكرة. و لكن تجربة 34 سنة من اغتيال غسان كنفاني, أثبتت غباءهم, كما ستستمر في إثبات ذلك و كما سيثبت اغتيال سمير قصير ذلك.
تعجز المخابرات بأنواعها و فصائلها- البرية و المدجنة- لا أقول عن الانتصار على القلم الحر, بل حتى عن المواجهة, فإما أن يُترك القلم ليتنقل بحرية على الورقة البيضاء و ينتقد بشكل سلمي ديمقراطي فيُفضحوا, و إما أن تُكسر ريشته باغتيال صاحب القلم فيُفضحوا, و إما ما بينهما من كر و فر و اعتقال و تحقيق و محاكم عسكرية أو أمن قومية و غيرها فيُفضحوا, و في كل الحالات تكون الغلبة للقلم الحر و الغباء يُترك لهم.
فإن تذاكت أو تغابت المخابرات الإسرائيلية, في حالة غسان, و مهما كانت, في حالة سمير, فهي في النهاية غبية, لمجرة محاولة مواجهة القلم بالسيف و الكلمة بعبوة.
اغتيل غسان و سمير و هم في بداية عطائهم الاستثنائي, و هذا ما جعل الحبر يغص في قلمي إلى أن بكى, خسرنا و خسر المشروع الوطني الديمقراطي و خسر الأدب و الفكر و الصحافة العربية بخسارتهما باكراً جداً.
لكني, و أنا أذرف هذه الكلمات, أصر على أن اغتيالهم كان تصرفاً غبياً, و مهما كانوا فاعلين في قمع غسان و سمير, فهم أغبياء.
و التباين يكون فقط في نسبة الغباء.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مكان للمساومة
- لرؤوس أصابع طاغية
- حرية تكفي.. لجمالها
- -اقعد عاقل-
- رفيقي فلاديمير
- ألا يكفي؟
- اختلفت المسميات
- سلام لمحمد الماغوط
- -خلصونا بقا-
- سعدات: المواجهة أو الموت
- إلى سعدات مرة أخرى
- حظاً أوفر
- أتوا.. و لكن
- نحب الحياة
- زياد المختلف
- ببساطة.. لأنها فلسطين
- في مهب الجهل
- ألوان
- الكوفية... رمز ثورات
- حين اغتالوا غسان


المزيد.....




- -من سيزوره؟-.. كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا شاطئيًا ضخمًا يتسع ...
- كاميرا تلتقط مشهدًا مثيرًا لدوامتي مياه معلقتين بين السماء و ...
- قانون التجنيد يشعل أزمة الحريديم مجدداً.. ونتنياهو أمام اختب ...
- بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينت ...
- موقع أميركي: المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني يثبت أ ...
- هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
- ميرتس يسجل أول حضور باجتماع أوروبي متشدد للهجرة
- حول تنظيم المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالرب ...
- -النصر.. رونالدو، القصة مستمرة- بعد تمديد النجم البرتغالي عق ...
- محاكمة محتملة لوزيرة فرنسية بتهمة الفساد في قضية كارلوس غصن ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سليم البيك - غباء بكل الأحوال